الاحتفال بتطويب شهداء الجزائر الـ 19 في 8 كانون الأول ديسمبر 2018 الاحتفال بتطويب شهداء الجزائر الـ 19 في 8 كانون الأول ديسمبر 2018 

الاحتفال بتطويب شهداء الجزائر الـ 19

ترأس عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال أنجيلو بيتشو بعد ظهر السبت في وهران الاحتفال بتطويب شهداء الجزائر الـ 19 الذين قُتلوا في الفترة من 1994 إلى 1996. وتحدث في عظته عن كون الطوباويين الجدد مثالا للجميع، وذكّر بإصرارهم على مواصلة إعلان محبة الله للفقراء والمهمشين رغم الظروف الصعبة والمخاطر.

تم الاحتفال بعد ظهر السبت 8 كانون الأول ديسمبر في وهران الجزائرية بتطويب شهداء الجزائر الـ 19، ومن بينهم المطران بيير كلافيري ورفاقه رهبان تبحيرين. وترأس الاحتفال كموفد خاص للأب الأقدس عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال أنجيلو بيتشو، وانطلق في عظته من قراءة اليوم من سفر الرؤيا (7، 9 – 17)، وتحديدا من الحديث عن جمع كثير من المختارين في السماء أي الذين بلغوا الخلاص الأبدي الذي نسير نحوه جميعا. وذكّر عميد المجمع بحديث يوحنا الرسول عن الـ "قائمينَ أَمامَ العَرشِ وأَمامَ الحَمَل، لابِسينَ حُلَلاً بَيضاء" (9)، مضيفا أن "هؤُلاءِ هُمُ الَّذينَ أَتَوا مِنَ الشَدَّةِ الكُبْرى، وقَد غَسَلوا حُلَلَهم وبَيَّضوها بِدَمِ الحَمَل" (14). وتابع الكاردينال بيتشو أن بياض الحُلل هذا قد تم بلوغه من خلال الألم وهبة الذات والصليب، وأنه بالمشاركة في آلام وموت المسيح يتم بلوغ النور. وأضاف مذكرا بكلمات القديس بولس في رسالته إلى أهل قولسي أن هكذا قد تم في جسدنا "ما نَقَصَ مِن شَدائِدِ المسيح في سَبيلِ جَسَدِه الَّذي هو الكَنيسة" (قول 1، 24).

تحدث عميد مجمع دعاوى القديسين بعد ذلك عن الطوباويين الـ 19 والذين تريد الكنيسة بإعلان تطويبهم اعتبارهم من الجمع الكثير الذي يتحدث عنه القديس يوحنا، وقال إنهم قُتلوا في الفترة من 1994 حتى 96 في مناطق مختلفة ولكن في الإطار ذاته. وتابع أن هؤلاء الشهداء قد أعلنوا في هذه الأرض محبة الله غير المشروطة للفقراء والمهمشين، شاهدين على انتمائهم للمسيح وللكنيسة حتى الاستشهاد. وواصل الكاردينال بيتشو أن الشهداء المطوَّبين ينتمون إلى 8 جمعيات رهبانية مختلفة وقد عاشوا في الجزائر في رسالات مختلفة وتمتعوا بالقوة والإصرار في خدمتهم للإنجيل وللسكان رغم أجواء العنف والضيق المحيطة بهم. وتابع أن السيرة الذاتية لهؤلاء الشهداء تؤكد رغبتهم جميعا في البقاء في أماكنهم حتى النهاية رغم وعيهم بما يهددهم من خطر، تكونت لديهم بالتالي روحانية استشهاد متجذرة في فكرة هبة الذات وتقديم حياتهم من أجل مجتمع متصالح يعيش في سلام. وتريد الكنيسة من خلال تطويبهم الاعتراف بكون الحياة الفاضلة وبطولة موت صناع السلام وشهود الأخوّة هؤلاء مثلا، كما تريد الكنيسة أيضا بهذه الخطوة تمجيد يسوع فادي البشر.  

ذكّر الكاردينال أنجيلو بيتشو في عظته بالاحتفال في اليوم ذاته، 8 كانون الأول ديسمبر، بالعذراء سيدة الحبل بلا دنس، وقال إننا اليوم وشأن ما قال الملاك جبرائيل لمريم "إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ (لو 1، 28)، مدعوون من خلال التأمل في هؤلاء الطوباويين الجدد إلى الفرح والابتهاج. وتابع أننا نتذكر هؤلاء الشهداء كتلاميذ أمناء للمسيح أحبوا الفقراء وشعروا بالآلام وتميزوا بالعطف إزاء المتروكين وشاركوا أخوتهم الألم. وواصل عميد مجمع دعاوى القديسين حديثه عن الطوباويين الجدد مؤكدا أن مَثلهم يحث الجميع على تعزيز ما يسميها البابا فرنسيس بثقافة الرحمة. ثم أعرب، وانطلاقا من المغفرة التي تدعونا إليها الرسالة المسيحية والتي عاشها بشكل رائع الشهداء الطوباويون، عن الرجاء أن تتجاوز الجزائر بشكل نهائي فترة العنف والألم الرهيبة تلك. وتابع أن الموت المأساوي للطوباوي بيير كلافيري ورفاقه الـ 18 هو بذرة ألقيت في لحظة صعبة لتحمل ثمار المصالحة والعدل، وهذه هي رسالتنا كمسيحيين، أن نبذر كل يوم بذور سلام الإنجيل.

هذا وأراد عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال أنجيلو بيتشو في ختام عظته احتفالا بتطويب شهداء الجزائر الـ 19 في وهران، السبت 8 كانون الأول ديسمبر، التأكيد على أن الكنيسة تريد بهذا التطويب أن تقول للجزائر بكاملها إنها لا تريد سوى خدمة الشعب الجزائري بالشهادة للمحبة إزاء الجميع. وتابع أن الجماعة المسيحية في هذا البلد تنشر بذور سلام صغيرة لكنها هامة، مذكرا بأن الشهادة المنيرة للطوباويين الجدد هي مثال حي وقريب للجميع. ثم شكر الكاردينال بيتشو الجمعيات الرهبانية التي ينتمي إليها الشهداء وطلب شفاعة الطوباويين الجدد. 

10 ديسمبر 2018, 11:34