بحث

البابا فرنسيس يقوم بزيارة رعوية إلى فيرونا محطتها الأولى بازيليك القديس زينو للقاء الكهنة والرهبان والراهبات البابا فرنسيس يقوم بزيارة رعوية إلى فيرونا محطتها الأولى بازيليك القديس زينو للقاء الكهنة والرهبان والراهبات   (VATICAN MEDIA Divisione Foto)

البابا فرنسيس يقوم بزيارة رعوية إلى فيرونا محطتها الأولى بازيليك القديس زينو للقاء الكهنة والرهبان والراهبات

زار قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت، بازيليك القديس زينو، المحطة الأولى من زيارة رعوية إلى مدينة فيرونا الإيطالية، والتقى الكهنة والرهبان والراهبات وسلط الضوء على الدعوة والرسالة، والإيمان العامِل بالمحبة.

وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة في بازيليك القديس زينو حيّا فيها الكهنة والرهبان والراهبات شاكرًا أسقف فيرونا على العمل الذي يتم القيام به معا، وقال: من الجميل أن نلتقي في هذه البازيليك، من بين الأجمل في إيطاليا، والتي ألهمت أيضا شعراء مثل دانتيه وكاردوتشي. وأضاف الأب الأقدس أنه من خلال النظر إلى سقفها الرائع نشعر كأننا داخل سفينة كبيرة ما يجعلنا نفكّر في سر الكنيسة، سفينة الرب التي تُبحر في بحر التاريخ لتحمل للجميع فرح الإنجيل. وسلط الضوء من ثم على نقطتين: الدعوة، والرسالة التي ينبغي القيام بها بجرأة. وأشار بداية إلى قبول الدعوة التي نلناها، وذكّر عندما كان يسوع سائرًا على شاطئ بحر الجليل ورأى أخويْن صياديْن يلقيان الشباك، وأخويْن آخريْن يُصلحان شباكهما، ودعاهم إلى اتباعه (راجع متى ٤، ١٨ -٢٢؛ مرقس ١، ١٦ -٢٠). وشدد البابا فرنسيس بالتالي على عدم نسيان أن في أساس الحياة المسيحية هناك خبرة اللقاء مع الرب التي لا تعتمد على استحقاقاتنا أو التزامنا إنما على المحبة التي بها يبحث عنا، يقرع باب قلبنا ويدعونا. كما أشار إلى أن في أساس الحياة المكرسة والحياة الكهنوتية هناك الدعوة المفاجئة للرب، نظرته الرحيمة التي انحنت علينا واختارتنا لهذه الخدمة. إنها نعمة ومجانية وعطية غير منتظرة، حاثًا الكهنة والرهبان والراهبات على عدم فقدان دهشة الدعوة أبدًا.

وتابع الأب الأقدس كلمته مشيرا إلى أن الأساس الأول للتكريس والخدمة هو قبول الدعوة التي نلناها، قبول العطية التي فاجأنا بها الله. وإذا أضعنا هذا الإدراك وهذه الذاكرة فهناك خطر أن نضع أنفسنا في المركز وليس الرب. وأضاف البابا فرنسيس مذكّرا بأن الرب هو الذي اختارنا (راجع يوحنا ١٥، ١٦) وإن تذكّرنا ذلك، فحتى عندما نشعر بثقل التعب وبعض خيبات الأمل، سنبقى مطمئنين وواثقين، متأكدين أنه لن يتركنا. فمثل صيادي السمك، المدرَّبين على الصبر، نحن أيضا مدعوون وسط تحديات زمننا، إلى تنمية الموقف الداخلي للانتظار والأناة. نستطيع أن نرمي الشباك وننتظر بثقة. وعلينا أن نتذكّر الدعوة ونقبلها كل يوم ونبقى مع الرب.

وأشار البابا فرنسيس إلى أنه حين تكون خبرة تذكُّر الدعوة الأولى متجذرة فينا بشكل كبير نستطيع أن نكون شجعانًا في الرسالة التي علينا القيام بها. وذكّر بما جرى على شاطئ بحر الجليل بعد قيامة يسوع. فعلى هذا الشاطئ التقى يسوع مجددا التلاميذ ووجدهم محبطين ويشعرون بمرارة الفشل لأنهم خرجوا للصيد "ولكِنَّهم لم يُصيبوا في تِلكَ اللَّيلَةِ شَيئاً" (راجع يوحنا ٢١، ٣)، فحثّهم على أن يحاولوا من جديد ويلقوا الشباك "فأَلقَوها، فإِذا هُم لا يَقدِرونَ على جَذبِها، لِما فيها مِن سَمَكٍ كَثير" (يوحنا ٢١، ٦).

في كلمته إلى الكهنة والرهبان والراهبات في بازيليك القديس زينو في أبرشية فيرونا، أشار البابا فرنسيس إلى أن الجرأة هي عطية تعرفها هذه الكنيسة جيدا، وأشار إلى الأثر الكبير الذي تركه العديد من الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين في القرن التاسع عشر الذين نكرّمهم اليوم كقديسين وطوباويين. شهود للإيمان عرفوا أن يجمعوا بين إعلان الكلمة والخدمة السخية والرحيمة إزاء المحتاجين، من خلال "ابداع اجتماعي" أدّى إلى نشأة مدارس للتعليم ومستشفيات ودور رعاية ودور للاستقبال. وأشار إلى الذهاب لملاقاة المعوزين والمهمشين والفقراء والاعتناء بجراحهم. إيمان تمت ترجمته في جرأة الرسالة. إننا نحتاج اليوم إلى جرأة الشهادة والإعلان، وفرحِ إيمانٍ عاملٍ بالمحبة، قال البابا فرنسيس في كلمته، مشددا على حمل حنان رحمة الله للجميع. وتابع كلمته إلى الكهنة والرهبان والراهبات مشيرا إلى أنهم ورثوا جرأة إيمان عاملٍ بالمحبة وذكّر بكلمات القديس بولس "فلا تَفتُرْ هِمَّتُكم في عَمَلِ الخَير" (٢ تسالونيقي ٣، ١٣). ودعا الأب الأقدس من ثم إلى عدم الاستسلام للإحباط، وحثَّ على الجرأة في الرسالة، وشدد على كنيسة قريبة، تعتني بالجراح وتشهد لرحمة الله.

أيها الإخوة والأخوات، شكرًا لتقديم حياتكم للرب ولالتزامكم من أجل الرسالة - قال قداسة البابا فرنسيس في ختام كلمته إلى الكهنة والرهبان والراهبات في بازيليك القديس زينو، المحطة الأولى من زيارته الرعوية إلى فيرونا – ودعاهم إلى المضي إلى الأمام بشجاعة. لنا نعمة وفرح أن نكون معا على متن سفينة الكنيسة، بين آفاق رائعة وعواصف مخيفة، ولكن بدون خوف لأن الرب هو دائما معنا، وهو الذي لديه دفة القيادة، يرشدنا ويعضدنا.

18 مايو 2024, 09:16