بحث

الذكرى السنوية الثلاثين على صدور دليل تطبيق المبادئ والأعراف حول المسكونية الذكرى السنوية الثلاثين على صدور دليل تطبيق المبادئ والأعراف حول المسكونية   (AFP or licensors)

نقطة مرجعيّة على درب الوحدة

الذكرى السنوية الثلاثين على صدور دليل تطبيق المبادئ والأعراف حول المسكونية

"على تطبيق دليل المبادئ والأعراف حول المسكونية أن يعمل لكي تتبنى الكنيسة الكاثوليكية بأكملها هذه المبادئ التوجيهية، لا سيما في المناطق التي لم تسمح بذلك المواقف السياسية والاجتماعية، أو حتى التوترات الدينية": بهذه الكلمات، في ١٧ تشرين الثاني نوفمبر ١٩٩٥، توجّه البابا يوحنا بولس الثاني إلى المشاركين في الجلسة العامة للمجلس البابوي آنذاك لتعزيز وحدة المسيحيين، وصاغ دعوة للتفكير في كيفية دخول دليل تطبيق المبادئ والأعراف حول المسكونية بشكل فعال في الحياة اليومية للكنيسة الكاثوليكية، وتعزيز ليس فقط تطويرًا إضافيًا لحوارها مع الكنائس الأخرى، وإنما لتجذُّر أقوى للبعد المسكوني في الجماعات المحلية.

وجه البابا يوحنا بولس الثاني هذه الدعوة بعد أكثر من عامين من نشر الدليل، الذي تمَّ في ٢٥ آذار مارس ١٩٩٣، والذي أراد من خلاله تعزيز العملية من أجل حضور أكثر ديناميكية وخصوبة لكنيسة روما في الحركة المسكونية؛ هذه العملية، كما يشير الدليل، في كلماته الأولى، قد بدأت مع المجمع الفاتيكاني الثاني حيث ظهر الطلب لصياغة نص قادر على تعزيز قبول ما تمت مناقشته وإصداره من قبل آباء المجمع في اتجاه إعادة التفكير في المضامين والأشكال التي أرادت الكنيسة الكاثوليكية من خلالها أن تعبِّر عن دعوتها إلى الوحدة، المتجذرة في كلمة الله. لهذا السبب وفي عام ١٩٦٧، تحت رئاسة الكاردينال أوغسطين بيا، أمين سر المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين، تم نشر الجزء الأول من الدليل المسكوني، واستُكمل بعد ثلاث سنوات: لقد "أثبت أنه أداة لا تقدر بثمن لتوجيه وتنسيق وتطوير الجهد المسكوني"، كما قال يوحنا بولس الثاني نفسه في ٦ شباط فبراير ١٩٨٨.

منذ نشر الطبعة الأولى من الدليل، اتخذت الحركة المسكونية آلاف المسارات في الكنيسة الكاثوليكية، مما سلط الضوء على الأفكار والمبادرات التي تطورت، حتى قبل المجمع الفاتيكاني، في سياقات عديدة، كذلك بفضل مساهمة بعض الشخصيات، من بينهم يوهانس ويلبراندز وإيف كونغار، رائدا المسكونية للمجمع الفاتيكاني الثاني؛ وقد سلطت دراسات حديثة الضوء على الغنى اللاهوتي والروحي والرعوي للحركة المسكونية في الكنيسة الكاثوليكية قبل المجمع الفاتيكاني الثاني، وأبعد من المواقف الرسمية للسلطة التعليمية، مما ساعد على فهم مدى أهمية هذا الغنى في صياغة القرار المسكوني "استعادة الوحدة"، الذي يشكل المصدر الأساسي للدليل. وقد أرادت النسخة الجديدة من الدليل أن تجيب على الحاجة من ناحية إلى تقديم نظرة عامة عن حالة المسيرة المسكونية ومن ناحية أخرى إلى إعطاء مؤشرات واضحة لا لبس فيها لمواصلة هذه المسيرة، في محاولة للتغلب على حدود المسكونية التي كانت تكافح لكي تكون الخبز اليومي لخبرة إيمان رجال ونساء، لدرجة أنها كانت تُعتبر فقط كشيء يمكن عيشه في حالة لقاء مع مسيحيين غير كاثوليك، الأمر الذي أدى إلى إفقار أحد العناصر المركزية للقرار المسكوني "استعادة الوحدة" الذي يطلب من جميع المؤمنين ارتداد القلب إلى الوحدة بحيث "كلما كانت علاقتهم وثيقة مع الآب والكلمة والروح القدس، كلما أصبحت الأخوّة المتبادلة أكثر حميمية وسهولة". لهذا السبب، لم يكن دليل عام ١٩٩٣ موجهًا إلى الرعاة فحسب، بل "إلى جميع المؤمنين، المدعوين للصلاة والعمل من أجل وحدة المسيحيين تحت إشراف أساقفتهم"، على أمل أن يكون "مفيدًا" أيضًا للمسيحيين الذين لم يدخلوا بعد في شركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية.

هذا وينقسم الدليل إلى خمسة فصول: البحث عن وحدة المسيحيين، الذي يتناول المبادئ العقائدية للحركة المسكونية؛ تنظيم خدمة وحدة المسيحيين في الكنيسة الكاثوليكية، التي تقدّم هيكليات ومعايير العمل المسكوني للمؤمنين؛ التنشئة المسكونية في الكنيسة الكاثوليكية، ويتضمّن محتويات وطريقة التنشئة المسكونية؛ شركة الحياة والنشاط الروحي بين المعمَّدين، حيث تُحدَّد المبادئ التي تقوم عليها الشركة، مع التذكير بمحدوديّتها، لا سيما في الممارسة الأسراريّة؛ التعاون المسكوني والحوار والشهادة المشتركة، حيث يتمُّ وصف أشكال التعاون من أجل الحوار والشهادة.

29 مارس 2023, 12:17