اليوم الدولي لحقوق الأطفال: مقابلة مع المدير العام لمنظمة "أرض البشر" إيطاليا
الجائحة، الحروب والمجاعات والتبدلات المناخية، هي العناصر الأربعة التي ساهمت أكثر من سواها، خلال السنوات الماضية، في تدهور أوضاع الأطفال في العالم، كما قال السيد فيرارا في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الأطفال، الذي يُنظم سنوياً إحياء لذكرى معاهدة الأمم المتحدة حول حقوق الأطفال والمراهقين والتي تم تبنيها في العام ١٩٨٩. ويرى المسؤول الإيطالي أنه على الرغم من التقدم الذي أُحرز في السنوات الماضية في مجالات مختلفة كالتعليم ومكافحة عمالة الأطفال، إلا أن أوضاع الأطفال حول العالم آخذة بالتراجع، لاسيما فيما يتعلق بالطفلات والمراهقات. ولفت إلى أنه خلال الإقفال العام، بسبب الجائحة، أجبرت العديد من الفتيات على الزواج في سن مبكرة أو على العمل القسري، وقال إن هذا العدد يتراوح بين عشرة وستة عشر مليونا، وهن فتيات قد لا يعدن إلى مقاعد الدراسة، فيما يتخطى عدد الفتيات القاصرات اللواتي يتمن خلال الحمل أو التوليد، على أثر الزواج القسري، العشرين ألفاً سنويا. بعدها أشار السيد فيرارا إلى استغلال القاصرين في مجال العمل، وهي ظاهرة تفاقمت خلال السنوات العشرين الماضية، موضحا أن خمسة عشر مليون طفل إضافي دخلوا عالم العمل من خلال تعرضهم للاستغلال. هذا فضلا عن الفقر والهجرة القسرية، المرتبطة أيضا بالتغيرات المناخية، اللذين يؤثران بنوع خاص على القاصرين والإناث خصوصا، اللواتي يتعرضن أكثر من غيرهن للاتجار بالبشر والعنف. وتشير التوقعات إلى أن حوالي مليار طفل في العالم، أي نصف مجموع عدد الأطفال، يعيشون في بلدانٍ هي عرضة لظاهرة التبدلات المناخية. كما أن أربعمائة مليون طفل يتواجدون في مناطق تشهد صراعات مسلحة. وأوضح فيرارا أنه حيثما يوجد صراع مسلح، أو سوء التغذية أو العنف أو النقص في التعليم، يحمل الوضع انعكاسات سلبية على الأسر، وعلى الأطفال بنوع خاص. ولفت إلى وجود أكثر من ثلاثة عشر مليون ونصف مليون طفل دون الخامسة من العمر يواجهون خطر الموت جوعاً، مؤكدا أن الحرب العالمية الثالثة التي يتحدث عنها البابا فرنسيس تؤدي أيضا إلى تجنيد الأطفال من الجنسين في القوات المسلحة. هذا ثم أكد المدير العام لمنظمة "أرض البشر" إيطاليا أن أوضاع الخطر متواجدة في القارات كافة، من آسيا إلى أفريقيا، من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا، حيث يعاني الأطفال من تبعات الحرب في أوكرانيا، وحيث سُجل خلال العام ٢٠٢١ ارتفاع في عدد الجرائم المرتكبة بحق الطفولة، لاسيما الجنسية منها، وغالبا ما يحصل هذا الأمر ضمن البيئات العائلية. وما يزيد الطين بلة النتائج التي تترتب على تفاقم آفة الفقر، موضحا أن الإحصاءات تدل إلى ارتفاع مقلق في عدد الفقراء في إيطاليا ما يعني أن عائلات كثيرة تواجه صعوبة في توفير وجبات طعام ملائمة لأطفالها. ختم فيرارا حديثه لافتا إلى أن السنتين الماضيتين من الجائحة أثرتا على مسألة حقوق الأطفال، داعياً الجماعة الدولية للتدخل فوراً بحس المسؤولية والعمل على بناء مستقبل أفضل لأجيال اليوم والغد. |