بحث

تلميذات في إحدى مدارس اليمن تلميذات في إحدى مدارس اليمن 

مقابلة مع نائبة المديرة العامة لليونيسكو المعنية بشؤون التربية لمناسبة اليوم العالمي للمعلم

لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلم أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع نائبة المديرة العامة لهيئة اليونيسكو المعنية بشؤون التربية السيدة ستيفانيا جانيني التي سلطت الضوء على إسهام التربية في تحقيق التنمية البشرية المتكاملة، لاسيما في مناطق النزاعات المسلحة شأن أوكرانيا وسورية، والبلدان التي تُحرم فيها المرأة من حقها في التربية، كأفغانستان على سبيل المثال.

يتزامن الاحتفال باليوم العالمي للمعلم هذه السنة مع إحياء الذكرى السنوية الأولى لقمة قادة الديانات من أجل وضع ميثاق تربوي، شاءها البابا فرنسيس ونظمها مجمع التربية الكاثوليكية. واختُتم اللقاء الذي التأم في الفاتيكان بنداء رفعه القادة الدينيون إلى هيئة اليونيسكو، وبالتحديد إلى السيدة جانيني.

في حديثها لموقعنا الإلكتروني قالت المسؤولة الأممية إن التحوّل المنشود على الصعيد التربوي يبدأ من المعلمين، لأنهم يشكلون محور المنظومة التعليمية، ولفتت إلى النقص في المعلمين الذي يعاني منه اليوم القطاع التربوي، موضحة أن هيئة اليونيسكو دقت ناقوس الخطر حيال هذه المشكلة ومشاكل أخرى، شأن غياب التنشئة والقاعات المكتظة وعدم حصول المعلمين على مرتبات لائقة. وأكدت أنه يتعين على المجتمع أن يثمّن الخدمة التي يقدمها المعلمون مع أن الإحصاءات تشير إلى أن خمسة عشر بالمائة من معلمي المدارس لا يتمتعون بالمؤهلات المطلوبة، وهذه النسبة ترتفع في البلدان المنخفضة الدخل.

ردا على سؤال بشأن أجندة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠، قالت السيدة جانيني إن هيئة اليونيسكو دعت إلى حشد الطاقات على الصعيد العالمي كي توضع التربية ضمن أولويات الأجندة السياسية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأشارت إلى أن المنظومة التربوية اليوم تواجه تحديات وصعوبات كبيرة، من هذا المنطلق لا بد من إصلاح النظام التربوي كي يتمكن من صقل مجتمعات مسالمة، عادلة ومستدامة، مضيفة أن الهيئة الأممية تسعى أيضا إلى ضمان المساواة الجندرية في مجال التعليم، بالإضافة إلى توسيع نطاق التعليم الرقمي ليصبح في متناول أكبر عدد ممكن من الأشخاص، كما لا بد أن تأخذ المناهج التربوية في عين الاعتبار القضايا المرتبطة بالأزمات المناخية والبيئية، وتصب الاهتمام على الأطفال ضحايا تلك الأزمات.

لم تخل كلمة نائبة المديرة العامة لهيئة اليونيسكو من الحديث عن الأوضاع الراهنة في أفغانستان، الخاضع لسيطرة حركة طالبان منذ أكثر من سنة وحيث تُحرم الفتيات من حقهن في التعليم. وقالت إن الهيئة الأممية تدين هذا القرار غير المقبول، الذي شكل خطوة إلى الوراء بعد عشرين سنة من التقدم في هذا المجال. وأوضحت أن أكثر من ثلاثة ملايين فتاة في أفغانستان يُحرمن من حقهن في التعليم الثانوي مشيرة أيضا إلى الهجمات التي تتعرض لها المدارس والمنشآت التربوية ما يزيد من زعزعة المنظومة التربوية التي هي ضعيفة أصلا.

ختاما شاءت المسؤولة الأممية أن تشير إلى الدعم الذي تقدمه اليونيسكو للمعلمين في مناطق النزاعات شأن أوكرانيا وسورية، وشددت على ضرورة أن تبقى التربية أولوية في إطار الدعم الإنساني وعملية إعادة الإعمار، موضحة أن الهيئة تساعد الأساتذة والتلامذة في سورية كما في البلدان المضيفة للنازحين شأن لبنان والأردن.

06 أكتوبر 2022, 12:09