بحث

الاحتفال باليوم العالمي للصلاة من أجل الخليقة. مقابلة مع الأديب الإيطالي باولو كونييتّي الاحتفال باليوم العالمي للصلاة من أجل الخليقة. مقابلة مع الأديب الإيطالي باولو كونييتّي 

الاحتفال باليوم العالمي للصلاة من أجل الخليقة. مقابلة مع الأديب الإيطالي باولو كونييتّي

يحتفل العالم هذا الخميس، كما في الأول من أيلول سبتمبر من كل سنة، باليوم العالمي للصلاة من أجل الخليقة، ويبدأ بذلك ما يُعرف بـ"زمن الخليقة" الذي يستمر لغاية الرابع من تشرين الأول أكتوبر المقبل، يوم عيد القديس فرنسيس الأسيزي، وتتخلله صلوات وتأملات ومبادرات يقوم بها المسيحيون المنتمون إلى مختلف الكنائس بغية التوصل إلى "ارتداد بيئي" أصيل، طالما تحدث عنه ودعا إليه الحبر الأعظم.

في العام ٢٠١٥ قام البابا فرنسيس بإنشاء اليوم العالمي للصلاة من أجل الاعتناء بالخليقة، وحدد لذلك تاريخ الأول من أيلول سبتمبر من كل عام، بالتزامن مع الاحتفال المماثل الذي تقوم به الكنيسة الأرثوذكسية. وأوضح البابا نفسه آنذاك أن المبادرة ترمي إلى إيقاظ الارتداد الروحي وسط المؤمنين، بغية التجاوب مع الأزمة الإيكولوجية الراهنة. عديدة هي المبادرات التي نظمتها الكنائس والأبرشيات والرعايا لمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الخليقة وزمن الخليقة، وفي الفاتيكان أقيم عصر اليوم حدث مسكوني نظمته حركة "كن مسبحا". وفي رسالته لمناسبة هذا اليوم شدد البابا فرنسيس على ضرورة الإصغاء إلى الأرض، وكتب أنه إذا تعلمنا أن نصغي إليها، نلحظ خللا ما في صوت الخليقة، فمن ناحية هناك النشيد العذب الذي يسبح خالقنا الحبيب ويجعلنا ندرك أننا لسنا منفصلين عن باقي المخلوقات، إذ نشكل مع باقي الكائنات في هذا الكون "شركة كونية رائعة"، ومن ناحية أخرى تعلو صرخة مرة، صرخة التذمر من تصرفاتنا البشرية السيئة.

لمناسبة الاحتفال بهذا اليوم العالمي أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأديب الإيطالي باولو كونييتّي مؤلف كتاب "الجبال الثمانية" الذي تُرجم إلى عشرات اللغات، ويعكس شغف الكاتب حيال الجبال، التي تشكل فسحة للجمال والحرية. استهل كونييتي حديثه لموقعنا مشيرا إلى أن هذا الوعي البيئي الذي يُحكى عنه اليوم ليس جديداً، وقال إن الاهتمام بالبيئة موجود منذ زمن بعيد وسط الفلاحين والمزارعين. وأضاف أنه يتعين على من يزرع الأرض ويحرثها وعلى من يربي المواشي أن يتعرف على الأرض جيداً، ويتنبه من الإفراط في استغلالها. وأكد أن هذا الرباط كان قائما دوما بين الإنسان والبيئة لغاية الحقبة الصناعية، ولفت على سبيل المثال إلى أن الأطفال الذين يولدون في المدن لا يعرفون شيئاً عن الغابات، أو حتى عن الشجرة، أو عن الحيوانات البرية. واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن نعتي اليوم بالجبال ونحافظ عليها سالمة، لأنه إذا فقد الإنسان هذه الذاكرة، سيكون مستقبله قاتماً لا محالة.

ردا على سؤال حول الكوارث التي يمكن أن تحصل إن لم نتدخل فوراً لحماية البيئة حذّر الكاتب الإيطالي من المخاطر التي تترتب على الشح في المياه، وقال: إننا لم نر قط صيفاً كهذا من ناحية الجفاف، لافتا إلى أن هذا الأمر انطبق أيضا على الجبال حيث توجد المياه بغزارة، وتحدث عن انحسار المَثلجات الجبلية خلال سنة واحدة، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فهذا يعني أن الأنهار ستجف، وستترتب على ذلك نتائج وخيمة بالنسبة لأبنائنا. وشدد – في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني – على أنه آن الأوان كي نقول إن الاعتناء بالأرض ليس فقط مسألة فلسفية أو شاعرية تقتصر على المفكرين والمثقفين، بل هو في الواقع قضية تتعلق باستمرارية الحياة، وبحصولنا على المياه، وإذا أردنا ألا نفقدها فلنلتزم في حماية الأرض.

01 سبتمبر 2022, 11:48