بحث

مقابلة مع مدير مجلة "ليميس" لوتشيو كاراتشولو مقابلة مع مدير مجلة "ليميس" لوتشيو كاراتشولو 

مقابلة مع مدير مجلة "ليميس" لوتشيو كاراتشولو

أجرى مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات أندريا تورنييلي مقابلة مع السيد لوتشو كاراتشولو مدير مجلة "ليميس" المتخصصة في الشؤون الجيوسياسية، شدد خلالها على ضرورة التوصل إلى هدنة في أوكرانيا، بغية وضع حد للقصف وإراقة الدماء.

استهل كاراتشولو حديثه مشيرا إلى انعدام الثقة بين الأطراف، ومن المفارقة أن هذه الثقة كانت قائمة خلال الحرب الباردة، كما لم تعد توجد اللغة المشتركة التي كانت تضمن السلام خلال زمن المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. ورأى أن ثمة من يأمل بأن تخرج روسيا ضعيفة بعد نهاية هذا الصراع، ما يزيد من قدرات الأمريكيين على منافسة الصينيين، المتحالفين طبيعياً مع موسكو.

في سياق حديثه عن تحذيرات البابا فرنسيس من مغبة استمرار سباق التسلح قال الصحفي الإيطالي إن التسلح يمكن أن يشكل عامل ردع، مع أنه في العالم المثالي يمثل نداء البابا هدفاً لا بد أن نطمح إليه. وأضاف أنه يمكننا أن نكتفي اليوم بوضع من "اللا حرب" حتى إذا كان هذا الأمر لا يعني السلام الذي يصعب بلوغه في ظل انعدام الثقة المتبادلة. وحذر من مغبة التصاريح التي تلوح باللجوء إلى ما يُسمى بالقنابل الذرية التكتيكية، لافتا إلى أن هذا الأمر – وفي حال حصل – سيشكل مجزرة بكل ما للكلمة من معنى.

رداً على سؤال بشأن الخطوات الواجب اتخاذها لوقف الحرب في أوكرانيا قال مدير مجلة "ليميس" إن انعدام التواصل بين الطرفين المتنازعين والأحقاد القائمة تشير إلى أن الحرب لن تنتهي قريبا، وتعطي الانطباع بأنها ستستمر لفترة طويلة. من هذا المنطلق لا بد من السعي لبلوغ وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، حتى مع غياب اتفاق السلام، على أمل أن تصبح هذه الهدنة طويلة الأمد، على غرار النموذج الكوري.

في معرض إجابته على سؤال حول ما يمكن أن تفعله أوروبا من أجل وضع حد للحرب الأوكرانية لفت السيد كاراتشولو إلى غياب الدور الجيوسياسي لأوروبا، متحدثا عن وجود اختلافات كبيرة في المواقف الأوروبية، إذ ثمة جبهة معادية لروسيا، وأخرى تطالب بفتح قنوات للحوار مع موسكو، وهي موجودة في إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، أو أوروبا الغربية بصورة عامة. وهناك موقف حكومة المجر المؤيد تماماً لروسيا. وعبر في هذا السياق عن قناعته بأن من يستطيع فعلا أن يُقنع الروس والأوكرانيين بالتوصل إلى السلام هم الأمريكيون، مضيفا أن الغزو الروسي لأوكرانيا يبدو له عبارة عن حرب غير مباشرة وغير معلنة بين الروس والأمريكيين، مع تورط الصين المنحازة لموسكو. وعاد ليؤكد أن تواصل الرئيس الأمريكي بايدن مع بوتين ومع زيلينسكي يمكن أن يمهد الطريق أمام إطلاق محادثات سلام.

بعدها سُئل السيد كاراتشولو عن تصريحات البابا فرنسيس التي اقتبس فيها كلمات لأحد رؤساء الدول قائلا إن حلف شمال الأطلسي ينبح على الحدود الروسية، وقال إن هذه التحليلات، ولو كانت صحيحة، لا تبرر إطلاقاً شن حرب ضد أوكرانيا. وأضاف أن الناتو، وعندما قرر التوسع في الفضاء السوفيتي السابق، فعل ذلك لسببين أولا لأنه مقتنع بضرورة عدم وجود فضاءات فارغة بينه وبين روسيا وثانيا لكونه يرى في هذا التوسع طريقة لممارسة ضغوط مستمرة على موسكو. وقد جعل هذا الأمر روسيا تشعر أنها محاصرة من قبل الغرب. واليوم مما لا شك فيه أن العدوان على أوكرانيا ساهم في إضعاف روسيا لا في تقويتها.

12 يوليو 2022, 09:12