المستشار عبد السلام: الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام ٢٠٢٢ مثلوا مصدر إلهام لنا
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية وجلالة الملكة رانيا العبد الله، استضافت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية عصر السبت حفلاً خاصاً في صرح زايد المؤسس بأبوظبي، لمنح جائزة زايد للأخوة الإنسانية ٢٠٢٢ إلى المكرمين بدورتها لهذا العام وللمناسبة ألقى المستشار محمد عبد السلام أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية كلمة قال فيها بسم الله الرحمن الرحيم صاحب الجلالة الملك عبدُ الله الثاني بن الحسين، ملكُ المملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ، جلالةُ الملكةِ رانية العبد الله، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أصحابَ السموِّ، أصحابَ المعالي. الحضورُ الكريم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إنَّ جائزةَ زايدٍ للأخوةِ الإنسانيةِ لهذا العام ٢٠٢٢، إذ تُكرِّمُ الفائزينَ بها فإنَّها تحتفي بكلِّ الذين قضَوْا أعمارَهم في خدمةِ الضعفاءِ والمحتاجينَ، ودأَبُوا في العملِ على إنهاءِ الانقسامِ، وتعزيزِ الأخوةِ والتسامحِ بين الأممِ والشعوب.
تابع المستشار عبد السلام يقول تحية تقدير واعتزاز لصاحبَ السموِّ الشيخُ محمد بن زايد آل نهيان، وليُّ عهدِ أبوظبي، وراعي وثيقةِ الأخوةِ الإنسانيةِ -حفظه الله - كان ولا زال سموه صادقَ العهدِ، ثابتَ الخُطى في خدمةِ بلده، مكافحًا من أجلِ الحفاظِ على الشُّعلةِ التي وَرَّثها له والدُه المؤسِّسُ الراحلُ الحكيمُ الشيخُ زايد بن سلطان آل نهيان "طيَّب الله ثَراه"، هذا الرمزُ الذي تخطَّتْ محبتُه للناسِ حدودَ بلادِه، وتجاوزت آثارُه الطيبةُ كلَّ الأعراقِ والألوانِ والمذاهبِ، تحمَّل سموه هذه الأمانةَ على عاتِقِه بكلِّ نزاهةٍ وشرفٍ في هذه الأوقاتِ الصعبةِ والأجواءِ المتقلِّبةِ التي يمرُّ بها عالَـمُنا اليومَ، وقدَّم بلادَه - بكلِّ إصرارٍ وشُموخٍ - مثالًا يُحتذَى به في تصديرِ التسامحِ وحبِّ الخير لكلِّ الناس، فنِعمَ الوارثُ، ونِعمَ المورِّثُ.
أضاف أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية يقول ونيابةً عن زملائي أعضاءِ اللجنةِ العُليا للأخوةِ الإنسانيةِ وأعضاءِ لجنةِ تحكيمِ جائزةِ زايدٍ ، نقدَّمُ إلي - صاحبِ السموِّ - بخالصِ التقديرِ والامتنانِ على دعمِه المستمرِّ، واستثمارِه الدائمِ في مشروعِ الأخوَّةِ الإنسانيَّةِ. كما إنَّه لَفخرٌ وشرفٌ كبيرٌ أيضًا أن يُشارِكَنا هذا الاحتفالَ رمزانِ دينيَّانِ قدَّما نُموذجًا استثنائيًّا في الأخوَّةِ والصداقةِ والشراكةِ من أجلِ الإنسانِ لم يشهدِ التاريخُ الحديثُ له مثيلًا: الإمامُ الأكبرُ أحمد الطيب، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسةِ الكاثوليكية، وتُوِّجت هذه الشراكةُ بتوقيعِ وثيقةِ الأخوةِ الإنسانيةِ التاريخيةِ التي أرادَ اللهُ لها أن تُعلَن للعالمِ من هنا، من صَرْحِ زايدٍ المؤسِّس، وعلى أرضِ أبو ظبي الطيبةِ؛ لتُقدِّمَ الإماراتُ العربيةُ المتحدةُ للبشريةِ مِيثاقًا رُوحيًّا ودُستورًا إنسانيًّا، يتجاوزُ الاختلافاتِ، ويرتفعُ فوقَ الصراعاتِ من أجلِ أخوَّةٍ جامعة.
تابع المستشار عبد السلام يقول الحضورُ الكريمُ. لقد وصلَتْ أصداءُ وثيقةِ الأخوةِ الإنسانيةِ إلى مختلفِ البقاعِ والأرجاءِ، وأقامت اللجنةُ العليا للأخوةِ الإنسانيةِ شَراكاتٍ رفيعةَ المستوى مع مُؤسساتٍ ومسؤولينَ من أنحاءٍ مختلفةٍ حولَ العالم – من أمريكا، مرورًا بالاتحاد الأوربيِّ، إلى آسيا وأفريقيا، واستطاعت أن تُشجِّعَ الكثيرين لبناءِ جسورِ التواصلِ والحوارِ، وتُوِّجت الجهودُ بالاعترافِ الأمميِّ بأهميَّةِ وثيقةِ الأخوَّةِ، واعتمادِ يومِ توقيعِها في الرابعِ من فبراير ٢٠١٩ يومًا دوليًّا للأخوَّةِ الإنسانيَّةِ يحتفي به العالمُ كلَّ عام. وهنا يقتضي الاعتراف بالفضل أن نقدم خالص التقدير والامتنان لسموِّ الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي والجندي المجهول وراء هذا الاعتراف الأممي الذي دعمته المجموعة العربية بكل قوة وبخاصة جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والمملكة الأردنية وحاز إجماع الدول الاعضاء لتتحول وثيقة الأخوة إلى حركةٍ عالميةٍ تُلهِمُ كلَّ مُحبِّي الخيرِ والسلامِ. لقد مثَّلت جائزةُ زايدٍ العالميةُ للأخوَّةِ الإنسانيَّةِ مصدرَ إلهامٍ ودعمٍ لكلِّ هذه الجهودِ في مسيرة الأخوةِ والتعايش. وخلالَ دورتِها الحاليةِ نظرَتْ لجنةُ التحكيمِ أكثرَ من مائتي ترشيحٍ، حيث وجدت في مَسِيرةِ المكرَّمِين واجتهاداتِهم في خدمةِ البشريةِ ودعمِ التعايشِ الإنسانيِّ والحوارِ أثرًا ملموسًا على أرضِ الواقعِ يجعلُهم يستحقُّون بجدارةٍ أن يَحمِلوا رايةَ الأخوَّةِ التي تُجسِّدُ قيمَ التسامحِ والتآلفِ بين الناس.
وخلص المستشار محمد عبد السلام أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية إلى القول في النهايةِ يُشرِّفُني باسمِ زُملائي أعضاءِ اللجنةِ العليا للأخوَّةِ الإنسانيَّةِ وأعضاءِ لجنةِ التحكيم أنْ أُهنِّئَ بكلِّ اعتزازٍ وفخرٍ الفائزين بجائزةِ زايدٍ للأخوَّةِ الإنسانيَّةِ لعام ٢٠٢٢: جلالةُ الملك عبدُ الله الثاني بن الحسين، ملكُ المملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ، وجلالةُ الملكةِ رانية العبد الله. ومعهما مؤسسةُ المعرفةِ والحريةِ (فوكال)، المنظمةٌ الإنسانيةٌ من جمهوريةِ هاييتي. حيث قدَّمتُم جلالتُكم وبجانبكم جلالة الملكة رانيا الموقَّرةُ أنموذجًا يُحتذى للقائدِ في مشاركةِ الحبِّ والخيرِ والأخوَّةِ والتسامحِ، وما زلتم تجتهدونَ في بناءِ وطنِكم والنهوضِ به.. وقدَّمَتْ مؤسسةُ فوكال بجمهوريةِ هاييتي قدوةً وصورةً مُشرِّفةً لشعبٍ بطلٍ كافَحَ طوالَ تاريخِه من أجلِ الحريَّةِ والكرامةِ الإنسانيَّةِ. إنَّ هذا الاحتفالَ اليومَ برُموزِ الأخوَّةِ الإنسانيَّةِ والسلامِ يَخرُجُ من هذا البلدِ الآمِنِ الطيِّبِ ليُمثِّلَ شعاعَ نورٍ، ويبعثُ رسالةَ أملٍ في ظلامٍ دامسٍ بسببِ دُخَانِ الحروبِ وأصواتِ الكراهية ، وأنينِ الضعفاء، إنَّها رسالةُ أبوظبي للأخوَّةِ الإنسانيَّةِ. شكرًا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.