بحث

منظمة Open Doors: أكثر من ٣٦٠ مليون مسيحي يواجهون الاضطهاد حول العالم منظمة Open Doors: أكثر من ٣٦٠ مليون مسيحي يواجهون الاضطهاد حول العالم 

منظمة Open Doors: أكثر من ٣٦٠ مليون مسيحي يواجهون الاضطهاد حول العالم

أكثر من ثلاثمائة وستين مليون مسيحي في العالم يواجهون الاضطهاد والتمييز بسبب إيمانهم. هذا ما أظهره التقرير السنوي لمنظمة Open Doors، أو "أبواب مفتوحة"، المعنية بالدفاع عن الحريات الدينية حول العالم، في وقت أكد مدير المنظمة في إيطاليا كريستيان ناني أن العديد من الأشخاص المسؤولين عن هذه الاضطهادات يفلتون من العقاب.

أظهر تقرير المنظمة غير الحكومية أن هذه الاضطهادات بحق المسيحيين شهدت ارتفاعاً ملحوظا في حوالي مائة بلد حول العالم، كما تشير الأرقام إلى أن أكثر من خمسة آلاف وثمانمائة مسيحي قُتلوا لأسباب مرتبطة بإيمانهم، بين الأول من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٠ والثلاثين من أيلول سبتمبر ٢٠٢١، وهذا العدد شكل ارتفاعاً بنسبة ثلاثة وعشرين بالمائة مقارنة مع العام السابق.

تم تقديم التقرير السنوي خلال مؤتمر صحفي عقده مدير المنظمة في إيطاليا كريستان ناني، الذي أوضح أن حالات الاضطهاد والتمييز بلغت أرقاما لم يسبق لها مثيل مذ أن بدأت المنظمة تُعد تقاريرها السنوية لثلاثين سنة خلت. وقال إن مسيحياً واحداً من أصل سبعة يتعرض للاضطهاد في العالم، وتصل هذه النسبة إلى مسيحي واحد من أصل خمسة في القارة الأفريقية، ومسيحيين اثنين من أصل خمسة في القارة الآسيوية. ولفت إلى أننا نشهد اليوم نمو هذه الظاهرة التي تعني حياة الجماعات المسيحية والأفراد من وجهات نظر مختلفة.

وأكد السيد ناني أنه فضلا عن الارتفاع المقلق في أعمال العنف ضد المسيحيين، تزايدت المضايقات والضغوط التي يتعرضون لها، فضلا عن التمييز. وأوضح على سبيل المثال أن حكومات عدة لا توفر – أو لا تستطيع أن توفر – الحماية للجماعات المسيحية، وذلك لأسباب سياسية أو دينية متنوعة. وهذا الأمر يؤدي إلى إفلات المذنبين من العقاب، ويساهم تلقائيا في تكرار الانتهاكات. وما يزيد الطين بلة لامبالاةُ جزء كبير من اللاعبين السياسيين الدوليين الذين يقيمون علاقات دبلوماسية مع الدول ولا يعيرون مسألة الدفاع عن الحريات والحقوق الدينية الاهتمام اللازم.

لمناسبة صدور التقرير السنوي أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد ناني الذي أوضح أن كوريا الشمالية كانت تحتل قائمة الدول على مدى السنوات العشرين الماضية، بيد أنها حلت هذا العام في المرتبة الثانية ليتصدر أفغانستان هذه اللائحة السوداء، إذ أصبح أخطر بلد في العالم بالنسبة للجماعات المسيحية بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة في كابل، ولفت إلى أن الحركة باتت بمثابة "الوقود" الذي يغذي التيارات الجهادية على الصعيد العالمي، موضحا أن هذا الأمر يبعث على القلق الشديد في العديد من المناطق حول العالم، لاسيما في القارة الأفريقية.

وقال بهذا الصدد إنه سُجلت في القارة السوداء أعلى نسبة من جرائم القتل بحق المسيحيين، لاسيما في نيجيريا حيث بلغ عدد الضحايا أربعة آلاف وستمائة وخمسين. هذا ناهيك عن وجود سبع دول أفريقية بين المراتب العشر الأولى على القائمة السوداء، حيث تنشط المجموعات الإسلامية الجهادية. وأكد ناني أن الانتصار الذي حققته حركة طالبان في أفغانستان شكل حافزاً للعديد من التيارات الجهادية في أفريقيا، كحركة "الشباب" في الصومال و"الدولة الإسلامية في أفريقيا الغربية" الناشطة في منطقة الساحل، و"بوكو حرام" في نيجيريا. وأشار إلى أن القارة الأفريقية تفتقر اليوم إلى الاستقرار، موضحا أن الجماعات المسيحية تكون غالبا هدفاً للهجمات الإرهابية.

وبالإضافة إلى القارة الأفريقية تُبقي المنظمة أنظارها موجهة نحو الهند، إذ خصت هذا البلد بتقرير كامل في شهر تموز يوليو الماضي، سلط الضوء على النمو المقلق للأيديولوجية القومية الهندوسية، والتي تعرض للخطر حقوق الأقليات، لاسيما المسيحيين.

ولم تخل كلمة السيد ناني من الإشارة إلى ما سماه بـ"الكنيسة النازحة"، التي تتألف من مسيحيين نازحين، يقدرون بمئات آلاف الأشخاص الذين تركوا بلدانهم، بسبب الاعتداءات التي يتعرضون لها، تماما كما يحصل في نيجيريا ومنطقة الساحل، أو نظرا لانعدام الاستقرار أو القمع الممارس من قبل الحكومات، كما هي الحال في إيران، أو في ميانمار حيث هاجم الجيش عددا من الكنائس واعتقل بعض القادة المسيحيين. وأكد في ختام حديثه لموقعنا أن هؤلاء الأشخاص يجدون أنفسهم غالبا في مخيمات للنازحين حيث يختبرون من جديد الاضطهادات التي حملتهم على ترك أرضهم.

24 يناير 2022, 08:57