بحث

لويجينو بروني: البابا فرنسيس يدعو العالم إلى التضامن بغية التغلب على الجائحة لويجينو بروني: البابا فرنسيس يدعو العالم إلى التضامن بغية التغلب على الجائحة 

لويجينو بروني: البابا فرنسيس يدعو العالم إلى التضامن بغية التغلب على الجائحة

في حديث لموقعنا الإلكتروني شاء الخبير الاقتصادي الإيطالي والعضو في فريق العمل التابع للجنة الفاتيكانية كوفيد ١٩، السيد لويجينو بروني، شاء أن يعلق على النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس في خطابه إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي يوم الاثنين الفائت داعيا إلى توفير اللقاحات والرعاية الصحية لجميع الأشخاص.

مما لا شك فيه أن حق جميع الكائنات البشرية في الحصول على الرعاية الصحية ما يزال سراباً في مجتمعات اليوم، وهذا ما شاء البابا أن يذكر فيه أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي خلال تبادل التهاني بحلول العام الجديد. وبعد أن شدد على أهمية توفير اللقاحات للجميع من خلال إطلاق حملة تلقيح على الصعيد العالمي، توجه الحبر الأعظم إلى الحكومات والمؤسسات الخاصة، خلال هذه المرحلة الحرجة التي تجتازها البشرية، ودعا إلى وضع خطط منسّقة من أجل التصدي للجائحة عن طريق تبني نماذج جديدة من التضامن ومساعدة البلدان الفقيرة.

في حديثه لموقع فاتيكان نيوز وإذاعة الفاتيكان قال السيد بروني، وهو أيضا أستاذ الاقتصاد في جامعة لومسا بروما، قال إنه ينتمي منذ بداية آذار مارس ٢٠٢٠ إلى فريق العمل التابع للجنة الفاتيكانية كوفيد ١٩، التي شاءها البابا فرنسيس، ومن هذا المنطلق تمكن من الاطلاع على مواقف البابا والخطوات التي قام بها إزاء الجائحة. ولفت إلى أن الحبر الأعظم أكد منذ البدء أن هذا "الشر العالمي" يحتاج إلى عمل موحد. وأضاف بروني أن الرؤى القومية أظهرت قصر نظرها اليوم، وهذا لم يحصل غالبا على مر التاريخ، لافتا إلى أنه إزاء المتحورات الجديدة للفيروس والتي تَظهر في البلدان الفقيرة، لا يمكن التفكير بواقعية في إمكانية إغلاق الحدود والتحصّن داخل المدن أو الدول، لأن مناعة القطيع التي يتم الحديث عنها لا يمكن أن تُحقق على المستوى المحلي أو الوطني، إنما على الصعيد العالمي.

بعدها أشار السيد بروني إلى أنه من خلال الاطلاع على خطابات البابا بشأن الجائحة، على مدى السنتين الماضيتين، يتبين لنا إدراكاً ناضجاً حول أهمية اللقاح، لكن اللقاحات لا تشكل الحل الوحيد للأزمة الصحية الراهنة، مع أنها أساسية. وأكد أن المواطنين في أوروبا والولايات المتحدة وصلوا إلى الجرعة الثالثة، وهم يستعدون لأخذ الجرعة الرابعة قريباً. لكن مع السرعة التي يتطور فيها الفيروس وظهور المتحورات لا يمكن أن نتصور إمكانية تلقيح سكان الأرض السبعة مليارات، لأن هذا الأمر معقد للغاية. من هنا لا بد من الانفتاح على حلول وآفاق جديدة. وقال إن اللقاح يبقى السبيل الأنسب بالنسبة للأشخاص القادرين على تناوله، لكنه تساءل كيف يمكن أن توضع في القارات الخمس بنية فاعلة لمنح اللقاحات؟ وأوضح أن البابا يدرك تماما مدى صعوبة هذا الأمر. لذا – تابع قائلا – ينبغي أن تتواصل حملات التلقيح مع البحث في الوقت نفسه عن سبل للعلاج من الفيروس، لأن اللقاحات ليست كفيلة لوحدها في القضاء على فيروس يتفشى بسرعة في العالم كله. ولهذا السبب يشدد البابا فرنسيس على ضرورة التخلي عن التفكير من وجهة نظر قومية، لأن العالم يحتاج اليوم إلى خطوات تعزر الخير العام وتساهم في القضاء على هذا "الشر العالمي" الذي هو الجائحة.

هذا ثم أكد الخبير الاقتصادي الإيطالي أننا أصبحنا ندرك اليوم أن البلدان الغنية وعلى الرغم من ثرواتها هي هشة إزاء هذا الفيروس، وستبقى هشة إن لم تعمل على مواجهة هذه الآفة على الصعيد العالمي. والدرس الذي تعلمناه من الجائحة هو أن غنى بعض البلدان ليس كافياً من أجل التعامل مع مشكلة معقدة كهذه. وذكر السيد بروني، في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني، أنه في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عندما لم تكن المجتمعات متقدمة في مجال حقوق الإنسان، تم العمل على إعادة توزيع الأرباح المادية الطائلة التي حققتها الشركات الخاصة بفضل تصنيع السلاح وبيعه. وتساءل لماذا لا تفكر مجتمعاتنا اليوم بالإقدام على خطوة من هذا النوع فيما يتعلق بأرباح الشركات الدولية المصنعة للدواء.

13 يناير 2022, 17:08