بحث

راهبات ومتطوعون يساعدون النازحين في كابو ديل غادو راهبات ومتطوعون يساعدون النازحين في كابو ديل غادو 

بيان مشترك للقادة الدينيين في محافظة "كابو ديل غادو" بموزمبيق

أصدر القادة الدينيون في محافظة "كابو ديل غادو" بموزمبيق بياناً مشتركا في أعقاب ندوة جمعتهم، ضمت قادة مختلف الديانات الذين عبروا عن رفضهم العنف واستخدام الدين كأداة لتبرير اللجوء إلى العنف وممارسة الإرهاب. في البيان الذي يندرج في سياق وثيقة "الأخوة الإنسانية" للبابا فرنسيس وإمام الأزهر أحمد الطيب، عبر القادة الدينيون عن التزامهم في رفع الصلوات على نية السلام الدائم في المنطقة التي تشهد توترات خطيرة.

تضمّن البيان خارطة طريق من خمس عشرة نقطة، ترمي إلى إرساء أسس السلام في المحافظة وإلى تعزيز الحوار والتلاقي على الرغم من الاختلافات. وأكد القادة الدينيون أنهم يستلهمون خطواتهم من وثيقة الأخوة الإنسانية التي شكلت أيضا إطارا لنقاشات الندوة التي التأمت في مدينة بيمبا حول موضوع "الدين كجزء من حل الصراع في كابو ديل غادو".

سلط البيان الضوء على الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تعاني منها المحافظة، وذلك بسبب "العنف الإرهابي"، هذا فضلا عن القيود والإجراءات المتبعة من أجل احتواء وباء كوفيد ١٩ والتي أثرت سلباً على عملية النمو. وأشار البيان أيضا إلى مشاكل أخرى من بينها انعدام المساواة في المجتمع، وارتفاع نسبة الأمية بشكل مقلق، فضلا عن أزمة القيم الخلقية والأدبية، وظاهرة الاستقطاب العرقي والديني التي تهدد السياق الحالي والتعايش الاجتماعي، وتنتهك كرامة الكائن البشري.

هذا ثم شدد القادة الدينيون في محافظة "كابو ديل غادو" على رص الصفوف حيال كل ما يهدد الوحدة، وأكدوا رفضهم التام لكل شكل من أشكال الإرهاب، معبرين عن التزامهم في السير جنبا إلى جنب على طريق السلام والأخوة. وأكد البيان أن الدين ليس سببا للصراع، وهذا الأمر ينطبق بنوع خاص على الإسلام، الذي يشكل غالباً موضع أحكام مسبقة، مضيفاً أن الدين يهدف إلى توفير السعادة والمصالحة والسلام في المجتمع، ولهذا السبب شدد القادة الدينيون على نبذهم لكل الأشخاص الذين يلجئون إلى العقائد الدينية ليبرروا العنف. من هذا المنطلق، لفت البيان إلى ضرورة تعزيز الحوار مع أتباع باقي الديانات، من أجل تخطي الاختلافات وتعزيز التعارف المتبادل، لأن الأديان كلها هي جزء من مخطط الله العلي، ولأنه لا يوجد نبي أو قائد ديني أصيل سعى إلى نشر تعاليم العنف.

بعدها اقترح بيان القادة الدينيين ركائز ثلاث لا بد من البناء عليها من أجل تشييد مجتمع يشمل الجميع، ألا وهي: حوار، تلاقي وتعارف. وأكدوا أيضا التزامهم في تنظيم مناظرات ومؤتمرات تساعد في نمو الأشخاص، لا من وجهة النظر الدينية وحسب إنما أيضا في مختلف المجالات والاختصاصات، كي يُدركوا بصورة أفضل الواقع الذي يعيشون فيه. وعبر القادة الدينيون عن حرصهم على الأجيال الفتية، خصوصا الشبان الذين يقعون في شباك التطرف والعنف، وأكدوا عزمهم على مرافقة هؤلاء والعمل على إعادة تأهيلهم، من خلال برامج سيكولوجية وروحية. وختم القادة الدينيون في محافظة "كابو ديل غادو" بموزمبيق بيانهم المشترك معربين عن إرادتهم في الصلاة معاً على نية السلام الدائم، والتعاون مع الحكومة والمؤسسات الرسمية والمنظمات غير الحكومية الملتزمة لصالح السلام في المنطقة.

05 يناير 2022, 10:49