"العطلة التضامنية" مبادرة للخدمة اليسوعية للاجئين بالتعاون مع جمعية العمال المسيحيين الإيطاليين وجماعة سانت إيجيديو
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع منسقة المشروع السيدة Silvia Maraone التي حدثتنا عن الأوضاع في منطقة Bihac حيث يُمضي هؤلاء الشبان والشابات – القادمون من تريفيزو وترييستي وبولونيا – عطلة صيفية "تضامنية" برفقة النازحين، وهم يعملون إلى جانب المتطوعين في المخيمات، مع العلم أن فصل الصيف لم يضع حدا لهذه الظاهرة، إذ يختار العديد من النازحين الطريق البلقانية من أجل الوصول إلى القارة الأوروبية. وبهذه الطريقة يتعرف الطلاب الإيطاليون على معنى الهجرة اليوم، كما تتسنى لهم فرصة متابعة دورات دراسية في اللغات.
قالت السيدة ماراوني إن هؤلاء الشبان والشابات يتعرفون على أشخاص قدموا من بلدان مختلفة، من بينها أفغانستان، باكستان والعراق، ومما لا شك فيه أنهم سينقلون هذه الخبرة التي عاشوها إلى محيطهم وبيئتهم، إذ لا بد أن يتم الحديث عن هذه الظاهرة، خصوصا فيما يتعلق بالطريق البلقانية، التي تبقى منسية لدى الكثيرين. وأوضحت أن هذه الطريق يجتازها لغاية اليوم العديد من الرجال والنساء والأطفال، يأتون من آسيا وبلدان الشرق الأوسط، ويواجهون صعوبات كبيرة جداً، ويعانون من مشاكل لوجستية وأوضاع تترك أثرها النفسي عليهم لسنوات. واعتبرت أن ما يجري اليوم في أفغانستان يمكن أن يزيد من تفاقم الأوضاع، إذ من المتوقع أن تصل دفعات جديدة من النازحين عبر الطريق البلقانية، مع أن المنطقة ليست جاهزة لاستضافة هؤلاء.
لم تخل كلمات المسؤولة في جمعية العمال المسيحيين الإيطاليين من الإشارة إلى أهمية توطيد علاقات الصداقة داخل المخيمات. ولفتت إلى تنظيم دورات دراسية للغتين الإنجليزية والإيطالية، مشيرة إلى أن العديد من اللاجئين يرغبون في تعلم اللغة الإيطالية إذ يحلمون بالمجيء إلى إيطاليا. وذكّرت بأن هؤلاء الأشخاص يفقدون هويتهم خلال هذه الرحلة الصعبة ويتحوّلون إلى مجرد أرقام، وهم يقفون في الطوابير لتناول وجبات الطعام. ولا يَجدون من يصغي إليهم في غالب الأحيان. من هذا المنطلق إن برنامج العطلة "التضامنية" يرمي في المقام الأول إلى مساعدة هؤلاء الرجال والنساء والأطفال على استعادة كرامتهم المفقودة.
بعدها أكدت السيدة ماراوني أنها تعمل منذ سنوات مع النازحين الوافدين عبر الطريق البلقانية، وقد بلغ تدفق اللاجئين ذروته في العام ٢٠١٥، مع الأزمة السورية، ولفتت إلى أنها تدعو هؤلاء الأشخاص إلى عدم فقدان الأمل، خصوصا وأن كثيرين منهم تمكنوا من الاستقرار في أوروبا، مع أن هذا الأمر ليس سهلا على الإطلاق. ومع ذلك يعيش هؤلاء في حالة من اليأس، ومن بينهم شاب باكستاني أقدم على الانتحار لشهر خلا بعد أن فقد الأمل في مستقبل أفضل. واعتبرت أن هذه الحوادث المأساوية يمكن تفاديها من خلال تبني سياسات جديدة للضيافة والاندماج.
ردا على سؤال حول ما إذا كان هذا المشروع يساهم في تنشئة شبان أوروبا الغد، قالت السيدة ماراوني إنها ترى شباناً وشابات راغبين في التغيير وهم ينبذون الجدران وسياسات الطرد، ورأت أنه عندما يتعرف هؤلاء عن كثب على واقع الهجرات – كما يفعلون الآن – يصبحون عناصر للتغيير نحو الأفضل. وعبرت في الختام عن أملها بألا يتأقلم هؤلاء الشبان والشابات مع أوضاع الظلم، وبأن يتمكنوا من إسماع صوتهم انطلاقا من البيئات التي يعيشون فيها، لأن التغيير ينطلق من الأمور الصغيرة والبسيطة ليصل إلى المستويات العالية. فانطلاقا من البيئة المنزلية يمكن أن تُقدم نماذج للانفتاح من أجل بناء عالم أفضل.