بحث

pranco-con-i-poveri-1511103491392.jpg

استعراض نتائج عمل الصندوق الذي دعا إلى تأسيسه البابا فرنسيس لمساعدة المتضررين من الوباء في روما

أمام المصاعب التي واجهها الكثير من سكان روما بسبب الوباء أراد البابا فرنسيس سنة ٢٠٢٠ تأسيس صندوق لدعم المتضررين. وتم الثلاثاء ٣ آب أغسطس في نيابة أبرشية روما التعريف بنتائج هذه المبادرة.

تم في نيابة أبرشية روما صباح الثلاثاء ٣ آب أغسطس التعريف بنتائج صندوق المساعدات الذي أراد تأسيسه البابا فرنسيس سنة ٢٠٢٠ لمساعدة المتضررين من الأزمة الناتجة عن وباء كوفيد ١٩، وذلك في إطار مشروع "تحالف من أجل روما".  وشارك في استعراض ما تم عمله خلال عام من الزمن معاون نائب البابا العام على أبرشية روما رئيس الأساقفة جانبييرو بالمييري، وعمدة روما فيرجينيا راجي، وحاكم مقاطعة لاتسيو نيكولا زينغاريتي، وأدار اللقاء مدير كاريتاس روما السابق الأسقف بينوني أمباروس.

وفي مداخلته أشار رئيس الأساقفة بالمييري إلى أن هدف هذه المبادرة، وبتوجيه من البابا فرنسيس، كان تمكين جميع مَن فقدوا كل شيء بسبب وباء كوفيد ١٩ من الحصول على مساعدات ودعم مداخيلهم وإعادة دمجهم في دنيا العمل. وأضاف أن البابا فرنسيس كان أول من ساهم في تمويل هذا الصندوق بقيمة مليون يورو، ثم تلت ذلك تمويلات من بلدية روما وإدارة مقاطعة لاتسيو وذلك بقيمة ٥٠٠ ألف يورو لكل منهما. ومع الوقت شارك في تمويل هذا الصندوق شركات خاصة ومواطنون أفراد وبلغ ما تم جمعه من إسهامات ٢٠١ ألف يورو. وقد استفاد من هذه الهبات ما يزيد عن ٢٥٠٠ شخص انطلاقا من ٩٢٠ من طلبات المساعدة. وأضاف معاون نائب البابا العام على أبرشية روما أن هذه أرقام هامة لمبادرة كانت مصدر إنقاذ ورجاء، وتابع أن المشاركين في هذه المساعدات قد حاولوا كلٌّ بإسهامه وقدراته مساعدة الآخرين وذلك في مواجهة الميل نحو الأنانية. وأراد رئيس الأساقفة التوقف عند ما وصفها بإحدى أكبر المشاكل التي تعاني منها روما ألا وهي العمل غير الثابت وغير المستمر، وتحدث في هذا السياق عن أعداد كبيرة من أشخاص يتم استغلالهم ويشقون لكسب قوتهم. وشدد على أنه لا يمكن أن يكون هناك عمل غير شفاف وقليل الأجر، وأضاف أن بإمكاننا ككنيسة ومجتمع التأثير والقيام بأفعال رجاء صغيرة. وتابع مشددا على الفرق بين الإحسان وأعمال المحبة، وقال إن الفقراء ليسوا في حاجة إلى أن نقدم لهم بقايا ما لدينا، بل إلى عدم الشعور بأنهم يشكلون حملا على المجتمع. ومن هذا المنطلق فقد استُخدمت موارد الصندوق أيضا في مشاريع تأهيل وتدريب على العمل لتمكين الأشخاص من أن يكونوا لا فقط مستفيدين من مساعدات بل من البدء في السير على أقدامهم.

تحدثت من جانبها عمدة روما فيرجينيا راجي عن هذه المبادرة واصفة إياها بمثال على المقاومة، وأضافت أننا بابتكار أداة المساعدة هذه بمبادرة من الأب الأقدس وفرنا كفريق منصة للرد على صدمة غير متوقعة، وقد تَمكنّا من المقاومة ومن مساعدة جماعتنا. وأشارت عمدة روما في حديثها إلى ما وصفته بتاريخ طويل من التضامن والسخاء ميز روما منذ القدم. ثم انتقلت من الماضي إلى المستقبل داعية إلى مواصلة التضامن، خاصة وأن تبعات الوباء لم تنتهِ بعد. وأكدت أن الحديث عن عدم ترك أحد في الخلف يعني ابتكار مشاريع من أجل الوصول إلى الآخِرين. وأشارت في هذا السياق إلى إطلاق بلدية روما صندوقا للقروض الصغيرة بقيمة ٣ ملايين يورو وذلك لاستخدامها بشكل فوري في تسديد أجور المنازل أو الفواتير المنزلية وأيضا لمساعدة نشاط الشركات الصغيرة. وأضافت أن هذا هو أيضا أسلوب لتفادي سقوط الكثير من المواطنين في شباك الربا وعالم الجريمة الذي يسبق في حالات كثيرة المؤسسات إلى المعوزين. ثم ختمت فيرجينيا راجي عمدة روما مداخلتها مؤكدة الحاجة إلى أدوات سريعة انطلاقا من ضرورة أن نكون إلى جانب المواطنين النزهاء. وتحدثت أيضا عن ضرورة بلوغ مَن لم تكن لديه القوة لطلب المساعدة حتى الآن، وأكدت أنه لا يمكننا أن ندع عالم الجريمة مَن يقدم المساعدات.

أما حاكم مقاطعة لاتسيو، وعاصمتها روما، نيكولا زينغاريتي فتحدث عن العمل من اجل الفئات الاجتماعية غير المرئية حسب ما ذكر، فأشار إلى إشراك ما يزيد عن ٤٠٠ من المتطوعين في العمل في ٧٥ مركزا في روما. وأضاف أن هذا النشاط المتشعب قد صنع الفرق، ووصف هذا بإرث يجب ألا نضيعه. وأراد حاكم المقاطعة في مداخلته لفت الانتباه إلى ما وصفها بتبعات الوباء التي لا تلقى اهتماما كبيرا، فقال إننا نعرف أعداد المرضى في المستشفيات وفي أقسام العناية المركزة، لكننا لا نعلم سوى القليل عن الأشخاص الذين عاشوا ابتعادا عن الحياة الاجتماعية والإنتاجية، العلاقات العاطفية والعائلية والجماعية. وتابع أن الفيروس يقتل الجسد، إلا أن الوحدة أيضا هي قاتلة. ثم شدد نيكولا زينغاريتي في كلمته على أن خير الأشخاص كان وسيظل دائما الهدف الأول والثمين للتحالف من أجل روما والذي يركز، وإلى جانب توفير المساعدات المالية والغذائية وتمويلات لمحاربة الربا، على القيمة المضافة للحضور من أجل الإمساك بأيادي الأشخاص المعانين من الوحدة ومرافقتهم نحو مواطنة كاملة. ثم ختم حاكم مقاطعة لاتسيو مذكرا باحتفال روما سنة 2025 باليوبيل مؤكدا أنه لا يمكن للعاصمة أن تستقبل الحجاج من جميع أنحاء العالم بهذه النسبة من الفقر والمشاكل.

وفي ختام عرض نتائج عمل الصندوق الذي دعا إلى تأسيسه سنة ٢٠٢٠ البابا فرنسيس، وكان أول مَن ساهم فيه، أراد الأسقف بينوني أمباروس المدير السابق لكاريتاس روما الإشادة بقوة النساء اللواتي كن أمام الوباء أول مَن اجتهد من أجل مساعدة العائلات. وأكد أنهن عملن كل ما يمكن دفاعا عن نظام العائلة. وختم أن القوة الحقيقية للعائلة ليست ما تحصل عليه من دخل، بل هي القوة المعنوية والمحركة للنساء.          

04 أغسطس 2021, 12:36