المطران سيبوكا: على الكنيسة والدولة أن تتّحدا في تشجيع الشباب على التنمية المتكاملة المطران سيبوكا: على الكنيسة والدولة أن تتّحدا في تشجيع الشباب على التنمية المتكاملة  

المطران سيبوكا: على الكنيسة والدولة أن تتّحدا في تشجيع الشباب على التنمية المتكاملة

على الكنيسة والدولة أن تتعاونا معًا وتتحدان، كل بحسب كفاءاتها، من أجل تشجيع الشباب ودعمهم من أجل التنمية الكاملة لجميع قدراتهم: هذا، باختصار، المطران سيتيمبيلي سيبوكا، رئيس مجلس أساقفة جنوب إفريقيا، في رسالة له نُشرت خلال الأيام الماضية.

تأتي كلمات الأسقف كنوع من "الميزانية العمومية" بعد شهر حزيران (يونيو)، الذي تم فيه الاحتفال بـ "اليوم الوطني للشباب". قال المطران سيبوكا: "يرتبط كونك شابًا بالسعادة والتطلع إلى مستقبل سعيد وهادف ومشرق ولكن لسوء الحظ هذا الأمر ليس صحيحًا بالنسبة لمعظم شباب جنوب إفريقيا، بسبب عدم كفاءة الحكومة في تنفيذ السياسات الملائمة ومحاربة الفساد. تشعر الأجيال الشابة "بالخيانة" وهي ضحايا للبطالة، التي ينظر إليها كتحدٍ عالمي، لدرجة أن العديد من الشباب يعتمدون على مساعدة والديهم للبقاء على قيد الحياة. وضع "محزن للغاية" على الكنيسة والمجتمع المدني أن يبحثا معًا عن حلٍّ له.

نقطة حاسمة أخرى أثارها رئيس مجلس أساقفة جنوب أفريقيا هي تلك المتعلقة بالنظام التربوي الذي، بسبب أوجه القصور والثغرات، هو السبب الجذري للبطالة. ويشير الأسقف بإصبع الاتهام، بشكل خاص، إلى الأساتذة غير الكفوئين، والبنية التحتية الفقيرة أو الغائبة، والجنوح، وإدمان المخدرات، والعائلات المختلة والفقر. هذا كلّه يؤدي إلى نظام تربوي بدون آفاق، يهيئ الشباب لوظائف غير موجودة. لهذا السبب، أكّد المطران سيبوكا أن العديد من الشباب، على الرغم من كونهم مؤهلين، يبقون في المنزل: لأنه لا يوجد سوق لمهاراتهم والقلة ممن لديهم إمكانات مفيدة لريادة الأعمال يجدون أنفسهم بدون أي دعم، لا في التنشئة ولا في التمويل الضروري لتنفيذ المشاريع التي يحلمون بها. لذلك من الأهميّة بمكان التعرف على هذه الثغرات - كما يؤكد رئيس أساقفة جنوب إفريقيا - من أجل التمكن من رؤية أين وكيف يمكن للكنيسة والمجتمع أن يقوما معًا بتدخلات مهمة.

ومع ذلك، يضيف الأسقف، من الضروري أيضًا تحدي الشباب لكي يواجهوا انتقالاً ضخمًا، أي من العمل المأجور إلى تنمية الإبداع. بالتأكيد، نقرا في الرسالة يجب التشكيك في الحكومة عندما تفشل في خلق الوظائف؛ ولكن، بصفتهم مواطنين مسؤولين، منحهم الله الذكاء والطاقة، يجب على الجميع أن يلعبوا دورهم في رعاية أنفسهم والآخرين. لذلك، كفى للكسل، كفى للطوابير الطويلة من الشباب الذين ينتظرون، مع المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل الحصول على دعم، في حين أن العديد من الأراضي الخصبة في البلاد تؤول إلى الدمار. يحتاج الشباب إلى أن يستيقظوا بسبب خمولهم الذي يقودهم إلى الملل ويجعلهم عرضة للتأثير ويحولهم إلى مدمني مخدرات ومجرمين وبلا أخلاق.

بالطبع، تابع رئيس مجلس أساقفة جنوب إفريقيا مؤكّدًا هناك أيضًا شباب، على الرغم من قدومهم من خلفيات صعبة وفقيرة، يستغلون كل فرصة ممكنة لتحسين حياتهم؛ وقال سنحتاج إلى المزيد من هؤلاء الشباب، وشدّد في هذا السياق على أن مهمة الكنيسة هي مهمة تشجيع موقف النهوض والاستعداد، بدون أن ننتظر أن يقوم الآخرون بالعناية بنا. وبالتالي فإنَّ العمل التطوعي أو رعاية شخص محتاج، والمشاركة في نشاطات الرعية هي أدوات ممتازة لمساعدة الشباب على النهوض والتحرُّك.

تحذير أخير وجّهه رئيس أساقفة جنوب إفريقيا إلى الكهنة والمكرّسين من بينهم أيضًا العديد من الشباب الذين يجب تنشئتهم ليس على العمل الرعوي والروحي وحسب، وإنما في التنمية البشرية أيضًا. لكن هذا الأمر لن يكون ممكناً إلا إذا كانت الكنيسة قدوة، بدلاً من أن تعلّم وحسب. ويشرح المطران سيبوكا في هذا السياق أن إحدى الأفكار يمكنها أن تتمثل في النظر أكثر إلى الرسالة كأماكن خاصة لتنمية التنشئة الكهنوتية والرهبانية. مشروع لا يزال في بداياته، يختتم الأسقف، لكنه يستحق مزيدًا من الدراسة لكي تسير العناية الروحية ونمو الشخص البشري جنبًا إلى جنب وبطريقة متناغمة.

14 يوليو 2021, 13:05