بحث

a1.jpg

يوم تجاوز موارد الأرض، دَين مستمر إزاء كوكبنا

يحدَّد كل عام اليوم الذي تستنفذ فيه البشرية ما تقدم الأرض من موارد خلال العام. وقد كان الخميس ٢٩ تموز يوليو يوم تجاوز موارد الأرض للعام الحالي.

وافق الخميس ٢٩ تموز يوليو يوم تجاوز موارد الأرض للعام الحالي ٢٠٢١، ويحل هذا اليوم بالتالي مبكرا مقارنة بالعام الماضي. ويتم سنويا تحديد اليوم الذي يستنفذ فيه العالم الموارد الطبيعية المتوفرة للعام ويبدأ بالتالي في استغلال الموارد المفترضة للعام التالي، ويعني هذا أننا قد بدأنا من اليوم ٣٠ تموز يوليو استغلال ما يتوفر من موارد طبيعية لعام ٢٠٢٢. هذا وقد حل هذا اليوم السنة الماضية في ٢٢ آب أغسطس إلا أن استنفاذ الموارد يتم منذ فترة في وقت مبكر كل عام مقارنة بالعام السابق. وقد كشفت الدراسات أن سكان العالم يتعاملون مع كوكب الأرض وكأنه كوكب ونصف من حيث ما يوفر من موارد طبيعية سنويا، ويعني هذا أننا في دين دائم إزاء الأرض.

وحول هذه القضية تحدثت إلى فاتيكان نيوز أنتي كاترين شريدر مسؤولة قسم السياسة والقضايا العالمية المستقبلية في منظمة Misereor التابعة لمجلس أساقفة المانيا، فأوضحت في البداية ما يعنيه يوم تجاوز موارد الأرض، فقالت إنه يعني استنفاذ موارد الأرض للعام وأننا قد استهلكنا كل ما تقدمه الأرض من مياه وغيرها ونعيش في دين خلال الأشهر الباقية من السنة. ثم تطرقت المقابلة إلى تأخر هذا اليوم السنة الماضية ٢٠٢٠ بسبب التقييدات التي فرضتها جائحة كوفيد ١٩ ما يعني أنه لا يمكن الحديث عن تغير في التوجه العام. وقالت مسؤولة القسم إنه لم تكن هناك تغيرات هامة في نماذج الاستهلاك أو النظم الاقتصادية، بل كانت هناك مجرد استراحة قصيرة بسبب الوباء لا تشكل تغيرا في التوجه العام. وواصلت أن واجبنا اليوم هو تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون التي لها دور هام جدا.

ومن هذا المنطلق انتقل الحديث إلى حزمة الإجراءات التي اقترحتها المفوضية الأوروبية لتقليص انبعاثات الغازات بنسبة ٥٥٪ حتى عام ٢٠٣٠، وقالت مسؤولة المنظمة الكاثوليكية الألمانية إن هذه المقترحات تتضمن عوامل هامة لتحقيق هذا الهدف تشمل جوانب عديدة مثل الطاقة المتجددة والكفاءة الطاقية وغيرها، إلا أن هذا كله لا يزال غير كافٍ. كما وأشارت أنتي كاترين شريدر إلى أن حزمة الإجراءات المقترحة لا تزال تنتظر صياغتها في البرلمان الأوروبي وفي الدول الأعضاء ما سيتطلب عامين على الأرجح. وأضافت أن ليس لدينا الكثير من الوقت أمام ما نشهد من تغيرات مناخية، إلا أن خطوات العمل القادمة ستوفر فرصة لتحسين الوضع الذي لا يمكن اعتباره جيدا.

30 يوليو 2021, 13:42