جامعة غريغوريانا الحبرية تطلق برنامجا أكاديميا في الدراسات اليهودية والحوار المسيحي - اليهودي جامعة غريغوريانا الحبرية تطلق برنامجا أكاديميا في الدراسات اليهودية والحوار المسيحي - اليهودي 

جامعة غريغوريانا الحبرية تطلق برنامجا أكاديميا في الدراسات اليهودية والحوار المسيحي - اليهودي

في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني سلط الأب Etienne Vetö، مدير مركز الكاردينال بيا في جامعة Gregoriana الحبرية بروما، الضوء على أجازة جديدة ستمنحها الجامعة في الدراسات اليهودية، لافتا إلى أن هذا الأمر يشكل بحد ذاته حدثاً تاريخياً وعلامة للأزمنة، واعتبر أن التعرّف على الديانة اليهودية والحوار مع الأخوة اليهود هما جزء لا يتجزأ من الحياة المسيحية اليوم.

في الذكرى السنوية الخمسين لرحيل الكاردينال اليسوعي  Agostino Bea الذي كان رائداً في الحوار اليهودي – المسيحي، قال البابا فرنسيس إنه لا بد أن يُتابع الحوار الثنائي مشددا على أن الشهادة التي يُقدمها الأساتذة الجامعيون اليهود والكاثوليك الذين يدرّسون جنبا إلى جنب تساوي أكثر من العديد من الخطابات. وانطلاقا من حرص البابا على هذا الحوار أنشأ مجمع التربية الكاثوليكية إجازة قانوينة في الدراسات والعلاقات اليهودية تقدمها جامعة غريغوريانا الحبرية. يشرف على هذا البرنامج الأكاديمي، الذي يستغرق سنتين، مركز الكاردينال بيا وسيتم تقديمه في الحادي والعشرين من الجاري، ويشمل منحاً دراسية تفسح المجال أمام انتساب طلاب من مختلف أنحاء العالم.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني قال الأب فيتو إنها المرة الأولى في تاريخ المسيحية التي تُمنح فيها شهادة جامعية "قانونية"، أي يعترف بها الكرسي الرسولي، في مجال الدراسات اليهودية والعلاقات اليهودية – المسيحية. وأكد أن هذه المبادرة التاريخية والفريدة من نوعها تعكس الإقرار بأن معرفة الدين اليهودي وتعزيز العلاقات مع اليهود يشكلان جزءا من الحياة المسيحية ومن اللاهوت المتكامل والحياة الإيمانية الشاملة. ولفت إلى أننا كمسيحيين نلنا وحياً من الشعب اليهودي، ونلنا من الرب يسوع فهماً جديداً لهذا الوحي، فبالتالي نستطيع أن ندرك ذلك بصورة أفضل عندما نقرأ الكتاب المقدس بعهديه.

وتوقف بعدها عند كلمة ألقاها مؤخراً أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول، رئيس الأساقفة غالاغر، مؤكدا أن جذورنا مستمدة من الثقافة اليهودية. وأوضح الأب فيتو أن هذه الجذور ليست جزءا من الماضي، بل هي آنية وتعطي الحياة للشجرة كي تنمو، مشيرا إلى أن الديانة اليهودية يمكن أن تقدم لنا اليوم الكثير من العناصر الهامة بالنسبة للديانة المسيحية. وقال إن فكره يتجه إلى مبدأ وجود إله واحد ومحبّ، وإلى كون الإنسان مخلوقا على صورة الله ومثاله، فضلا عن أهمية الجسد والنفس، ومفهوم الخلاص والخطية والمغفرة، وفكرة "المسيح". واعتبر أن المواجهة التي حصلت في الفترات السابقة بين اليهود والمسيحيين جعلتنا نفقد بعض الأبعاد المكوِّنة لهويتنا، ويكفي التفكير بالوعود المسيحانية الموجودة في الكتاب المقدس، وبأننا لا نستطيع أن نفهم العهد الجديد في عمقه بدون العهد القديم.

في سياق حديثه عن هذا البرنامج الأكاديمي قال مدير مركز الكاردينال بيا إن جزءا من الدورات الدراسية سيكون مخصصا للاطلاع على الديانة اليهودية، وجزء آخر للتعمق في الحوار اليهودي – الكاثوليكي، مع التطرق إلى كل التساؤلات التي يمكن أن يطرحها هذا الحوار. ولفت إلى ميزة أخرى تتعلق بهذا البرنامج ألا وهي أن نصف الأساتذة الجامعيين هم من اليهود، ما يعني أن الكثير من الدورات الدراسية سترتكز إلى وجهتي النظر، وهو أمر يُغني الطلابَ. وأضاف بعدها أنه كان لمركز الكاردنيال بيا لقاء مع البابا فرنسيس في شباط فبراير من العام 2019، وفي تلك المناسبة – مضى يقول – شدد الحبر الأعظم على أهمية ألا يقتصر النشاط الأكاديمي على الدراسة عن تقاليد الآخرين، إذ لا بد من الدراسة مع الآخرين.

ولفت الأب فيتو في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز إلى أن الطلاب المسيحيين الذين يتابعون دراساتهم في مركز الكاردينال بيا يتوصلون، في نهاية دوراتهم الدراسية، إلى فهم أعمق لإيمانهم الخاص، وقال إن الأمر نفسه حصل مع حاخام يهودي جاء إلى المركز ليعلّم الطلاب المسيحيين عن اليهودية، لكنه سرعان ما أدرك أن هذا التفاعل ساعده على فهم إيمانه الخاص بصورة أفضل.               

12 أبريل 2021, 10:58