مقابلة مع رئيس حركة العمل الكاثوليكي ماتيو تروفيلي مقابلة مع رئيس حركة العمل الكاثوليكي ماتيو تروفيلي 

مقابلة مع رئيس حركة العمل الكاثوليكي ماتيو تروفيلي

بدأت يوم الأحد الفائت وتستمر لغاية الثاني من أيار مايو المقبل أعمال الجمعية الوطنية السابعة عشرة لحركة "العمل الكاثوليكي" والتي تجري هذا العام بصورة فرضية عبر الإنترنت. ومع بداية الأعمال أجرت صحيفة أفينيريه الإيطالية مقابلة مع السيد ماتيو تروفّيلّي الذي يرأس هذه الحركة العلمانية الكاثوليكية الأكثر انتشارا وتجذرا في إيطاليا منذ سنوات.

ذكّرت الصحيفة التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا بأن حركة العمل الكاثوليكي تعد اليوم حوالي مائتين وواحد وسبعين ألف منتسب يتوزعون على كامل الأبرشيات الإيطالية، فيما تشهد أعمال الجمعية العامة الوطنية مشاركةَ أكثر من ثمانمائة موفد يتباحثون على مدى أسبوع كامل في مجموعة من المواضيع المتعلقة بالمواطنة والأخوة. ومن المرتقب أن يلتقي رئيس الحركة وعدد من أعضائها والقيمين عليها مع البابا فرنسيس في مقابلة خاصة يوم الثلاثين من أبريل نيسان الجاري.

استهل السيد تروفيلي حديثه لصحيفة أفينيريه متوقفا عند الأزمة الصحية التي تمر بها إيطاليا، كسائر دول العالم، بسبب جائحة كوفيد 19، ولفت إلى أن أعضاء الحركة عرفوا كيف يتصرفون بحكمة وشجاعة وإبداع، من أجل ضمان استمرار النشاطات على المستوى الأبرشي، كما تم إطلاق سلسلة من المبادرات، خلال السنة الفائت، سمحت بالاقتراب من الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة. كما أن الأزمة جعلت الكثيرين يتعلمون درسا في التضامن والمقاسمة والتعاضد، وتم الاعتماد بشكل رئيس على التكنولوجيات الحديثة من أجل متابعة الصلوات الجماعية، وسط استسلام تام للروح القدس، كي لا نضع الثقة ببرامجنا ومبادراتنا البشرية.

بعدها لفت رئيس حركة العمل الكاثوليكي إلى أن فكره يتجه نحو الكثير من المنتسبين إلى الحركة، لاسيما الشبان والشابات، الذين لم يتمكنوا من عيش الحياة الجماعية كما يجب، لأن العديد من النشاطات الرعوية توقفت بسبب الجائحة. وأضاف أن هؤلاء ينتظرون بفارغ الصبر أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، كي يلتقوا من جديد مع بعضهم البعض، ويتابعوا مسيرتهم يدا بيد.

رداً على سؤال بشأن النشاطات التي يقوم بها المنتسبون إلى حركة العمل الكاثوليكي في الحقل العام قال السيد تروفيلي إنه يعرف شخصياً أن هناك المئات من الأعضاء الذين يشغلون مناصب إدارية، على المستوى المحلي، وهم يبذلون ما في وسعهم من أجل العمل اليومي لصالح الخير العام. واعتبر أن هذا الدور بالغ الأهمية بالنسبة للحقل العام، لأن إيطاليا لا تحتاج فقط إلى قادة سياسيين.

في سياق حديثه عن الدور الواجب أن تلعبه الكنيسة الإيطالية في هذه المرحلة التاريخية والمقررة التي نعيشها اليوم، قال رئيس حركة العمل الكاثوليكي، إن المطلوب اليوم من الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية هو أن تعمل على زرع بذور الرجاء في المجتمع. إنها مدعوة لأن تكون قريبة من الأشخاص كي ترافقهم في هذه الأزمنة الصعبة، كما لا بد أن تشجعهم على الاتكال على الرب، وهكذا تتحول هذه الأزمة الصحية التي نمر بها إلى مرحلة انتقالية تقودنا نحو المجتمع الذي نطمح إليه.

وشدد – في هذا السياق – على ضرورة تلبية الدعوة التي وجهها البابا فرنسيس إلى المؤتمر الكنسي في فلورنسا في العام 2015، عندما حثّ الكنيسة الإيطالية على أن تكون خميرةً للحوار واللقاء والوحدة داخل البلاد. أما على الصعيد الرعوي، تابع تروفيلي يقول، ينبغي ألا نكتفي بالعودة إلى ما كنا عليه قبل جائحة كوفيد لأن هذه الأزمة الصحية ينبغي أن تحملنا على التغيير.

في ختام حديثه لصحيفة أفينيريه الإيطالية، شاء رئيس حركة العمل الكاثوليكي، أن يعبر عن امتنانه الكبير لجميع الأشخاص الذين تعاونوا معه مذ أن تسلّم هذا المنصب لسبع سنوات خلت، وقال أيضا إنه ممتن لجميع الأشخاص الذين التقى بهم، وللمحبة والعطف حياله وحيال زوجته. وتحدث أيضا عن فرح عيش خبرة أخوة أصيلة مع من تقاسموا معه كل المسؤوليات، معربا عن قناعته بأن الحركة هي من قادت خطواته منذ العام 2014 لا العكس. 

27 أبريل 2021, 11:26