الكنيسة تعمل لصالح التنمية والسلام الحقيقي في جمهورية أفريقيا الوسطى الكنيسة تعمل لصالح التنمية والسلام الحقيقي في جمهورية أفريقيا الوسطى 

الكنيسة تعمل لصالح التنمية والسلام الحقيقي في جمهورية أفريقيا الوسطى

لم تشهد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي جرت في جمهورية أفريقيا الوسطى في الرابع عشر من الشهر الجاري أي مصادمات تُذكر، وحصلت عمليات التصويت في عدد من المناطق حيث لم تكن الظروف تسمح بإجراء الانتخابات في شهر كانون الأول ديسمبر الماضي، بسبب الحصار الذي فرضته القوات المناوئة للحكومة على العاصمة بانغي.

توجه الناخبون إذا إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي سيتمخض عنها برلمان جديد، وذلك بعد شهرين ونصف على الجولة الأولى التي لم تخل من المشاكل، خصوصا بسبب العمليات العسكرية التي يقوم بها الثوار في بلد يُعتبر ثاني أفقر بلد في العالم بحسب معايير منظمة الأمم المتحدة. وقد تمكن الناخبون من المشاركة في عملية التصويت لاختيار مائة وأربعين نائباً في الجمعية الوطنية. وكانت الجولة الأولى قد حسمت اثنين وعشرين مقعداً، فيما تم انتخاب تسعة وأربعين مشرعاً في الجولة الثانية، وتم التصويت للمرة الأولى من أجل اختيار تسعة وستين برلمانياً في المناطق التي عانت من الفوضى والاضطرابات في كانون الأول ديسمبر الماضي، ولم تُنظم بالتالي الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية.

في أعقاب عمليات التصويت أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب  Mathieu Bondobo راعي كاتدرائية سيدة الحبل بلا دنس في العاصمة بانغي الذي تحدث عن أجواء من الارتياح لدى المواطنين الذين تمكنوا من القيام بواجبهم السياسي. وأوضح أنه خلال الجولة الأولى تمكن الناخبون في بعض المناطق من المشاركة في الانتخابات، فيما لم تسمح الظروف بإجرائها في مناطق أخرى، لافتا إلى وجود مجموعات مسلحة منعت الكثير من الأشخاص من القيام بواجباتهم كمواطنين. وذكّر بأنه خلال الحصار الذي فُرض على العاصمة بانغي شعر السكان بالخوف الشديد، لأن الوضع كان في غاية الخطورة. وأكد أن محاولات القوات المسلحة للسيطرة على المدينة لم تُفلح لحسن الحظ، وقد عاد الهدوء اليوم ليسود في بانغي، مع أن السلطات المحلية فرضت منع التجول، الذي ما يزال حيز التنفيذ، من أجل ضمان الأمن والاستقرار. لكن مع ذلك يتوجه الناس إلى أشغالهم، كما أن المدارس فتحت أبوابها من جديد لتستقبل التلامذة.

في سياق حديثه عن الأوضاع الراهنة اليوم في جمهورية أفريقيا الوسطى قال الأب بوندوبو إنه لا بد أن تُحترم نتائج الانتخابات، وهذا الأمر ينطبق على كل بلد ديمقراطي، لافتا إلى أن الشعب يُدرك ذلك ويعلم أن رئيس البلاد يحتاج إلى تكاتف الجهود، لأنه لا يستطيع أن يفعل شيئا لوحده. إنه يحتاج إلى تعاون البرلمانيين الذين يمثّلون الشعب ويتعين عليهم أن يسنّوا قوانين تساعد البلاد على التقدم والترقي. وأوضح بهذا الصدد أن الانتخابات التشريعية مهمة لأنها تسمح بتمثيل الشعب داخل المجلس التشريعي، خصوصا وأن الأزمة التي تعاني منها جمهورية أفريقيا الوسطى هي أيضا أزمة سياسية.

بعدها تطرق الكاهن الكاثوليكي إلى الدور المقرِّر الذي تلعبه الكنيسة في مجتمع يعاني من انعدام الاستقرار وحيث قررت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي رفع عدد القبعات الزرق من ثلاثة آلاف عنصر إلى اثني عشر ألفا وخمسمائة من أجل ضمان السلام. قال الأب بوندوبو إن الكنيسة موجودة دوماً في أفريقيا الوسطى، وذكّر بموقف الأساقفة المحليين الذين رفعوا صوتهم في كانون الثاني يناير الماضي لينددوا بالظروف التي حالت دون إجراء الانتخابات في بعض المناطق. وأضاف الأب بوندوبو أن الكنيسة تعمل لصالح التنمية والسلام الحقيقي في البلاد، لأنه مع غياب السلام يصعب القيام بأي شيء آخر.

وذكّر راعي كاتدرائية سيدة الحبل بلا دنس في بانغي – في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني – بأن كل مواطن مسيحي صالح يقوم بواجباته المدنية، مشيرا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية موجودة أيضا على الصعيد الاجتماعي، وهي تتعاون مع كاريتاس وعدد من الجمعيات الكنسية الأخرى، من أجل الإسهام في تحقيق النمو في البلاد. 

20 مارس 2021, 09:13