مقابلة مع مخرج فيلم Francesco مقابلة مع مخرج فيلم Francesco 

مقابلة مع مخرج فيلم Francesco

بدأ هذا الأحد عرض فيلم جديد يتناول سيرة البابا فرنسيس من إنتاج قناة Discovery+. يحمل الفيلم عنوان "Francesco" أو "فرنسيس"، ويُعرض في أنحاء العالم كافة عبر تقنية البث التدفقي أو الـStreaming. العمل من إخراج Evgeny Afineevsky الذي سبق أن رُشح لجائزة الأوسكار، والذي يقول إن ما يُعجبه في شخصية البابا هي الطريقة التي جعلته يوحّد الأشخاص.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المخرج  Afineevsky الذي أوضح أنه سبق أن أعد فيلمين، أحدهما يتناول الأوضاع في سورية، وأضاف أنه أدرك أن العالم يمر اليوم بأزمة، وأن هذا السرد البصري للأحداث يمكن أن يساهم في تسليط الضوء على القضايا المهمة في عالم اليوم، ويُطلق نداء من أجل العمل. وقال إنه رأى أن أفلامه قادرة على نقل أصوات الأشخاص الأبرياء في أنحاء العالم كافة وعرضها على الشاشات العملاقة. ولفت إلى أنه بعد أن أخرج فيلمه الأخير حول سورية، قرر أن يقوم بعملٍ قادر على نقل الأمل والنور وعلى نشر الإنسانية والمحبة، ويكون مصدر إلهام للعديد من التغييرات المتعلقة بالمسائل العالمية الساخنة المحيطة بنا. وبعد أن تعرّف على البابا فرنسيس واطّلع على أعماله الإنسانية، الموجهة إلى جميع الكائنات البشرية حول العالم واهتمامه بالقضايا الأساسية اليوم، شاء أن يخطو خطوة إضافية نحو الشفاء، وأن يقدّم درباً تقود الإنسانية إلى الرجاء، واقترح البابا فرنسيس كمصدر إلهام من أجل وحدة البشرية.

تابع المخرج الأمريكي – الإسرائيلي حديثه لموقعنا الإلكتروني مؤكدا أن البابا فرنسيس، كرأس الكنيسة الكاثوليكية، شجع دوماً الأشخاص على الاتحاد ضمن مختلف السياقات الاجتماعية. وكانت زيارته الرسولية الشجاعة التي قام بها إلى العراق مثالاً على ذلك، وهو أمر نفقده منذ زمن طويل. وقال: أدركتُ أنه ينبغي علي أن أسلط المزيد من الضوء على القضايا العالمية الهامة في هذه الظروف المضطربة التي نعيشها. والبابا فرنسيس هو شخص يمكن أن يُظهر تواضعا وحكمةً من خلال العِبَر التي نستخلصها من حياته والسخاء الذي يمارسه مع الجميع، وأيضا بفضل أعماله التي يُمكن أن نكررها أو أن نتعلّم منها، وهذا الأمر يساعدنا على بناء جسر نحو مستقبل أفضل، كي نزدهر كجماعة عالمية واحدة.

هذا ثم أوضح  Afineevsky في حديثه لموقعنا الإلكتروني أنه يتحدّر من عائلة يهودية، لكنه لا يعتبر نفسه رجلاً متديناً، وقال: إني يهودي ثقافياً. ولدتُ يهودياً، وعائلتي يهودية. احترم الدين، لكني لست متديناً. وفيلمي لا يتحدث عن الكنيسة الكاثوليكية. إنه يتناول سيرة رجلٍ يقود مؤسسة بالغة الأهمية، ويتحدث عن التفاهم والإيمان وعن أشياء أكبر من الكنيسة. إنه يتحدث عنا، عن الإنسانية وكيف سببت الإنسانية الكوارث من حولها. الفيلم يتحدث عن إنسان متواضع يريد أن يدلنا على الطريق نحو المستقبل، خصوصا اليوم في زمن الجائحة التي رسمت خطاً أحمر يفصل بين ماضينا ومستقبلنا.

وأضاف مخرج فيلم Francesco أنه يشعر بواجب التعبير عن امتنانه للبابا على صبره معه وقال: لقد شعرتُ أنني كنت أجالس شخصاً قريباً أو صديقا. كما أن فرنسيس يحب الإصغاء إلى الآخر الذي يشعر أن البابا موجود من أجله. وهو يتمتع بحس الفكاهة، ولديه شغف كبير للرياضة. وما أعجني فيه هو قدرته على توحيد الأشخاص والشفافية التي يسعى لإدخالها إلى الكنيسة، فضلا عن اهتمامه بتمكين المرأة، إذ دعا النساء إلى العمل في الكرسي الرسولي وأسند إليهنَ مناصب رفيعة.

وفي سياق حديثه عن الجائحة قال  Afineevsky إن الأزمة الصحية جعلته يعيد صياغة فكرة الفيلم التوثيقي وقال إن أول مشهد في الفيلم، الذي يُظهر البابا في ساحة القديس بطرس الخالية من الناس، يمس الإنسان في أعماقه، موضحا أن هذه الصورة يمكن أن تبدو وكأنها نهاية العالم، أو ربما نهاية الجنس البشري إن لم نتوقف للحظة ونفكّر في ما نفعله. في ختام حديثه لموقعنا قال المخرج الأمريكي – الإسرائيلي إن فيلم Francesco هو بمثابة رسالة حبّ لهذه الأرض وسكانها، وسيبقى ليذكّر الجميع بما يمكن أن يحصل عندما يتوقف الناس عن محبة بعضهم البعض، معربا عن أمله بأن نُحدث تغييرا في العالم ولفت إلى أن البابا فرنسيس يُظهر في الفيلم أن الشخص قادر أن يصنع فرقاً ويشكل مصدر إلهام للمشاهد كي يفعل الشيء نفسه. 

28 مارس 2021, 13:27