ستة عشر مليون جائع في كوريا الشمالية ستة عشر مليون جائع في كوريا الشمالية 

ستة عشر مليون جائع في كوريا الشمالية

ستة عشر مليون شخص في كوريا الشمالية يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وهو الوضع الأسوأ في القارة الآسيوية، بعد اليمن وأفغانستان، البلدين اللذين يشهدان صراعات مسلحة. الاقتصاد في كوريا الشمالية تدمر نتيجة العقوبات الدولية المفروضة على النظام الحاكم في بيونغ يانغ، وقد زادت الطين بلة جائحةُ كوفيد 19 والكوارث الطبيعية، في وقت يراهن فيه الزعيم كيم يونغ أون على تحقيق الكفاية الذاتية الإنتاجية من أجل تخطي الأزمات الراهنة.

أزاء هذا الوضع الإنساني الصعب الذي يلقي بظله على المواطنين أكثر من النظام الحاكم، شاءت وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء أن تسلط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان كوريا الشمالية حيث تشير الأرقام إلى أن نسبة ثلاثة وستين بالمائة من السكان يواجهون اليوم خطر الجوع حسبما أكدت وزارة الزراعة الأمريكية، موضحة أن نسبة الذين يهددهم الجوع في اليمن وصلت إلى اثنين وتسعين بالمائة فيما بلغت هذه النسبة سبعة وستين فاصلة ثلاثة بالمائة في أفغانستان، البلدين اللذين يتصدران قائمة الدول الجائعة في آسيا.

وتشير المعطيات إلى أن نسبة الجياع في كوريا الشمالية كانت تُقدر بتسعة وخمسين فاصلة اثنين بالمائة قبل تفشي وباء كوفيد 19، وجاءت اليوم حسابات الحكومة الأمريكية لتتحدث عن وجود أكثر من ستة عشر مليون مواطن كوري شمالي يعانون من انعدام الأمن الغذائي حيث لا يتخطى استهلاك الفرد ألفين ومائة سعةحرارية يوميا.

كوريا الشمالية بلد معزول عن العالم باستثناء الصين وجزء من الفدرالية الروسية. وتخضع هذه الدولة منذ سنوات إلى قيود وعقوبات بسبب برنامجها النووي والصاروخي الذي يشكل مصدر قلق للغرب، ولواشنطن بنوع خاص. وتذكر وكالة آسيا نيوز أنه على الرغم من القمم الثلاث التي عُقدت بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وتحسُّن العلاقات – أقله ظاهرياً – مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دخلت المفاوضات مع واشنطن بشأن البرنامج النووي نفقاً مسدوداً. وكوريا الشمالية تواجه اليوم الكثير من الصعوبات، بدءا من جائحة كوفيد 19 ووصلا إلى الأعاصير الصيفية التي أنهكت الاقتصاد المتضرر أصلا بسبب العقوبات الدولية.

وخلال المؤتمر الأخير لحزب العمال، الممسك بزمام الحكم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، اعترف الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون بأن الخطة الاقتصادية الخماسية الأخيرة باءت بالفشل. وتشير بعض المصادر إلى أن حكومة بيونغ يانغ توقعت ارتفاعا في دخل الدولة بنسبة صفر فاصلة تسعة بالمائة: وهي أدنى نسبة منذ المجاعة التي عصفت بالبلاد في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

وتشير وكالة آسيا نيوز للأنباء إلى أنه بغية تخطي الأزمة الراهنة، يراهن الزعيم كيم يونغ أون على بلوغ الكفاية الذاتية، وهو يسعى بذلك إلى الحد من التبعات الكارثية التي ترتبت على الجائحة الراهنة وتلك الناتجة عن العقوبات الدولية المفروضة على البلاد برعاية الولايات المتحدة. ويقول المسؤولون في بيونغ يانغ إن الهدف من هذه الخطة الاقتصادية الخماسية الجديدة يتمثل في تحديث قطاعات، كالبناء والنقل والاتصالات، مع إيلاء اهتمام خاص بشبكة الاتصالات الخليوية. كما أن يونغ أون يراهن أيضا على تطوير صناعة وطنية في مجال الطاقة النووية.  

07 فبراير 2021, 11:52