جماعة سانت إيجيديو تستنكر تنفيذ عقوبة الإعدام بحق ليزا مونتغومري جماعة سانت إيجيديو تستنكر تنفيذ عقوبة الإعدام بحق ليزا مونتغومري 

جماعة سانت إيجيديو تستنكر تنفيذ عقوبة الإعدام بحق ليزا مونتغومري

نفذت السلطات في ولاية إينديانا الأمريكية حكم الإعدام بواسطة الحقنة القاتلة بحق امرأة تُدعى ليزا مونتغومري أدينت بارتكاب جريمة قتل وذلك على الرغم من النداءات المطالبة بمنحها العفو والتي صدرت عن جهات عدة بما في ذلك مجلس أساقفة الولايات المتحدة.

إنها أول امرأة تُنفذ بحقها عقوبة الموت على المستوى الفدرالي منذ سبعين عاما، وقد أدينت مونتغومري بقتل امرأة حامل لست عشرة سنة خلت، مع العلم أن الجانية تعاني من اضطرابات نفسية وكانت قد تعرضت لسوء المعاملة والاعتداء الجنسي عندما كانت طفلة. وفي أعقاب الإعلان عن هذا النبأ عبرت جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية عن حزنها وألمها الكبيرين حيال ما حصل، على الرغم من الدعوة إلى إرجاء تنفيذ العقوبة بانتظار خضوع الجانية للفحوصات اللازمة بغية التأكد من حالتها النفسية.

ورأت الجماعة أن هذا العمل لا يمت بصلة إلى العدالة التي تناضل في سبيل الحياة، بل هو ضرب من ضروب الانتقام المشرّع، مضيفة أن ما جرى لا يضمد الجراح التي تخلّفها أعمال العنف بل يزيد من حدة الضغينة واليأس في مجتمع يحتاج إلى الرحمة والمغفرة. وتمنت الجماعة أن تعود السلطات الأمريكية عن القرار بشأن استئناف تنفيذ عقوبة الإعدام على المستوى الفدرالي.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب ماركو نيافي، خادم بازيليك القديسة مريم في تراستيفيريه، ومنسّق حملة جماعة سانت إيجيدو من أجل إلغاء عقوبة الموت، الذي قال إن السيدة مونتغومري عانت الأمرّين في حياتها، وقد تعرضت للاغتصاب واليوم ذهبت ضحية عنف من نوع آخر. وشدد على ضرورة أن تبذل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى مزيدا من الجهود من أجل إلغاء عقوبة الإعدام من القوانين والتشريعات والثقافات والعادات.

وتحدث عن ضرورة التضامن في مجال الدفاع عن حياة كل كائن بشري لأن حياته مقدسة منذ تكوينها وحتى موتها الطبيعي. وذكّر بأن جماعة سانت إيجيديو قامت بجمع آلاف التوقيعات للمطالبة بإنقاذ حياة الجانية وتخطي ثقافة الحقد، وإنقاذ الأرواح من سموم الانتقام الذي يُعبر عنه بطرق مختلفة، وأيضا من خلال تشريعات العديد من الدول التي لا بد من إعادة النظر بها.

وتوقف بعدها نيافي عن الأوضاع الاجتماعية التي تشهدها اليوم الولايات المتحدة حيث تسود ثقافة الإقصاء فضلا عن العنف ما يجعل المجتمع هشاً، وهي أوضاع تُفسد المجتمعات وتقتل الأفراد والضمير الجماعي على حد سواء وتنال من الخير العام. وقال إنه عندما يموت محكوم بالإعدام يموت جزء من ضمير المجتمع، هذا الجزء الأفضل الذي يؤمن بإعادة التأهيل، وبأن كل شيء يمكن أن يتغيّر. واعتبر أن بناء عالم مختلف يتطلب تخطي هذه الممارسات كي يبصر النور عالمٌ لا يقتل فيه الناس ولا يُقتلوا. لذا لا يمكن القبول بعقوبة الإعدام على الإطلاق.

في رد على سؤال بشأن الدول الرافضة لعقوبة الموت اليوم لفت المسؤول في جماعة سانت إيجيديو إلى أن التصويت الأخير للجمعية العامة بشأن تجميد تنفيذ العقوبة شهد ارتفاعا في عدد البلدان التي تريد التخلي عن هذه الأداة، ما يدل على وجود يقظة ضمير. وشدد على أهمية الاستمرار في هذا النضال، على الرغم من الجائحة التي يشهدها العالم، لأن التصدي لعقوبة الإعدام ينبغي أن يبقى مسألة أولية.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني لفت خادم بازيليك القديسة مريم في تراستيفيريه ومنسّق حملة جماعة سانت إيجيدو من أجل إلغاء عقوبة الموت إلى أن أوزبكستان أبرمت منذ بضعة أيام البروتوكول الاختياري الثاني، وهو معاهدة دولية ترمي إلى إلغاء عقوبة الإعدام.        

16 يناير 2021, 11:20