الكاردينال بيات: في عام ٢٠٢١، مستقبل الجميع على المحك. علينا أن نعمل من أجل الخير العام الكاردينال بيات: في عام ٢٠٢١، مستقبل الجميع على المحك. علينا أن نعمل من أجل الخير العام 

الكاردينال بيات: في عام ٢٠٢١، مستقبل الجميع على المحك. علينا أن نعمل من أجل الخير العام

مقابلة الكاردينال موريس بيات، أسقف بورت لويس مع صحيفة الأبرشية الأسبوعيّة "Vie catholique"

في عام ٢٠٢١ مستقبل الجميع على المحك. وبالتالي علينا أن نكون قادرين على الاصغاء إلى بعضنا البعض، والتفكير معًا، والسعي لتحقيق الخير العام للبلاد وليس مصالحنا الشخصية، سواء كانت اقتصادية أو سياسية هذه هي الأمنية في العام الجديد التي عبر عنها الكاردينال موريس بيات، أسقف بورت لويس، في جزر موريشيوس في مقابلة مع صحيفة الأبرشية الأسبوعيّة "Vie catholique" ونشرت في الثامن من كانون الثاني يناير على الموقع الإلكتروني التابع للأبرشية. سلّط الكاردينال بيات الضوء على كيف أنَّ البلاد تمر "بأحد أصعب اللحظات في تاريخها"، بسبب وباء فيروس الكورونا، وقال إن اقتصادنا يسير بشكل سيئ والآفاق ليست وردية أبدًا، ويبدو لي أنه من الملحِّ أن يلتقي الرجال والنساء ذوي الخبرة والحكمة في هذه الأمة، من كل خلفية اجتماعية وكل جماعة، بالسلطات للتفكير بجدية في كيف يمكن لبلدنا أن يتعافى.

لذلك، أشار الكاردينال بيات إلى طريقتين للخروج من الأزمة: بالإضافة إلى التعاون بين السكان والسلطات، فإن الطريقة الأخرى هي التضامن، الذي غالبًا ما يكون عفويًا وسخيًّا، ولكن يجب ألا يبقى كمجرد وميض، أي شيء مؤقت، وإنما ينبغي أن يدوم مع مرور الوقت. لذلك، للحفاظ على دفع التضامن حيًّا، يقترح الكاردينال بيات طريقتين: الأولى عدم ممارسة التضامن بمفردنا، وإنما في مجموعة، فنعضد بعضنا البعض بشكل أخوي عند مواجهة الصعوبات الحتمية، ونقيِّم المسار المتبع ونتعلم منه لكي نبدأ من جديد بطريقة مناسبة أكثر من أي وقت مضى. أما الطريقة الثانية فهي التواصل مع كلمة الله، التي تدعونا إلى التأمُّل في الطريقة التي عاش فيها يسوع التضامن حتى في خضم أسوأ المحن. لهذا السبب، يدعو أسقف بورت لويس المسيحيين إلى ممارسة أو استئناف عادة قراءة الإنجيل معًا، في مجموعات صغيرة من الأصدقاء والجيران والزملاء. هذه اللفتة "البسيطة وغير المهمة" في الظاهر، هي في الواقع مصدر حقيقي للحفاظ على روابط قوية، على الرغم من المسافات التي تفرضها حالة الطوارئ الصحية.

وبالنظر بدقة إلى الوباء، يحذر الكاردينال بيات قائلاً إنَّ العام الجديد لن يكون بالتأكيد علامة على نهاية هذه المحنة؛ ومع ذلك، فإن الدرس الذي يمكننا استخلاصه من هذه التجربة المأساويّة هو فهم الضعف الكبير لاقتصادنا وهشاشة مصادر دخلنا، وبالتالي، فقد تعلمنا أن نعيش بطريقة أكثر رصانة وأن نختبر بشكل شخصي أنّه بإمكاننا أن نكون سعداء بتغيير بسيط. في الوقت عينه، يعرب الكاردينال بيات عن تقديره للإبداع الذي قامت به الرعايا في زمن الوباء وللمشاركة الكبيرة للمؤمنين في مبادرات التضامن العديدة، كما ولو أنَّ الصدمة غير المتوقعة لفيروس الكورونا قد أيقظت الأفضل في العديد من الأشخاص.

في الختام أمل أسقف بورت لويس ألا يكون هذا كلّه مجرد نجاح منعزل، بل بداية لطريقة جديدة للعيش، تقوّينا في حياة إيمان لا تكتفي بمجرد الذهاب إلى قداس الأحد، بل تتغذى أكثر من الإصغاء إلى كلمة الله "وصداها المهم في هذه الأوقات الصعبة.

 

 

10 يناير 2021, 11:07