مقابلة مع الخبير في الشؤون الأفريقية إنريكو كازالي مقابلة مع الخبير في الشؤون الأفريقية إنريكو كازالي 

مقابلة مع الخبير في الشؤون الأفريقية إنريكو كازالي

التهديد الجهادي في منطقة الساحل والصراع المسلح في أثيوبيا طبعا العام 2020 في القارة الأفريقية التي عانت أقل من باقي القارات من جائحة كوفيد 19، فيما برز – على الصعيد السياسي – تحوّل في مالاوي البلد الذي بات يشكل مثالاً للتناوب الديمقراطي.

معاناة سكان منطقة الساحل لم تغب عن رسالة البابا إلى مدينة روما والعالم يوم عيد الميلاد إذ ذكّر فرنسيس بالأزمة الإنسانية الخطيرة الراهنة هناك والتي يقف وراءها التطرفُ والصراعات المسلحة، فضلا عن الجائحة وكوارث طبيعية أخرى. وقد شهد العامُ الفائت أعمالَ عنف في أثيوبيا وموزمبيق، فضلا عن جهود المصالحة في جنوب السودان ونيجيريا وكاميرون. وعلى الرغم من كل تلك المشاكل سُجلت بعض الانجازات التي تبعث على الأمل على الصعيد السياسي وأيضا في المجالَين الاجتماعي والصحي.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الخبير في الشؤون الأفريقية إنريكو كازالي الذي أوضح أن العام 2020 شهد انتخاباتٍ رئاسية في بوروندي وغانا، فضلا عن التوترات التي سُجلت في غينيا وأيضا في شاطئ العاج حيث عدّل رئيس البلاد الدستور ليتمكّن من خوض المعركة الانتخابية لولاية ثالثة. مع ذلك يرى السيد كازالي أن الإطار العام يبقى إيجابياً إذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن أفريقيا قارةٌ تسير نحو الديمقراطية. وقال إن العملية الديمقراطية لا تقتصر على الانتخابات وحسب بل أيضا على التناوب على السلطة. وهذا ما حصل على سبيل المثال في مالاوي، حيث احتجّت المعارضة على فوز الرئيس الحالي، وأقدمت المحكمة العليا على إلغاء نتائج الانتخابات فعاد المواطنون إلى صناديق الاقتراع وفازت المعارضة. وهذا الواقع يشير إلى عملية الديمقراطية في البلاد بنوع خاص وفي القارة الأفريقية بصورة عامة.

تابع الخبير في الشؤون الأفريقية يقول إن المنطقة الأفريقية الأقل استقراراً خلال عام 2020 كانت دول الساحل ما دون الصحراء، لاسيما بوركينا فاسو، مالي والنيجر. واعتبر أن الأزمة الراهنة في منطقة الساحل منذ بضع سنوات لن تُحل بسهولة، وهي تشهد مواجهة بين هذه البلدان الهشة سياسياً واقتصادياً وميليشيات تحمل صبغة جهادية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. ولفت في هذا السياق إلى أن جماعة "بوكو حرام" ما تزال تنشط في شمال نيجيريا وكاميرون، فضلا عن وجود مجموعات إسلامية متشددة أخرى في منطقة "كابو ديلغادو" بشمال موزمبيق. وهي أزماتٌ يعاني منها السكان وينتج عنها نزوح داخلي، إذ وصل عدد المهجرين في موزمبيق إلى نصف مليون نسمة، هذا ناهيك عن الصراع المسلح الذي اندلع العام الفائت في إقليم تيغراي بأثيوبيا.

فيما يتعلق بجائحة كوفيد 19 قال السيد كازالي إنه إذا استثنينا جنوب أفريقيا، حيث حصد الفيروس سبعة وعشرين ألف ضحية، لم تكن الأوضاعُ الصحية سيئة في باقي بلدان القارة السوداء. وقال إنه على الرغم من وجود حوالي مليون مصاب في أفريقيا فإن عدد الضحايا يقل عن نظيره في إيطاليا وحدها. وأوضح أنه فضلا عن الإقفال العام الذي ألحق الضرر بالاقتصادات الهشة أصلاً لعبت المنظمات غير الحكومية والمرافق الصحية دوراً مقررا على هذا الصعيد، كما أن معدل الأعمار المتدني في أفريقيا شكل  عاملا ديمغرافيا آخر في مواجهة فيروس كورونا، والذي سبب أكبر نسبة وفيات وسط المتقدمين في السن. 

03 يناير 2021, 11:17