أمين عام "سانت إيجيديو" يحدثنا عن الاتفاق الأخير بين القادة العسكريين في جنوب السودان أمين عام "سانت إيجيديو" يحدثنا عن الاتفاق الأخير بين القادة العسكريين في جنوب السودان 

أمين عام "سانت إيجيديو" يحدثنا عن الاتفاق الأخير بين القادة العسكريين في جنوب السودان

تم التوصل إلى اتفاق جديد بين القادة العسكريين في جنوب السودان بفضل جهود الوساطة التي تقوم بها جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية والتي نظمت خلال الأيام الماضية لقاء شارك فيه قادة عسكريون من حكومة الوحدة الوطنية في جوبا وقوات المعارض المنضوية تحت ما يُعرف بـ"تحالف حركات المعارضة في جنوب السودان" أو SSOMA واتفق الطرفان على الإشراف معا على اتفاقية وقف إطلاق النار ضمن آلية الرصد والتحقق.

خلال اللقاء بين القادة العسكريين في جنوب السودان اتُخذ قرارٌ يقضي بانضمانم قوات المعارضة إلى آلية مراقبة وقف إطلاق النار، ورأى المراقبون أن هذا هو الانجاز الأهم الذي تحقق خلال ورشة العمل الرابعة التي نظمتها جماعة سانت إيجيديو في روما بهدف إرساء أسس الحوار في جمهورية جنوب السودان والتي انعقدت الأسبوع الفائت وبالتحديد من التاسع وحتى الثالث عشر من تشرين الثاني نوفمبر الجاري.

واتفق الجانبان على أنه بدءا من الأول من كانون الثاني يناير من العام 2021 سيعمل القادة العسكريون في حكومة الوحدة الوطنية – التي يرأسها سالفا كير ويشغل فيها خصمُه السابق رييك ماشار منصب نائب أول للرئيس – سيعملون بالتعاون مع القادة العسكريين في تحالف حركات المعارضة في جنوب السودان، الذين لم يوقعوا على اتفاقية السلام لعام 2018، من أجل التحقق من أي خرقات للهدنة وتحديد المسؤولين عنها.

وكانت المفاوضات الثنائية قد توقفت في شهر شباط فبراير من هذا العام، بسبب جائحة كوفيد 19 وقد استؤنفت في شهر تشرين الأول أكتوبر المنصرم بفضل جهود الوساطة التي قامت بها جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية والتي تمكنت أيضا من إشراك أطراف دولية ملتزمة في تحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية شأن منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي فضلا عن دبلوماسية الكرسي الرسولي.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأمين العام لجماعة سانت إيجيديو السيد باولو إيمباياتسو الذي أكد أن الاتفاق الأخير يشكل خطوة مقرّرة باتجاه وضع حد لأعمال العنف وتوفير الحماية للسكان المدنيين، وضمان وصول المنظمات الإنسانية الدولية واستمرار الحوار بين الطرفين المتنازعين. وفي سياق حديثه عن الاجتماع الذي نظمته الجماعة الكاثوليكية في روما، الأسبوع الفائت، قال إيمباياتسو إن اللقاء شهد مشاركة القادة العسكريين فقط، وجرت الأعمال في أجواء من التعاون والثقة المتبادلة، موضحا أن حمل القادة العسكريين من حكومة الوحدة الوطنية وقوات المعارضة على الجلوس حول الطاولة نفسها شكل خطوة بالغة الأهمية، خصوصا وأن الاشتباكات المسلحة مستمرة في المناطق الجنوبية.

بعدها قال الأمين العام لجماعة سانت إيجيديو إنه بعد الاجتماعين اللذين عُقدا خلال شهري كانون الأول يناير وشباط فبراير الماضيين تم التقيّد باتفاقية وقف إطلاق النار لحوالي ثلاثة أشهر، ومع تفشي الوباء كان من الصعب جدا أن تُستأنف اللقاءات بين الطرفين وسرعان ما تدهورت الأوضاع الأمنية ميدانيا، وتعرضت الاتفاقية لخروقات كثيرة. وكان لا بد من دعوة الطرفين إلى الاجتماع في روما في أقرب فرصة ممكنة، وهذا ما حصل في شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي. وأضاف أنه منذ ذلك الحين تم التقيد بوقف إطلاق النار، باستثناء حادثين صغيرين.

وختم السيد باولو إيمباياتسو حديثه لموقعنا الإلكتروني مؤكدا أن الحوار السياسي يشكل الأداة الأنسب لتفادي المصادمات ميدانيا، لذا سيكون الاجتماع المقبل سياسيا يتم التطرق خلاله إلى المسببات الرئيسة للصراع المسلح.          

16 نوفمبر 2020, 09:48