الكاهن النيجري جوزيف فيديليس يحدثنا عن الاحتجاجات التي يشهدها الشارع النيجري الكاهن النيجري جوزيف فيديليس يحدثنا عن الاحتجاجات التي يشهدها الشارع النيجري  

الكاهن النيجري جوزيف فيديليس يحدثنا عن الاحتجاجات التي يشهدها الشارع النيجري

أسفرت المصادمات التي تشهدها مدينة لاغوس النيجرية عن مصرع اثني عشر متظاهراً على الأقل بعد أن حاولت الأجهزةُ الأمنية التصدي لمبادرات الاحتجاج، في وقت لم تلق فيه الدعوات إلى الحوار آذانا صاغية، ومن بين الجهات الداعية إلى التخلي عن لغة العنف والجلوس إلى طاولة المحادثات الكنيسة الكاثوليكية المحلية، التي تؤكد على حق الشبان النيجيريين في أن يُسمع صوتُهم، مندّدة في الوقت نفسه بالهجمات التي تتعرض لها الكنائس في البلاد.

وبعد أن أدانت منظمة الأمم المتحدة أعمال العنف هذه، شجب رئيسُ مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فَكي محمد العنف الممارس بحق المتظاهرين داعيا إلى تغليب لغة الحوار. وقد أشارت الأنباء الواردة من لاغوس إلى أن رجال الشرطة والجيش أقدموا – خلال الأيام القليلة الماضية – على فتح النار باتجاه المتظاهرين، فيما ذكرت منظمة العفو الدولية "أمنستي إنترناشونال" أن ذلك أسفر عن سقوط اثني عشر قتيلا وعشرات الجرحى، بيد أن القوات المسلحة النيجيرية نفت صحة الاتهامات قائلة إنها عارية تماما من الصحة. وقد طالب المتظاهرون بحلّ جهاز مكافحة السرقة، المتهم بانتهاك القوانين، وبممارسة العنف وارتكاب الجرائم بحق المواطنين. ومع أن رئيس البلاد أعلن يوم الاثنين الماضي عن حلّ هذا الجهاز الأمني، إلا أن التظاهرات استمرت على مدى الأسبوع الفائت، وارتفع عدد الضحايا.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن جوزيف باتور فيديليس، من أبرشية مايدوغوري، الذي أكد أن الجهاز المذكور تم حلّه فعلاً، لكن تم استبداله بجهاز آخر، وهذا ما رفضه الشبان المتظاهرون. وأوضح أن بعض المجموعات نزلت إلى الشارع – خلال الأيام الماضية – للتظاهر ضد هؤلاء الشبان، فوقع الصدام بين الطرفين، مع أن الشبان لم يكونوا مسلحين وكانوا يرفعون الأعلام النيجيرية وحسب. وأوضح أن الشبان طالبوا في بداية تظاهراتهم بحل الجهاز الأمني المذكور، لكن سرعان ما تزايدت المطالب ومن بينها صرفُ التعويضات لعائلات الضحايا ومحاكمة رجال الشرطة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الخطيرة.

ويخشى الكاهن النيجيري أن يكون الجهاز الأمني لمكافحة السرقة قد غيّر اسمه فقط، لافتا إلى أن الشارع يطالب أيضا بإخضاع رجال الشرطة لدورات تدريبية وبرامج تنشئة، بالإضافة إلى زيادة الرواتب، وذلك بغية عدم التشجيع على الفساد وأعمال العنف في البلد الأفريقي.

وأكد الأب فيديليس في حديثه لموقعنا الإلكتروني أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية طالما دعت إلى الحوار، وهي تعمل من أجل بناء السلام، وهذا ما تقوم به اليوم في ظل الظروف الراهنة. وذكّر بأن رئيس مجلس أساقفة نيجيريا المطران أوغوستين أوبيورا أكوبيزيه وجّه رسالةً إلى الحكومة مطالبا إياها بالإصغاء إلى صوت الشبان في الشارع لأن مطالبَهم محقة. مع ذلك أوضح الكاهن النيجيري أن بعض العصابات التي تغلغلت في صفوف المتظاهرين أقدمت على الإفادة من التوترات الراهنة وأضرمت النار في كنيستين.

وقال الأب جوزيف باتور فيديليس في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني إنه يخشى أن تتحول هذه التظاهرات في الشارع النيجيري إلى صراع يحمل طابعاً دينياً في وقت تواصل فيه الكنيسة المحلية التزامها لصالح الحوار والمفاوضات بين الحكومة والمتظاهرين.

25 أكتوبر 2020, 11:39