2019.01.09 Sede Onu, Nazioni Unite 2019.01.09 Sede Onu, Nazioni Unite 

مقابلة مع الأستاذ الجامعي رافايليه ماركيتي بشأن الذكرى السنوية الـ75 لنشأة الأمم المتحدة

بدأت يوم أمس الاثنين وتستمر لغاية التاسع والعشرين من أيلول سبتمبر الجاري أعمال الجمعية العمومية السنوية للأمم المتحدة، مع أن قسما كبيرا من الأعمال سيتم بشكل فرضي عبر شبكة الإنترنت. وتنعقد الجمعية العمومية هذا العام بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة، ومن المرتقب أن يشارك في الأعمال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين، كما من المزمع أن يوجه البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى المؤتمرين.

في الرابع والعشرين من تشرين الأول أكتوبر من العام 1945، أي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، أبصرت النور منظمة الأمم المتحدة في مدينة سان فرنسيسكو الأمريكية، وكانت قويةً جدا في العالم الرغبةُ في السلام وإعادة الإعمار والعمل من أجل الخير العام. وتصدر البحث عن السلام أولويات المنظمة منذ نشأتها، وذلك على الرغم من العديد من المشاكل والعراقيل التي تحول دون بلوغ هذا الهدف لغاية اليوم.

مدير دار الصحافة الفاتيكانية السيد ماتيو بروني أوضح أن البابا سيوجه رسالة فيديو إلى المشاركين في الجمعية العمومية هذا العام، كما من المرتقب أن تتخلل الأعمالَ مداخلة لأمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. ومما لا شك فيه أن النقاشات ستتناول السبل الكفيلة بتنظيم نشاطات الأمم المتحدة، كطرف قادر على تعزيز السلام في العالم.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع أستاذ القانون الدولي في جامعة لويس بروما السيد رافايليه ماركيتّي الذي أكد أن الأهداف التي وضعتها المنظمةأمامها لخمس وسبعين سنة خلت ما تزال آنية في يومنا هذا، لكنه اعتبر أن ثمة حاجة إلى الإصلاحات الكفيلة بضمان تمثيل أكبر من قبل الدول الأعضاء، وهذا ما يعني إضعاف الدور الذي تلعبه القوى العظمى، لاسيما الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وأضاف أن المتطلبات الدولية آنذاك كانت تتمثل في إعادة بناء المجتمع الدولي والذي دمره صراعان عالميان. كانت هناك حاجة إلى الاستقرار والأمن والبحث عن السلام وبناء نظام عالمي جديد، وهذا ما ترسخ بفضل التوازن والاستقطاب بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في تلك الحقبة.

وأضاف ماركيتي أن تلك المبادئ ما تزال آنية اليوم لافتا إلى أن الحرب الباردة حجّمت دور الأمم المتحدة لكن المنظمة تمكنت من لعب دور هام في تسعينيات القرن الماضي، عندما كان العالم بقيادة الولايات المتحدة، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. واليوم باتت تواجه الأمم المتحدة تحديات وأزمات جديدة. ومع ذلك – مضى يقول – ساهمت المنظمة في نشر ثقافة الشرعية وحقوق الإنسان على الصعيد العالمي، مع أن هذه الثقافة لا تُحترم بالكامل اليوم. والفضل في انتشار هذه الثقافة لا يعود إلى المنظمة الأممية وحسب إنما أيضا إلى دور العديد من الوكالات الدولية.

هذا ثم لفت الأستاذ الجامعي الإيطالي إلى أن نشاط الأمم المتحدة يعتمد بشكل رئيس على الاتفاقات القائمة بين القوى العظمى، خصوصا الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تملك حق النقض أو الفيتو. أما اليوم وبعد النجاحات التي تحققت في تسعينيات القرن الماضي، عندما كانت الولايات المتحدة بدون منازع، فقد دخلت المنظمة في مرحلة من الركود لاسيما نتيجة التوتر القائم بين أمريكا وروسيا من جهة، والصين من جهة ثانية. وأكد السيد رافايليه ماركيتي في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أن لهذا الوضع تبعاته على نشاط الأمم المتحدة لأن هذه المنظمة تعكس التوازنات والانقسامات القائمة على الساحة الدولية.   

22 سبتمبر 2020, 09:22