SAFRICA-HEALTH-VIRUS-MANDELA DAY SAFRICA-HEALTH-VIRUS-MANDELA DAY 

العالم يحتفل بيوم مانديلا: مقابلة مع الأب جوليو ألبانيزيه

احتفلت الأمم المتحدة والعالم كله يوم أمس السبت، كما في الثامن عشر من تموز يوليو من كل عام، بيوم مانيدلا، الزعيم الأفريقي الجنوبي الذي ناضل في وجه الفصل العرقي أو الأبرتهايد، ونال جائزة نوبل للسلام في العام 1993.

وقد أنشأت منظمة الأمم المتحدة هذا اليوم في العام 2009، تخليدا لذكرى مانديلا الذي كان يؤكد أن "الحرية لا تعني كسر السلاسل، بل العيش في إطار احترام حرية الآخر. وكان يقول إن لا أحد يولد عبداً أو سيداً، أو ليعيش في البؤس، بل ولدنا جميعاً لنكون أخوة".

أبصر مانديلا النور في الثامن عشر من تموز يوليو من العام 1918 وكان في العام 1944 من بين مؤسسي الرابطة الشبابية التابعة للمؤتمر الوطني الأفريقي. سُجن أكثر من مرة منذ العام 1952، وفي العام 1964 حُكم عليه بالسجن المؤبد. أُطلق سراحه في العام 1990 ليصير بعد أربع سنوات رئيساً لجمهورية جنوب أفريقيا. وافته المنية في العام 2013 عن عمر خمسة وتسعين عاما.

يُحتفل بيوم مانديلا هذه السنة في وقت يشهد فيه العالم تفشي وباء كورونا الذي حصد الضحايا وأوقف العجلة الاقتصادية وولد مخاوف جديدة. وتضاف إلى ذلك التوتراتُ العرقية في الولايات المتحدة على أثر مقتل الشاب جورج فلويد في الخامس والعشرين من أيار مايو على يد أحد رجال الشرطة. واللافت أن مانديلا كتب في مذكراته أنه ناضل ضد هيمنة البيض، كما ضد هيمنة السود، وقد حلم بقيام مجتمع ديمقراطي وحرّ يعيش فيه جميع الناس متّحدين وبتناغم وينعمون بتكافؤ الفرص. من هذا المنطلق يكتسب الاحتفالُ بيوم مانديلا هذا العام أهمية كبرى.

يوحنا بولس الثاني التقى الزعيم الأفريقي في العام 1995 خلال زيارته الرسولية إلى جمهورية أفريقيا الجنوبية. وقال البابا فويتيوا إن هذا البلد يسير بخطى ثابتة في درب المصالحة والتناغم بين جميع سكانه، مشيرا إلى أن مانديلا كان شاهداً صامتاً وشارك في طموح شعبه نحو التحرر الحقيقي، وكان يسعى إلى مرافقة هذا الشعب في درب المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار.

لمناسبة الاحتفال بيوم مانديلا أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن جوليو ألبانيزيه الخبير في الشؤون الأفريقية والذي شدد على ضرورة أن يمارس الناس التضامن ويبتعدوا عن منطق الفردانية، من أجل الخروج من الوضع الطارئ الذي نعيش فيه اليوم. ولفت إلى أن الزعيم الأفريقي مانديلا عاش في زمن طُبع بالتمزقات العميقة والعنف وحمل رسالة المصالحة.

في رد على سؤال بشأن العِبَر التي يمكن أن نتعلمها من حياة مانديلا إزاء التوترات العرقية في الولايات المتحدة، ذكّر الأب ألبانيزيه بأن الزعيم الأفريقي الراحل كان يشدد على رسالة الأخوّة، وكان يعتبر أن تغيير العالم  وقواعد اللعبة يتطلب منا التأكيد على مبدأ اللاعنف تفاديا لوقوع المزيد من الكوارث والأزمات. فمن جهة، كان مانديلا يدعو إلى تطبيق العدالة، ومن جهة ثانية كان يشدد على أهمية مواقف الانفتاح حيال من ارتكبوا الأخطاء.

يشار هنا إلى أن البابا فرنسيس أبرق معزيا بوفاة مانديلا لسبع سنوات خلت وسلط الضوء على التزام الراحل في تعزيز الكرامة البشرية لجميع المواطنين وبناء بلد جديد على أسس اللاعنف والمصالحة والحقيقة سائلا الله أن تشكل حياته مصدر إلهام كي يوضع الخير العام والعدالة في طليعة الأولويات.

19 يوليو 2020, 11:45