2019.05.31 Il prof. Muhammad Yunus al Convegno della Fao "Ricostruire la speranza" 2019.05.31 Il prof. Muhammad Yunus al Convegno della Fao "Ricostruire la speranza" 

نوبل السلام محمد يونس يدعو إلى تحرير الدواء من الاحتكار وبراءات الاختراع

بثت جامعة اللاتيران الحبرية، عبر موقعها الإلكتروني، محاضرة بعنوان "لا عودة إلى الوراء: الاقتصاد العالمي بعد جائحة كوفيد 19" ألقاها نوبل السلام محمد يونس وتناول خلالها مواضيع تتعلق بالمقاسمة ومكافحة الفقر ومركزية الإنسان والحياة البشرية .

محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام ومؤسس بنك "غرامين" ومطلق منظومة القروض الصغيرة طرح تحدياً على العالمَين الأكاديمي والمالي: إعادة تخطيط الحياة بدون العودة إلى الوراء، أي إلى ما كانت عليه الأمور قبل تفشي هذا الوباء. ويرى يونس أن المرحلة المقبلة، مرحلة ما بعد جائحة كوفيد 19، تقدم فرصاً كثيرةً لكنها تمر بالضرورة عبر وعي اجتماعي وبيئي جديد، وتتطلب استخداما للاقتصاد، لا كعِلْم وحسب يرمي إلى زيادة الأرباح المادية، بل كأداة تسمح للأفراد والجماعات على حد سواء ببلوغ السعادة القصوى الممكنة.

وهذا ينطبق على الجماعات التي تعاني اليوم من التبعات السلبية لعملية الإقفال التي فُرضت من أجل احتواء هذا الوباء والحد من تفشيه. وفي طليعة هذه النتائج آفة البطالة. ويعتبر محمد يونس أن تحقيق هذا الهدف يقتضي وضع الإنسان في المحور، والعملَ معا من أجل بناء الغد، والنظر إلى المستقبل، لا إلى الماضي.

تابع نوبل السلام محاضرته يقول إن العالم اليوم فشل إزاء هذه الجائحة، ولم يعرف كيف يتحد للنضال في وجه هذا العدو المشترك، بل تقسّم إلى قبائل مستقلة ومنعزلة عن بعضها البعض، شُغلها الشاغل التفكيرُ ببقائها على قيد الحياة، ما زاد من حجم الألم واليأس اللذين ولّدتهما الأزمة على الأصعدة كافة. واعتبر يونس أن بناء عالم جديد يتطلب قيادة خلقية ودينية قوية، قادرة على تخطي مفهوم القبلية، لافتا إلى ضرورة قطع هذه الدوامة التي نعيشها والسير في اتجاهات جديدة، وسبل جديدة وبمحركات جديدة.

لم تخلُ كلمات الخبير الاقتصادي من الإشارة إلى سعي بعض الأطراف إلى تطوير لقاحات ضد الفيروس من أجل تحقيق الأرباح المادية، لا بهدف الخير العام وإنقاذ أرواح الناس. وانتقد خيار بعض الشركات المصنعة للأدوية التي أعلنت عن نيتها في تطوير لقاح وتزويد الولايات المتحدة به حصرا. وشاء في هذا السياق أن يضم صوته إلى صوت البابا فرنسيس مطالباً بتوفير العلاجات والرعاية الصحية للجميع، وتحرير الأدوية واللقاحات من أي احتكار ومن براءات الاختراع الخاصة بالشركات والدول.

بعدها انتقل محمد يونس إلى الحديث عن أهمية مكافحة الفقر من خلال تبني منظومات اجتماعية ذكية تطلق العنان للابداع البشري، وتعزز منظومةً تربوية وتعليمية تركز على المواهب وتحفّز قدرات كل فرد، ممهدةً الطريق أمام أشكال جديدة من الأعمال، تضع نفسها في خدمة الإنسان لا في خدمة الربح المادي. ورأى نوبل السلام أننا نحتاج اليوم إلى منظومة جديدة لا يُستثنى منها أحد وحيث يتم التعامل مع الجميع على قدم المساواة.

وتوقف في هذا السياق عند الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه الكنيسة الكاثوليكية في هذا السياق، لأنها تتمتع بسلطة خلقية كبيرة. وقال يونس في الختام: يتعين على الكنيسة أن تقوم بدورها الأساسي خلال المرحلة المقبلة، عندما سننظر إلى المستقبل، طالبا من البابا فرنسيس أن يشدد على ضرورة ألا يعود العالم إلى الوراء، لأن كلماته تلقى آذانا صاغية.          

17 مايو 2020, 10:49