أسبوع كُن مسبّحًا: لنرفع أصواتنا من أجل الأرض والأشدّ ضعفًا
"لنرفع أصواتنا من أجل الأرض والأشدّ ضعفًا" هو موضوع النقاش الذي يعقد عصر اليوم عند الساعة الخامسة من بعد الظهر بتوقيت روما في نقل مباشر عبر منصّة "Zoom" وتنظّمه التعاونية الدوليّة من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالتعاون مع حركة "Iglesias y Minería" والمنظّمة الدولية "Franciscans International"؛ حدث يرتبط بالمبادرات التي يتمُّ تنظيمها في إطار أسبوع "كُن مسبّحًا" الذي تنظّمه الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة؛ ويهدف هذا النقاش للتأمل حول كيف يمكن للأفراد والجماعات والمنظمات التي تستلهم من الرسالة العامة "كن مسبّحًا" أن تحقق ارتدادًا إيكولوجيًّا وبالتالي ومن خلال تأملات شخصيّة خبرات ملموسة يراد من خلالها فهم ما هو التغيير السياسي الذي ينبغي تعزيزه لكي نصغي فعليًّا إلى صرخة الأرض والفقراء، صرخة تترافق في هذا الزمن.
وفي هذا السياق أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الأب داريو بوسّي الرئيس الإقليمي للمرسلين الكومبونيين في البرازيل قال فيها إن غابة الأمازون هي على شفير اللاعودة! إذا استمرّت إزالة الأحراج فسندخل في سلسلة لا رجوع منها لاختفاء الأمازون، وذكر الأب بوسّي أنّ الباحثين قد تكهّنوا بأن البرازيل يمكن أن تكون مهد الوباء التالي، لأن تدمير الموائل الطبيعية في الأمازون يمكن أن يسبب تلوثًا بين الحيوانات البرية (حاملات الفيروسات الصحية غير المعروفة لنا والمعزولة حتى الآن)، وفي مزارع الماشية الضخمة (التي هي من الأسباب الرئيسية لإزالة الغابات) وبين البشر.
تابع الرئيس الإقليمي للمرسلين الكومبونيين في البرازيل يقول تواجه المجتمعات الملوثة بطرق مختلفة عن طريق التعدين عواقب أكبر بسبب الفيروس. في الواقع، إن الذين يعملون في المناجم (في الهواء الطلق أو تحت الأرض) أو يعيشون في مناطق تعاني من آثار البنية التحتية لمعالجة المواد ونقلها وتصديرها، يتعرضون لتلوث المعادن الثقيلة، ويتنفسون الغبار وكثيراً ما يعانون من مشاكل خطيرة في الرئتين والجلد والبصر. وبالتالي هم يشكّلون فئة معرضة للخطر. علاوة على ذلك، لقد صُدمنا من حقيقة أنه في البرازيل ودول أمريكا اللاتينية المختلفة، تمَّ إعلان التعدين نشاطًا أساسيًا، وبالتالي السماح للشركات المتعددة الجنسيات الكبيرة بجعل مسؤوليها يعملون، دون أن يكونوا غالبًا قادرين على ضمان السلامة والمسافة وتدابير النظافة والحماية. لذلك يصبح التعدين قنبلة معدية محتملة. وليس صحيحًا أنه أمر ضروري، أولاً لأن المخزونات المتراكمة في هذا الوقت من الركود ستسمح بانخفاض الاستخراج. ثانيًا، لأنه يتم تصدير ما بين السبعين والتسعين بالمائة من المواد. ولذلك فهو ضروري لمحفظة الذين يريدون مواصلة البيع، حتى في أوقات الوباء!
أضاف الأب داريو بوسي مجيبًا على سؤال حول الطريقة التي يمكننا فيها أن نُسمع صوت الضعفاء كما تطلب من الرسالة العامة كُن مسبّحًا وقال في السينودس من أجل منطقة الأمازون الذي وصفه البابا فرنسيس على أنّه "ابن الرسالة العامة كُن مسبّحًا" حملنا بقوّة صرخة الناس وصرخة الأم الأرض ضدّ نشاطات استخراج المعادن. نشاطات يصفها أساقفة أمريكا اللاتينية على أنّها نزعة جنونية لنظام اقتصادي من أجل تحويل الخيور الطبيعية إلى رأسمال، وقد أجاب السينودس بقوّة على هذا النداء كما نقرأ في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "Querida Amazônia" في العدد الرابع عشر: "عندما تسيطر على الأراضي بعضُ الشركات، المتعطّشة للأرباح السهلة، وتحصل على خصخصة حتى مياه الشرب، أو عندما تفسح السلطات المجال أمام الصناعات الخشبيّة وتصنيع المعادن أو النفط أو الأنشطة الأخرى التي تدمّر الغابات وتلوّث البيئة، تتحوّل العلاقات الاقتصادية بطريقة غير سليمة وتصبح أداة للقتل". ولذلك يجب إعطاء العمليات الاقتصادية والوطنية والدولية التي تضر الأمازون ولا تحترم حقوق الشعوب الأصلية الاسم الذي تستحقّه، اي الظلم والجريمة. نحن نعمل بجد للتأكيد على صوت جماعاتنا، الذي عزّزته كلمات البابا فرنسيس. ولذلك سنطلق في البرازيل حملة "المناجم ليست أساسيّة. أما الحياة فبلى!"، كذلك تقود شبكتنا المسكونيّة "Iglesias y Minería" حملة لسحب أنشطة التعدين، وهي موجهة في المقام الأول إلى العالم الديني. أضف إلى ذلك، نحن نندد بالخطر الكبير الذي يسمح بالتعدين في أراضي الشعوب الأصلية في البرازيل، الأمر الذي سيسبب كارثة كبيرة!
وختم الرئيس الإقليمي للمرسلين الكومبونيين في البرازيل حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول كيفيّة تعليم الجميع أننا عائلة يتعلّق مصير أفرادها ببعضهم البعض وقال عندما أشار البابا فرنسيس إلى منطقة الأمازون كمقعد اختبار للإنسانية واختارها كأحد النماذج لكي يجسّد الرسالة العامة "كُن مسبّحًا" بشكل ملموس في التزام جماعي للكنائس والسكان المحليين والمؤسسات السياسية والمجتمع المدني المنظَّم، جعلنا نفهم القيمة الأساسية لهذا المجال الحيوي لتحقيق التوازن الحيوي للعالم كله. إنّ منطقة الأمازون تؤثر على الكوكب بأكمله. فإما أن نتعلم العناية بها، أو علينا أن نتحمل تبعات العنف الذي نتسبب فيه!