مقابلة مع الكاتب العراقي يونس توفيق حول الأزمة في العراق  مقابلة مع الكاتب العراقي يونس توفيق حول الأزمة في العراق  

مقابلة مع الكاتب العراقي يونس توفيق حول الأزمة في العراق

بحسب يونس توفيق، الكاتب العراقي، إن استقالة رئيس الوزراء المهدي لا تكفي لتهدئة التظاهرات الشعبية في العراق بل هناك حاجة لتغيير جذري في الطبقة السياسية. فيما يجدر الثناء دعم الجماعة المسيحية المسالم للمتظاهرين

إنّ العراق الذي ينزف لأكثر من شهرين بسبب الانتفاضات الشعبية، التي ومنذ بداية شهر تشرين الأول قد سببت بمقتل ٤٢٠ شخصًا على الاقل وأكثر من ١٧ ألف جريح، يعيش الآن أزمة سياسية خطيرة. يوم الأحد المصادف في الأول من كانون الأول وافق البرلمان العراقي على استقالة الحكومة على رأسها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي كان يأمل هكذا أن يهدئ غضب الشارع، ولكن المواجهات العنيف بين الشرطة والمتظاهرين قد استمرّت من بغداد وصولاً إلى المدن الكبرى في الجنوب كمدينة الناصرية والنجف وكربلاء وكوت والبصرة. يعتبر المتظاهرون أنَّ سقوط الحكومة قد جاء متأخرًا وهو غير كافٍ ويطالبون باستقالة الطبقة السياسية العراقية بأسرها من أجل تحقيق تغيير جذري اجتماعي واقتصادي. تجدر الإشارة إلى إن الإمام الأكبر آية الله علي سيستاني، السلطة الشيعية الأعلى في البلاد، كان قد تمنى تبديل رئيس الوزراء. أما البابا فرنسيس وبعد صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الماضي قد طلب السلام والوفاق من أجل العراق مؤكدًا بأنه قد تألم عندما علم بأنّ المظاهرات في العراق في الأيام الأخيرة قد تلقّت ردة فعل عنيفة تسببت بعشرات الضحايا. حول الجذور التظاهرات الشعبية في البلاد أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع يونس توفيق الصحفي والكتاب العراقي المقيم في إيطاليا منذ عام ١٩٧٩.

قال الكاتب والصحفي العراقي توفيق إنّ ضمير الشباب والشعب العراقي قد استيقظ اخيراً بعد ١٦ سنة من الخضوع الكامل لأنظمة لم تفعل شيئًا لهذا البلد، لا بل تركته لمصيره وللانحلال والتدهور، إذ كانت تفكر فقط برفاهيتها فيما كانت الأغلبية الكبرى من الشعب العراقي تعيش في الفقر المطلق. فالأشخاص لا يجدون الخبز ليأكلوا، والشباب يبحثون عن وطنًا لأنهم لا يشعرون بأنّهم يملكون وطنًا. من ثمّ المتخرّجون الذين لا يجدون عملاً وتجدهم في صفوف أمام مكاتب التوظيف... الفساد والمحسوبية يسيطران بشكل كامل فإذا لم تكن تنتمي لحزب ما لا تستطيع الحصول على عمل. وهذا ينطبق أيضاً على القطاع الصحي: الحكام لم يبنوا أية مدرسة أو مستشفى وكل شيئ موجود الآن في العراق يعود إلى فترة ما قبل عام ٢٠٠٣. واليوم هؤلاء الشباب، بثورتهم هذه، يُتَّهمون بأنّهم يدعمون حزب البعث وبأنّهم يسيرون على خطى النظام العراقي السابق لصدام حسين؛ ولكنهم في الواقع لا يعرفون حتى من هو صدام لأنّهم  قد ولدوا بعده، وهم قد تمردوا وثاروا لأنهم وجدوا أنفسهم من دون وطن.

وبالإجابة على سؤال حول عدم هدوء الشارع بعد استقالة رئيس الحكومة قال يونس توفيق نعم، وذلك لأنّه قد حدثت بعض المجازر والناس تريد العدالة. إنّ استقالة حكومة المهدي لن تحل شيئًا أيضاً لأنّ البرلمان يبقى نفسه، وهكذا سيختارون رئيس الحكومة الجديد من بينهم ولذلك يعرف الناس جيداً بأن لا شيء سيتغيّر. وبالتالي يجب إيجاد حكومة انتقالية من تكنوقراطيّين لا ينتمون لأي حزب ويحملون البلاد قدمًا الى الانتخابات القادمة. هذا الحل الوحيد الكي يهدأ الشارع، ولكنَّ المشكلة الكبرى هي أن العراق كمعظم البلدان العربية مكوّن من قبائل وهذه القبائل تطالب بالعدالة ولكنّه يطلبونها بطريقتهم القائمة على أسلوب العين بالعين؛ ولذلك نزلوا الى الساحات مع الأسلحة وهذا الأمر للأسف يهدد بنشوب حرب أهلية.

وتابع الكاتب والصحفي العراقي يونس توفيق مجيبًا على سؤال حول  دور المسيحيين خلال هذه الأوقات الصعبة للبلاد وقال أريد أن أشكر وأمدح موقف البطريرك والمسيحيين العراقيين الذين نزلوا الى الساحة طالبين من العذراء مريم أن تحمي المتظاهرين في ساحة التحرير في بغداد. وقد نال هذا التصرّف تقدير أكثريّة الشعب العراقي لانَّ المسيحيين أخيرًا قد استحوذوا على الأرض التي ولدوا فها وقد شاركوا بشكل فعال في مساعدة المتظاهرين بشكل سلمي مظهرين بأنّهم عراقيين أصيلين.  

وختم الكاتب والصحفي العراقي يونسي توفيق حديثه لموقع فاتيكان نيوز مشيرًا إلى أنَّ الرجاء الوحيد بالنسبة للعراق هو درب الانتخابات الجديدة وقال هذا الأمر سيحل جزءًا من المشكلة لانَّه بهذه الطريقة ستفقد الأحزاب الموجودة اليوم في البرلمان قوتها، وهذا الأمر قد يحمل إلى تغيير شيء في دستور الحكومة الجديدة.

05 ديسمبر 2019, 12:03