جون بولتون جون بولتون 

إردوغان لم يجتمع إلى مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي

يرى بعض المراقبين أن الهدف من الزيارة التي قام بها مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جون بولتون إلى تركيا يتمثل في الحصول على ضمانات من أنقرة بعدم التعرض للمقاتلين الأكراد في شمال سورية بعد إتمام الانسحاب الأمريكي من المنطقة والذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب الشهر الفائت.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لم يجتمع إلى المبعوث الأمريكي، بل وصلت أنقرة إلى حد التأكيد أنها تنوي السيطرة على القواعد العسكرية التي ستخليها الوحدات الأمريكية. بهذه الطريقة أنهى السيد بولتون جولة قادته إلى منطقة الشرق الأوسط دون أن يتمكن من انتزاع وعد تركي بشأن الأكراد الذين يتمتعون بدعم واشنطن فلم يستطع أن يحل إحدى العقد المستعصية على صعيد العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا.

وكان بولتون وقبيل وصوله إلى تركيا قد أكد في تصريح صحفي على ضرورة ضمان أمن حلفاء الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، في إشارة واضحة إلى الميليشيات الكردية، لكن تركيا تعتبر هذه الميليشيات منظمات إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وبالتالي يرى الرئيس التركي أن الشروط التي تضعها واشنطن لا يمكن القبول بها. وقال إردوغان في تصريحات تناقلها الإعلام التركي إنه في حال قام من سماهم بالإرهابيين بعرقلة الجهود التركية ستعرف أنقرة كيف تتعامل مع هؤلاء، مؤكدا أن القوات المسلحة مستعدة للتدخل العسكري في سورية في أية لحظة. وتعليقا على عدم اجتماعه إلى بولتون قال الرئيس إردوغان إن هذا الاجتماع كان قد حصل لو اقتضت الضرورة ذلك، مشيرا إلى أنه قادر على التكلّم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أي وقت.

هذا وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بوميبو قد تحدّث في وقت سابق عن وعد قطعه الأتراك مفاده أن هؤلاء لن يتعرضوا للميليشيات الكردية خلال حملتها العسكرية ضد داعش. وقد رافق بولتون في زيارته رئيس أركان الجيش الأمريكي جون دانفورد ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى سورية وإلى التحالف ضد داعش جايمس جيفري والذي كان سفيرا لبلاده في أنقرة. وقد تم الكشف عن زيارة يستعد للقيام بها هذا الأخير إلى الشمال السوري كي يطمئن الجهات الكردية بعد أن أثار قلقها إعلانُ الرئيس ترامب بشأن سحب القوات الأمريكية من سورية. قرار أثار أيضا ردود فعل في أوساط حلفاء واشنطن في المنطقة.  

09 يناير 2019, 13:01