بحث

رئيس الأساقفة غالاغر يؤكد أن السلام الحقيقي يتطلب تعزيز التضامن وتخطي الأنانيات رئيس الأساقفة غالاغر يؤكد أن السلام الحقيقي يتطلب تعزيز التضامن وتخطي الأنانيات 

رئيس الأساقفة غالاغر يؤكد أن السلام الحقيقي يتطلب تعزيز التضامن وتخطي الأنانيات

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر في فعاليات Globsec، والتي جرت في براتيسلافا وتُعتبر أهم منصة متعددة الأطراف للأمن العالمي. وإذ عبر عن قرب الكرسي الرسولي الروحي من البلدان التي تعاني من الحروب، شأن أوكرانيا والصومال وأفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن، أكد سيادته أن الأنظمة المرتكزة إلى الأنانيات لم تعد قادرة على الاستمرار.

في خطاب مسهب ألقاه أمام المشاركين في اللقاء لفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن التضامن وحده يمكن أن ينتج عنه سلام دائم، وعبر عن قربه وقرب الكرسي الرسولي من جميع الأشخاص الذين يعانون من الحروب والصراعات المسلحة في مختلف أنحاء العالم، لاسيما في أوكرانيا، وتضمنت كلماته إشارة إلى الصومال وأفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن، وقال إن هذه البلدان الخمسة هي أكثر البلدان معاناة بسبب الأزمات الناتجة عن الصراعات المسلحة والتغيرات المناخية والاضطرابات الاقتصادية. وأكد في هذا السياق أن الأشخاص مترابطين مع بعضهم البعض أينما وُجدوا وهذا المفهوم ضروري جداً من أجل الحفاظ على بقاء السكان والتناغم بين البشر. وشدد على أن ما يصيب جزءاً من هذا العالم يؤثر على باقي الأجزاء.

بعدها توقف الدبلوماسي الفاتيكاني عند التضامن وقال إن التضامن يعني الانتماء فعلاً إلى هذه العائلة البشرية الكبيرة، التي يعتمد رخاءها على رخاء كل فرد من أفرادها، أينما وُجد في العالم. ومن هذا المنطلق لا بد أن يشعر كل واحد منا بداخله بما يشعر به الآخرون وما يختبرونه. كما لا بد أن تتقاسم الجماعة الدولية الالتزامات والمسؤوليات فيما يتعلق بتعزيز الخير العام، وينبغي أن نتعاون مع بعضنا البعض من أجل بلوغ الأهداف السامية التي لا يمكن أن يصلها شخص لوحده، ويجب أن يُعزز أيضا الاحترام المتبادل للاختلافات بين الشعوب، وإدراك احتياجات الآخرين ومساعدتهم. وشدد على ضرورة التصدي للتمييز الذي يرتكز إلى الانتماء الاجتماعي، الديني أو العرقي، لأن جميع الأشخاص سواسية ويتقاسمون الكرامة الإنسانية نفسها.

هذا ثم تحدث الدبلوماسي الفاتيكاني عن المنافسة والرغبة في سيطرة القوي على الضعيف وقال إن الحوار ينعدم غالباً ويقتصر مفهوم ممارسة الحقوق على التسامح وانعدامه ولا يُنظر إلى السلام كحالة من التناغم إنما كغياب الصراع وحسب. واعتبر سيادته أن ثمة حاجة اليوم لعدد كبير من القوانين والأنظمة، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كي ينعم كل فرد ودولة بالحق في تحقيق الذات.

وختم رئيس الأساقفة غالاغر محذراً من الأنظمة التي ترتكز إلى الأنانيات وذكّر بنداء السلام والعدالة الذي أطلقه البابا الراحل يوحنا الثالث والعشرون من خلال رسالته العامة الشهيرة "السلام في الأرض" عام ١٩٦٣، خلال الحرب الباردة، ولفت أيضا إلى أن عبارة "تضامن" ظهرت ستا وعشرين مرة في رسالة البابا فرنسيس العامة "كن مسبحا". هذا التضامن الذي هو فضيلة لا بُد أن تُعزز على جميع الأصعدة من قبل الوالدين والمدرسين والعاملين في حقل التواصل.

31 مايو 2023, 12:45