بحث

رئيس الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية يحدثنا عن التزام الكنيسة في التصدي للعبودية الجديدة رئيس الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية يحدثنا عن التزام الكنيسة في التصدي للعبودية الجديدة  

رئيس الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية يحدثنا عن التزام الكنيسة في التصدي للعبودية الجديدة

يستضيف الفاتيكان يومي الخميس والجمعة مؤتمراً دولياً حول موضوع "الاستعمار والاستعمار الجديد: آفاق للعدالة الاجتماعية والخير العام" بمشاركة خبراء من مختلف أنحاء العالم وقد افتتحت الأعمال بمداخلة لرئيس الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية ستيفانو زامانيي الذي لفت إلى وجود أربعين مليون كائن بشري في العالم يعيشون اليوم أوضاعاً مختلفة من العبودية، داعياً إلى التعامل مع هذه المشاكل من الناحية الثقافية قبل كل شيء آخر.

على هامش الأعمال، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد زامانيي الذي أكد أن العالم يواجه اليوم تحديات جديدة مرتبطة بظاهرة ما يُسمى بالاستعمار الجديد موضحا أن اللقاء المنعقد في الفاتيكان – والذي نُظم بالتعاون مع الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية – يهدف إلى التفكير في كيفية التصدي للأشكال الجديدة للاستعمار التي تولّد المزيد من الظلم.

تطرق المسؤول الفاتيكاني إلى الممارسات الاستعمارية ومن بينها العبودية والاسترقاق لافتا إلى أنها ممارسات محظورة منذ زمن طويل من الناحية القانونية، ومع ذلك يوجد اليوم أربعون مليون شخص العالم يعيشون في أوضاع تشبه العبودية: مثل ضحايا الممارسات الاقتصادية التي يحركها العطش إلى المال وهذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة.

هذا وقال زامانيي إن ظاهرة الاستعمار الجديد ليست مرتبطة اليوم بالرغبة في السلطة كما كان الوضع في الماضي، بل بنمط عمل الأسواق الدولية، خصوصا في زمن التكنولوجيات الحديثة الذي نعيشه اليوم. ولفت في هذا السياق إلى الخوارزميات التي تشغّل الذكاء الاصطناعي ويعمل عليها – لاسيما في الولايات المتحدة – موظفون أفارقة أو فيليبينيون يتقاضون دولارين في الساعة. وأكد أن هذا على سبيل المثال هو شكل من أشكال الاستعمار الجديد، شأنه شأن عمليات الاستحواذ على الأراضي في بعض البلدان لاستغلال مواردها مقابل بدل ضئيل جدا.

لم تخل كلمات رئيس الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية من الحديث عن عمل الشركات المتعددة الجنسيات والتي يبلغ عددها سبعين ألفاً في الأسواق العالمية وقال إنه لا بد أن يُطلب من هذه الشركات أن تأخذ في عين الاعتبار المعايير الاجتماعية وكلفة المعيشة في البلدان التي تنشط فيها. وأضاف أنه لا يسعنا الاستمرار في غض الطرف عن واقع عمل الشركات الغربية في بلدان بعيدة آلاف الكيلومترات لأنها تستفيد من انخفاض كلفة اليد العاملة.

ردا على سؤال حول كيفية العمل اليوم من أجل التصدي لظاهرة الاستعمار الجديد أشار زامانيي إلى أيديولوجية الاستعمار التي ما تزال تسيطر اليوم على الاقتصاد، وأكد أن البابا فرنسيس تنبه لهذا الموضوع، وفي الأول من أيار مايو ٢٠١٩ أطلق المبادرة المعروفة باسم "اقتصاد فرنسيس"، داعياً إلى تنقية المنظومة الاقتصادية من مخلفات الاستعمار انطلاقاً من أسسها الأنتروبولوجية والفلسفية. ولفت إلى أن هذه مسألة من المسائل التي يتباحث فيها المؤتمرون.

في سياق حديثه عن الدور الذي ينبغي أن تلعبه الكنيسة من أجل التصدي للاستعمار الجديد، قال المسؤول الفاتيكاني إنه لا بد من الانطلاق من الصعيد الثقافي، مشيرا إلى أن العدو الأول هو الجهل. كما لا بد من العمل على أرض الواقع موضحا – على سبيل المثال – أن المرسلين، وعندما يصلون إلى أراضي الرسالة، يسعون إلى نشر مبدأ الأخوة الذي يحمل الأشخاص على نبذ كل شكل من أشكال التمييز والتهميش السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وختم رئيس الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية حديثه لموقعنا الإلكتروني مؤكدا أن الكنيسة يمكنها أن توجه رسائل إلى المجالس الأسقفية في البلدان حيث يعيش أشخاص ضحايا الأشكال الجديدة من العبودية كي تشجعهم وتحثهم على مطالبة الحكومات المحلية بالحفاظ على حقوقهم.

31 مارس 2023, 10:22