بحث

الكاردينال غريش يحدثنا عن المسيرة السينودسية الكاردينال غريش يحدثنا عن المسيرة السينودسية  

الكاردينال غريش يحدثنا عن المسيرة السينودسية

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أمين عام السينودس الكاردينال ماريو غريش أكد فيها أن الروح القدس هو محرك حياة الكنيسة ويتعين على الرعاة وشعب الله أن يصغوا إليه ليعرفوا ما هي الخطوات الواجب اتخاذها، ولفت نيافته إلى أن هذا ما يشدد عليه البابا فرنسيس منذ بداية حبريته، لاسيما من خلال المسيرة السينودسية التي شاءها.

لفت نيافته إلى أن الذكرى السنوية العاشرة لاعتلاء البابا فرنسيس السدة البطرسية تتزامن مع المسيرة السينودسية التي تقوم بها الكنيسة الجامعة تحضيراً لجمعيتي الأساقفة في تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣ وتشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٤ بالفاتيكان. وأكد أن السينودسية ليست مسألة حديثة بل هي بُعد يريد الحبر الأعظم أن يضيفه إلى الكنيسة، ويريد أن يشجعها على العودة إلى بداياتها، إلى نمط العيش الذي ميز الجماعات الكنيسة خلال الألفية الأولى من تاريخ الكنيسة.

سُئل الكاردينال غريش عن السنوات العشر الماضية التي شهدت أحداثاً وتغيرات كثيرة، كما أن التحديات ازدادت بالنسبة للكنيسة والعالم في وقت ينظر فيه المؤمنون وغير المؤمنين على حد سواء إلى البابا فرنسيس، ويرون فيه شخصية نافذة على الصعيد الدولي، مع أن نداءاته لا تلقى غالباً آذاناً صاغية. قال نيافته إن ما ترك لديه الأثر الأكبر خلال العقد الفائت هو ما جاء في الرسالة العامة Fratelli Tutti، التي أكد فيها البابا فرنسيس أن لا أحد يخلص لوحده. ولفت نيافته إلى أن هذه المقولة لا تصح للكنيسة فقط، إذ تنطبق على حياتنا اليومية. وقال إنه في عالم مفتت، مطبوع بالصراعات والفردانية، يبحث البابا فرنسيس – مستلهما من الرب يسوع ومن الإنجيل – عن مزيد من الشركة بين الرجال والنساء في زماننا الحاضر. وأوضح غريش أن هذا هو التحدي المطروح اليوم أمامنا، وهو ليس تحدياً سهلاً، وقد التزم البابا من أجله خلال السنوات الماضية. وأكد نيافته أن الحبر الأعظم يدعم الكنيسة خلال مسيرتها، خلال الخطوات الصغيرة التي تقوم بها في هذا الاتجاه، وبهذه الطريقة يساعد الكنيسة والجماعة الدولية على حد سواء على تكاتف الجهود من أجل مواجهة التحديات المطروحة اليوم أمام البشرية برمتها.

بعدها أوضح أمين عام السينودس أن البابا يدعونا اليوم إلى التفكير والتأمل في السينودسية، لافتا إلى أن هذه السينودسية ليست تحدياً بالنسبة للكنيسة وحسب، بل بالنسبة للبشرية كلها. ومن هذا المنطلق – تابع يقول – يدعونا البابا فرنسيس إلى السير معاً، والإصغاء للجميع دون استثناء أي شخص، لاسيما الأشخاص الذين يواجهون الصعوبات. كما أن الحبر الأعظم يسعى لإعطاء صوت للفقراء، ولضحايا الظلم ولمن يشعرون بالتهميش. وتوقف نيافته عند تعاليم البابا بشأن الضواحي، مذكرا بأن التغيرات التي شهدها التاريخ لم تنبع من المركز بل من الضواحي، حيث يمكن النظر إلى الواقع بطريقة موضوعية. وفي هذا السياق يقر الحبر الأعظم بكرامة وقيمة كل كائن بشري، لاسيما شرائح المجتمع الأشد ضعفاً. كما أن البابا يوجه الرسائل إلى أصحاب النفوذ ومن هم في السلطة، المدعوين إلى خدمة الإنسان بواسطة العمل السياسي. لذا ما فتئ فرنسيس يحث قادة الدول على أن يضعوا الأشخاص في المحور كي لا يُنسى أحد، خصوصا الأشخاص المتألمين لأن كل إنسان لديه ما يقدمه من أجل خير العالم.

لم تخل كلمات نيافته من الحديث عن أهمية الارتداد وقال إن البابا فرنسيس يدعونا اليوم للارتداد الروحي والإيكولوجي والرعوي والسينودسي، وهذا الأمر هو ضرورة ملحة لكل مسيحي في المقام الأول، ويذكرنا البابا بأنه علينا أن ندخل في مسيرة الارتداد هذه وإلا لما تمكنا من السير إلى الأمام على طريق دعوتنا للقداسة وهذا الارتداد إلى القداسة يشمل الحياة الكنيسة والبشرية بكل أبعادها.

في سياق حديثه عن المسيرة السينودسية التي شاءها البابا فرنسيس قال الكاردينال غريش إننا نجد أنفسنا اليوم في ختام المرحلة الثانية من هذه المسيرة، ألا وهي اللقاءات القارية. ولفت إلى أنه شارك في أربع جمعيات، ولمس حماسة كبيرة لدى المشاركين، لدى الأساقفة والكهنة والمكرسين والعلمانيين. وقد تحدث شعب الله بشغف عن الرب والإنجيل والكنيسة وعن رجاء الكنيسة في العالم. وأكد نيافته أن هذا الأمر إيجابي جداً على الرغم من الصعوبات والكثير من الشكوك، ولا بد أن ندرك أننا نعيش مسيرة ما تزال في بداياتها. وهذا ما يذكرنا به البابا فرنسيس دوماً قائلا إن السينودس ليس حدثاً بل هو مسيرة، مسيرة ننتظر أن تحقق خلالها نعمة الله العجائب.  

11 مارس 2023, 11:25