بحث

2023.01.02 Cardinale Bertone e Benedetto XVI 05.07.2010

الكاردينال برتوني يتذكر بندكتس السادس عشر الشخص والبابا

توقف الكاردينال تارشيزيو برتوني أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان السابق في تذكره للبابا الفخري عند العلاقة الطويلة بينهما التي تحولت إلى صداقة، كما وأشار إلى ما لمس من صفات شخصية للكاردينال راتزنغر تواصلت في خدمته كعميد لمجمع عقيدة الإيمان ثم كحبر أعظم.

كتب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان السابق الكاردينال تارشيزيو برتوني مقالا توقف فيه عند شخصية البابا الفخري بندكتس السادس عشر. وبدأ حديثه مشيرا إلى أن معرفته ليوزيف راتزنغر تعود إلى زمن المجمع الفاتيكاني الثاني وذلك حين كان راتزنغر اللاهوتي الألماني الشاب أحد أكبر العقول على الصعيد اللاهوتي فيما قبل المجمع، وكان أحد أنشط مستشاري آباء المجمع رغم أنه لم يكن عضوا.

وفي حديثه عن تلك الفترة أشار أمين السر السابق إلى أنه كان يستمع إلى المداخلات خلال المجمع الفاتيكاني الثاني بينما كان يُكمل الدكتوراه، وهكذا التقى يوزيف راتزنغر ولكن لم تكن هناك علاقة قريبة معه، إلا أن لقاءاتهما تزايدت بعد تعيين برتوني مستشارا في مجمع عقيدة الإيمان الذي كان عميده الكاردينال راتزنغر، فنشأ بينهما على الفور تفاهم وتقدير متبادل. تعززت هذه العلاقة وازدادت كثافة بعد تعيين تارشيزيو برتوني أمين سر المجمع سنة ١٩٩٥ خاصة وأنهما كانا يسكنان في المبنى ذاته، فتحولت العلاقة من تقاسم مواضيع العمل إلى عشرة. وتابع الكاردينال برتوني مشيرا إلى تطور العلاقة التي تميزت بالبساطة والألفة إلى صداقة استمرت مع مرور الوقت وخاصة في اللحظات الصعبة.

وفي حديثه عن هذه الصداقة قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان السابق أنها لم تخلُ من الفكاهة أو التعليقات الجريئة، وأراد بالتالي التشديد على أن مَن انطلقوا من أحكام مسبَّقة معتبِرين يوزيف راتزنغر صارما ومتشددا لم يدركوا لطفه في فهم الآخرين وأفكارهم وذلك أيضا خلال اللقاءات التي كانت تتمحور حول قضايا عقائدية هامة. وأضاف الكاردينال برتوني أن الكاردينال راتزنغر كعميد لمجمع عقيدة الإيمان كان حين يلحظ، لدى قراءته الرسائل المتبادلة بين المجمع والأساقفة واللاهوتيين، بعض التعابير التي قد تبدو حادة كان يصححها ويدعو إلى "تلطيف" الكلمات لتفادي إهانة المحاورين واحترام وتكريم مهمتهم وذلك في أمانة لعمل المجمع. وواصل الكاردينال برتوني أن هذه الأمانة قد أدت إلى تلقي يوزيف راتزنغر انتقادات وحتى إهانات من البعض، ولكن أيضا إلى تثمين وتقدير كثيرين حتى من خارج الأوساط الكاثوليكية. وذكر أمين السر السابق أن الكاردينال راتزنغر غالبا ما كان يقول إن واجبه هو حماية إيمان الصغار والبسطاء الذين لا تتوفر لديهم الأدوات الثقافية الملائمة لمواجهة مخاطر عالم أكثر علمنة وابتعادا عن المسيحية.

وتابع الكاردينال برتوني إن هذا الحنان قد ميز علاقات الكاردينال راتزنغر كافة وذلك أيضا بعد انتخابه خليفة للقديس بطرس. ثم توقف أمين السر السابق عند صفات أخرى للبابا الفخري ميزت خدمته سواء كعميد لمجمع عقيدة الإيمان أو كحبر أعظم، فقال إن بندكتس السادس عشر كان دائما يقوم بعمله بإيمان عميق وثقافة واسعة، كما وتميز ببساطة وتواضع حياته، كما كان يدعو كثيرا إلى الفرح والبهجة وهو ما كان يتكرر في عظاته وكلماته التي كان يتحدث فيها عن أشياء يومية بسيطة، مثل جمال الطبيعة او الأحاديث الودودة مع من كان يلتقي من أشخاص على الطريق قبل أن يكون بابا.  

ومن بين ما تحدث عنه الكاردينال برتوني إيقاظ زمن الميلاد لدى البابا الفخري الدهشة الطفولية أمام المذود. أشار أمين السر السابق أيضا إلى ما وصفها بالبساطة الداخلية لبندكتس السادس عشر، كما وتوقف عند ما تركه لنا البابا الفخري من أعمال لاهوتية كمعلم للإيمان المسيحي، من بينها الكتاب الشهير "مدخل إلى الإيمان المسيحي" وصولا إلى الثلاثية حول يسوع الناصري، هذا إلى جانب الرسائل العامة ذات القيمة الكبيرة.

وفي ختام حديثه عن البابا الفخري تذكر الكاردينال تارشيزيو برتوني كيف أطلعه بندكتس السادس عشر في ربيع سنة ٢٠١٢ على قراره التخلي عن الخدمة البطرسية، وقال أمين السر إنه حاول إقناعه بالعدول عن هذا القرار لكن دون جدوى. وذكَّر الكاردينال برتوني بحديث البابا الفخري في صلاة التبشير الملائكي الأخيرة له في ٢٤ شباط فبراير ٢٠١٣ عن أن الله يدعوه إلى الصلاة والتأمل وأن هذا لا يعني التخلي عن الكنيسة، بل هذه الدعوة هي من أجل أن يواصل خدمة الكنيسة بالتفاني والمحبة ذاتهما ولكن بشكل يتلاءم بصورة أكبر مع سنه وقدراته.

03 يناير 2023, 11:36