بحث

كتاب جديد للكاردينال كوماستري بعنوان "أعدّوا المهد: إنه عيد الميلاد" كتاب جديد للكاردينال كوماستري بعنوان "أعدّوا المهد: إنه عيد الميلاد" 

كتاب جديد للكاردينال كوماستري بعنوان "أعدّوا المهد: إنه عيد الميلاد"

"أعدوا المهد: إنه عيد الميلاد" هذا هو عنوان كتاب جديد صدر عن دار النشر San Paolo Edizioni للكاردينال أنجيلو كوماستاري، نائب البابا العام الفخري على دولة حاضرة الفاتيكان، يهدف إلى مساعدة القارئ على الاستعداد روحياً للاحتفال بعيد الميلاد بطريقة أصيلة، وقد شجع فيه نيافته المؤمنين على القيام بأعمال من الرحمة في هذه المناسبة وإفراغ منازلهم من محتوياتها عوضا عن تجميع الهدايا التي لا جدوى منها.

مع اقتراب الاحتفال بعيد الميلاد شاء الكاردينال كوماستري من خلال هذا الكتاب أن يشجع الأشخاص على فتح الأعين، واقتبس من كلمات القديسة تيريزا دي كالكوتا التي أكدت أن كالكوتا هي متواجدة في ديارنا. وشدد نيافته في هذا السياق على ضرورة السعي – خلال عيد الميلاد هذا – إلى القيام بأعمال من المحبة والرحمة ومسح الدموع من على وجوه الأشخاص المتألمين، وبهذه الطريقة يشعر المؤمن بحضور الله، وبهذه الطريقة أيضا يتحول قلبنا إلى مهد، كمهد بيت لحم.

أكد الكاردينال كوماستري أن هذا هو معنى الميلاد الحقيقي، مع أن هذه النظرة تبدو غير واقعية إذا ما نظرنا إلى ما يجري من حولنا. وكتب أن عيد الميلاد هو عيد رائع ومدهش، لكنه يواجه خطر أن يتحول إلى عيد آخر، فارغ من المضمون ويتعارض مع المعنى الحقيقي للميلاد.

لم يُخف نيافته قلقه حيال التعديات التي تتعرض لها العائلة التي هي ركيزة المجتمع والجماعة والمستقبل. وذكّر بأن الرب يسوع، وعندما جاء إلى هذا العالم لم يطلب الغنى ولا الألعاب النارية، بل أراد عائلة مقدسة وحسب. ولفت نيافته إلى أن الرسالة هي في غاية الوضوح: العائلة هي اختراع الله، وليست اختراعنا نحن. ومن يناضل ضد العائلة يناضل ضد الله نفسه، ويولد آلاما يصعب تصورها.

بعدها كتب الكاردينال كوماستري أن الرب يسوع اختار الفقر، ليقول لنا بوضوح إن المعادلة التي تعتبر أن الغنى مرادف للسعادة ليست إلا خدعة، إنها مجرد كذبة. وأكد نيافته أنه لا توجد أي علاقة بين المال والفرح، ولا بد أن نتذكر ذلك على الدوام. ويلفت الكتاب انتباه القارئ إلى الضرورة الملحة للسلام، هذا السلام الذي تحدث عنه الملائكة في بيت لحم، قائلين "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام".

وكتب نيافته أنه على الرغم من هذه الدعوة إلى السلام، يشهد عالمنا اليوم سباقاً على التسلح النووي من قبل جميع دول العالم، وأضاف أن هذا ضرب من الجنون مشيرا إلى أنه في حال تم اللجوء إلى السلاح النووي فلن يبقى لا غالب ولا مغلوب. ويسلط الكتاب الضوء – إزاء هذا السيناريو الجيوسياسي الراهن – على ضرورة السير باتجاه بيت لحم، باتجاه هذه الرسالة المتسمة بالتواضع والواقعية في الآن معا.

ما يتمناه الكاردينال أنجيلو كوماستري هو أن يحمل المجلد الجديد الناس على تغيير نمط العيش، ومن هذا المنطلق يقول إنه ألف هذا الكتاب ليذكّر بالمعنى الحقيقي للميلاد، مشيرا إلى أنه من الأهمية بمكان أن يتتلمذ المؤمنون في مدرسة القديسين ليتعلموا ما هي الأولويات في حياتهم، لافتا بنوع خاص إلى سيرة حياة القديسة الأم تيريزا دي كالكوتا. وذكّر نيافته أيضا بالقديس فرنسيس الأسيزي وبمغارة "غريتشو" التي أنشأها في العام ١٢٢٣، وتصادف العام المقبل الذكرى المئوية الثامنة لإنشائها.

08 ديسمبر 2022, 13:16