بحث

Famiglie-formato-Laudato-Si_jpg.jpg

الكاردينال بارولين: إن لم نعتنِ بجمال الخليقة فسنحرم منه شباب اليوم والغد

ضرورة التعرف على ما يحيط بنا من جمال الخليقة والاعتراف به كعطية، هذا ما شدد عليه الكاردينال بييترو بارولين في رسالة فيديو وجهها إلى لقاء عُقد في مونتيفالكو وأسيزي حول جمال الخليقة. وحذر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان من أن هذا الجمال قد يزول إن لم نعتنِ به.

عُقد في مونتيفالكو وأسيزي في مقاطعة أومبريا الإيطالية يومَي ٢٥ و٢٦ تشرين الثاني نوفمبر اللقاء الثاني حول جمال الخليقة والذي تنظمه مؤسسة Sorella Natura (الأخت الطبيعة). وإلى المشاركين في هذه المبادرة وجه الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان رسالة فيديو شدد فيها على أن كل ما خُلق يجب الاعتراف به والعناية به وحمايته وتثمينه وتنميته. وأضاف أنه فقط من خلال الامتنان على الخليقة يمكننا الشعور بكونها عطية، وفقط من خلال الاعتراف بالعطية التي وُهبنا إياها سنقوم تلقائيا بالعناية بها. وأشار أمين السر في رسالته من جهة أخرى إلى انعقاد هذه الدورة من اللقاء في أومبريا أرض القديس فرنسيس الأسيزي، وقال إن في هذه الأماكن تَعرَّف قديس أسيزي على الجمال وقيمة كل ما يحيط بنا يوميا، الشمس، القمر، النجوم، الهواء، الماء، النار، الأرض وثمارها، وجميع المخلوقات التي تتقاسم هذا البيت.

هذا وسلط الكاردينال بييترو بارولين الضوء على التزام الكرسي الرسولي المتواصل من أجل جعل أفعال هامة ملموسةً، وذلك في إشارة لا فقط إلى الاحترام بل وفي المقام الأول إلى المحبة إزاء الخالق. وأراد التذكير في هذا السياق بانضمام الكرسي الرسولي باسم دولة حاضرة الفاتيكان إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وإلى اتفاق باريس، وأضاف أن هاتين الوثيقتين الدوليتين قد دخلا حيز التطبيق في يوم خاص، ٤ تشرين الأول أكتوبر، اليوم المخصص للقديس فرنسيس. ذكَّر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بعد ذلك بأنه وإلى جانب تطبيق التزامات سابقة فإن مشاركة الكرسي الرسولي في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تشكل حلقة هامة من أجل العناية بالبيت المشترك أيضا على الصعيد متعدد الأطراف، وذلك من أجل تقاسم وتعزيز الالتزام الدولي الساعي إلى مواجهة التغيرات المناخية التي تشكل مشكلة جدية يجب مواجهتها الآن وفي المستقبل. وتحدث هنا عن تحدٍ مركَّب وهو ما أثبتته نتائج قمة Cop27 التي عقدت في شرم الشيخ، تحدٍ يستدعي مشاركة الجميع في العمل في اتجاه واضح يحركه حس العجلة والمسؤولية والتضامن.

وفي حديثه عن الجمال قال الكاردينال بارولين إن الجمال الذي يحيط بنا هو كبير جدا، ويكفي التفكير في الإرث البيئي والتاريخي والثقافي. وشدد بالتالي على ضرورة أن يرافَق الارتداد الفردي بارتداد جماعي، وتوقف عند مسؤوليتنا عن حماية وإنماء بيتنا المشترك وأيضا عند واجب حماية وضمان استمرار خصوبة هذا البيت من أجل الأجيال القادمة. وتابع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان محذرا من أن ما من حولنا من جمال سيزول إن لم نعتنِ به وسنَحرم منه هكذا شبان اليوم والغد الذين لن يتمكنوا أبدا من رؤية هذا الجمال.

وفي ختام رسالة الفيديو التي وجهها إلى المشاركين في الدورة الثانية من اللقاء حول جمال الخليقة، والذي نظمته مؤسسة Sorella Natura (الأخت الطبيعة) يومي ٢٥ و٢٦ تشرين الثاني نوفمبر في مونتيفالكو وأسيزي في مقاطعة أومبريا الإيطالية، أراد الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان توجيه نداء من أجل العمل والتعاون. وأعرب عن رجاء قوي في أن يحفز موضوع هذا اللقاء تأملا حول التعرف على جمال الخليقة الذي يحيط بنا، وأن يقود هذا إلى أفعال ملموسة ومسؤولة من أجل حماية هذا الجمال وتعزيزه.  

هذا وتجدر الإشارة إلى أن نشأة مؤسسة Sorella Natura (الأخت الطبيعة) التي تنظم هذا اللقاء تعود إلى سنة ١٩٩١ حيث وُلدت كجمعية لتتحول سنة ٢٠٠١ إلى مؤسسة مقرها كنيسة القلب الأقدس في بونتي دي غالي في أسيزي. وتعمل المؤسسة على تنمية الثقافة والتربية البيئية انطلاقا من رسالة القديس فرنسيس الأسيزي، وذلك على المستوى الوطني وعلى مستوى المقاطعات هذا إلى جانب العمل على الصعيد الدولي. وتضم المؤسسة شخصيات مرموقة ما بين دينية وثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية وعلمية.  

27 نوفمبر 2022, 11:55