بحث

synod-2024.png

وكيلا الأمانة العامة لسينودس الأساقفة يتحدثان عن قرار البابا فرنسيس عقد دورتين لسينودس الأساقفة حول السينودسية

أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع وكيلَي الأمانة العامة لسينودس الأساقفة، الراهبة ناتالي بيكار والمطران لويس مارين دي سان مارتين، تمحورت حول قرار البابا فرنسيس عقد دورتين لسينودس الأساقفة حول السينودسية. كما تم التطرق إلى نتائج مرحلة التشاورات والإصغاء إلى شعب الله في المسيرة السينودسية.

أعلن قداسة البابا فرنسيس في كلمته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي الأحد ١٦ تشرين الأول أكتوبر قرار عقد دورتين لسينودس الأساقفة حول السينودسية، وذلك في تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣ وفي تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٤، وذلك لأن ثمار المسيرة السينودسية هي كثيرة، ولكنها في حاجة لأن تنضج حسب ما ذكر قداسته. وحول هذا القرار تحدث وكيلا الأمانة العامة لسينودس الأساقفة الراهبة ناتالي بيكار والمطران لويس مارين دي سان مارتين وذلك في مقابلة أجراها معهما موقع فاتيكان نيوز. وفي إجابتهما على السؤال الأول حول ما يعنيه اختيار الأب الأقدس هذا وما هي ثماره المرجوة ذكَّرت الأخت بيكار بحديث البابا فرنسيس عن حاجة السينودسية إلى وقت، وسيساعد بالتالي عقد دورتين مسيرة النضج التي أشار إليها قداسته. وتابعت أن هدف هذا السينودس هو الارتداد السينودسي للكنيسة، ولا تكفي لهذا سنة واحدة أو سنتان بل سيكون الوقت الطويل مفيدا للقيام بهذه المسيرة، فهذا السينودس هو مسيرة لا مجرد حدث منفرد.

وعلى السؤال ذاته أجاب المطران دي مارتين قائلا إن البابا قد أطال مدة الجمعية العامة للأساقفة لا السينودس، لأن السينودس قد بدأ بالفعل ونحن نشارك فيه الآن. وتابع مشيرا إلى أننا لا نتحدث هنا، ومثلما حدث مع سينودس الأساقفة حول العائلة، عن سينودسين، بل عن سينودس واحد مقسم إلى دورتين. وأضاف وكيل الأمانة العامة لسينودس الأساقفة أن الهدف هو في المقام الأول التعمق في الواقع السينودسي للكنيسة ثم تطوير أكبر للتمييز الذي يأتي عبر الإصغاء إلى الروح القدس، وتحدث بالتالي عن مسيرة لا تستدعي التعجل، مسيرة يتحدث خلالها الروح القدس إلى شعب الله.

وواصلت المقابلة متوقفة عند تأكيد الأمانة العامة للمشاركة الكبيرة في هذه المسيرة من قِبل المؤمنين والأبرشيات. وقالت الأخت بيكار في هذا السياق إن هذا هو أول سينودس للجميع في تاريخ الكنيسة، وأضافت أن مجالس الأساقفة كافة تقريبا قد أجرت التشاورات، وهكذا فقد تم القيام بخطوة كبيرة إلى الأمام، وشددت على ضرورة مواصلة الإصغاء إلى شعب الله بما فيه من تنوع، وتطوير السير معا. لا تزال الكنيسة تتعلم السينودسية، قالت الراهبة، لا زلنا في البداية.  

تحدث من جانبه المطران دي مارتين عن وصول نتائج التشاورات من ١١٢ من مجالس الأساقفة من بين ١١٤، وصلت في المقابل نتائج مسيرات الكنائس الشرقية كافة ونتائج ١٧ من بين ٢٣ من الدوائر الفاتيكانية، هذا إلى جانب ما أرسلت جمعيات الحياة المكرسة والحركات العلمانية وغيرها. وتحدث من جهة أخرى عما وصفه بالسينودس الرقمي في مبادرة رائعة لدائرة الاتصالات الفاتيكانية. إلا أن هناك فراغا، حسب ما واصل وكيل الأمانة العامة، فيما يتعلق بالرعايا حيث لم يُجب الجميع، وأضاف أن هناك بعض الرعاة الذين يخشون بعض الشيء ولا يعلمون ماذا عليهم ان يفعلوا. ولكننا نتحدث عن مسيرة، وانا راضٍ عن هذه الإجابة ولم أكن أتخيل شيئا كهذا في موضوع جديد بهذا الشكل ربما هو صعب في البداية، قال المطران دي مارتين.

هذا وتطرقت المقابلة إلى ما يصل من مطالب خلال هذه المسيرة التي بدأت من الأسفل. وتحدثت الأخت بيكار هنا عن إعراب الأشخاص في الملخصات التي تلقتها الأمانة العانة عن خبرة فرح، خبرة تُحفز على مواصلة أسلوب الإصغاء والحوار هذا والذي جعل كثيرين يشعرون بكونهم جزءً من الكنيسة. وتابعت معربة عن تأثرها بمشاركة بعض البلدان في مسيرة التشاور هذه، وذلك رغم المصاعب مثل الأوضاع السياسية المعقدة والعنف والنزاعات. وأضافت أنه قد وصل إلى الأمانة العامة لسينودس الأساقفة ما يشهد على إجراء هذه التشاورات في مناطق منعزلة ومن خلال لغات محلية، وتابعت مبدية إعجابا كبيرا بهذا الإبداع.  

أما المطران دي مارتين فقال حول هذا الموضوع إن الملخصات التي تلقتها الأمانة العامة تكشف كنيسة حية في المقام الأول وأيضا موحَّدة، وتحدث عن وحدة متعددة الأشكال. أشاد أيضا بما وصفها بكنيسة مبدعة أمام عدد من التحديات التي يجب مواجهتها وحلها، وأشار على سبيل المثال إلى تحديد حس الجماعة وبالتالي تقوية هذا الحس، وأيضا إلى تحدي المسؤولية المشتركة الذي يعني مشاركة جميع المعمَّدين. وواصل متحدثا عن جمال مشاركة شعب الله، وإن كان لم يشارك الجميع ربما بشكل فعال، إلا أن هناك ما يتحرك، ويلمس الجميع الرغبة في أن يشعروا بأنفسهم مشاركين في حياة الكنيسة. وأراد المطران دي مارتين الذكير هنا بأن المشاركة لا تعني التجانس، وتحدث عن المواهب العديدة والمتنوعة بدءً من العلمانيين الذين لديهم دعوة خاصة تأتي من المعمودية. توقف في حديثه أيضا عند أهمية تحدي الكرازة وشدد على ضرورة أن نحمل نور الإيمان ونقود إلى اللقاء مع المسيح من أجل إنارة مناطق الظل في العالم، ويجب القيام بهذا بأسلوب مناسب كي يصل الإنجيل إلى أركان الأرض كافة.

وفي الإجابة على سؤال حول انتظار المؤمنين من المسيرة السينودسية مشاركة أكبر للنساء والعلمانيين وأن تكون الكنيسة في حوار مع العالم، قالت الأخت ناتالي بيكار إن السينودسية هي دعوة إلى كنيسة اليوم كي تكون شاملة للجميع وأن توفر فسحة للجميع. وتابعت أن المرحلة الاستشارية قد قدمت صورة لحياة الجماعات بما فيها من نور وظلال، وأضافت أن مشاركة النساء كانت موضوعا هاما في جميع أنحاء العالم، ما ينطبق أيضا على العلمانيين والتنوع والأقليات والفئات التي تشعر بنفسها مهمشة بشكل أكبر والأشخاص ذوي الإعاقات عل سبيل المثال. وتحدثت وكيلة الأمانة العامة بالتالي عن صرخة يطلقها الأشخاص، الفقراء والصغار، وتابعت مشيرة إلى إدراك ضرورة أن نميز معا كيف يمكن أن نكون كنيسة أكثر انفتاحا.

أشار من جانبه المطران لويس مارين دي مارتين إلى أن المسيرة السينودسية تساعد على عيش واقع الإيمان والذي لا يمكن أن يكون منعزلا عن العالم. وأضاف أننا جميعا في مسيرة ديناميكية تسعى إلى تقديم رد على مشاكل العالم، والجواب هو دائما المسيح، ولكن هناك طرق متعددة لقول هذا. وأشار في هذا السياق إلى ضرورة الاهتمام بالشباب والتوجه إليهم لا انتظارهم. وختم متحدثا عما وصفها بمشكلة ألا وهي العقلية الغربية، بينما على الكنيسة أن تكون أكثر اتساعا، ويكفي التفكير هنا في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.            

22 أكتوبر 2022, 12:31