بحث

Schermata-2022-10-16-alle-15.26.00.png

عظة الكاردينال سيميرارو في قداس تطويب الكاهنين الإيطاليين جوزيبي برناردي وماريو غيباودو

الصلاة والشفاعة من أجل الجميع كواجب على الكهنة والمسيحيين جميعا والكنيسة بكاملها. كان هذا محور عظة الكاردينال مارشيلو سيميرارو عميد دائرة دعاوى القديسين خلال ترؤسه قداسا إلهيا لمناسبة تطويب الكاهنين جوزيبي برناردي وماريو غيباودو اللذين قتلتهما النازية الفاشية سنة ١٩٤٣.

ترأس الكاردينال مارشيلو سيميرارو عميد دائرة دعاوى القديسين بعد ظهر الأحد ١٦ تشرين الأول أكتوبر في بوفيس في منطقة كونيو بشمال إيطاليا قداسا إلهيا لمناسبة تطويب الكاهنين جوزيبي برناردي وماريو غيباودو اللذين قُتلا في هذه المنطقة على يد النازية الفاشية في أيلول سبتمبر ١٩٤٣. وفي بداية عظته ذكَّر بحديث البابا فرنسيس عن كون الكنيسة اليوم كنيسة شهداء، وتابع عميد الدائرة أنه إلى شهداء الكنيسة ينضم هاذان الكاهنان اللذان يُحتفل اليوم بتطويبهما. وأراد التحدث عنهما وعن استشهادهما انطلاقا من قراءة اليوم حيث تتمحور القراءة الأولى حول موسى والذي يتحدث التعليم المسيحي عن شفاعته من أجل شعب إسرائيل باعتبارها نبوة لشفاعة يسوع على الصليب.

وواصل الكاردينال سيميرارو مشبها الكاهنين جوزيبي برناردي وماريو غيباودو بذراعَي موسى المرفوعتين نحو السماء للشفاعة من أجل الكنيسة في منطقة كونيو. وأضاف أن هذا هو واجب كل كاهن حسب ما ذكر القديس بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين، كما أن من بين الأسئلة التي يوجهها الأسقف خلال السيامة الكهنوتية إن كان المرشَّح للكهنوت يريد التضرع إلى الرحمة الإلهية من أجل الشعب الموكل إليه والصلاة بمثابرة. وذكَّر عميد الدائرة بأن هذا السؤال لم يكن موجودا في فترة سيامة الكاهنين الشهيدين إلا أنهما، وحسب ما تابع، قد أجابا "نعم" بحياتهما واستشهادهما.

وفي حديثه عن الأب جوزيبي برناردي ذكر الكاردينال سيميرارو أن أحد الشهود قد قال إنه لم يهرب وذلك انطلاقا من حبه لقطيعه، وذلك كي يحمي السكان، لقد كان الراعي الذي وهب حياته من أجل الخراف. وعن الأب ماريو غيباودو قال عميد الدائرة إنه قد قُتل بينما كان يقوم بمنح مسحة المرضى، وقال أحد الشهود إنه كان كاهنا يقوم بخدمته مساعدا الأشخاص على أن ينقذوا أنفسهم مباركا إياهم في الوقت عينيه. وهكذا فإن الكاهنين، الطوباويين، قال الكاردينال، كانا يرفعان الأذرع إلى السماء مثل موسى للشفاعة لدى الله.

تحدث عميد دائرة دعاوى القديسين من جهة أخرى عن تشابه الكاهنين مع المسيح المصلوب، تشابه يشكل حافزا للكهنة حيث تُعتبر الخدمة الكهنوتية في المرتبة الأولى شفاعة. وأراد الكاردينال سيميرارو التذكير في هذا السياق بأن التشفع هو واجب على كل مسيحي، وذكَّر في هذا السياق بكلمات بولس الرسول في رسالته الأولى إلى طيموتاوس حين كتب: "فأَسأَلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ أَن يُقامَ الدُّعاءُ والصَّلاةُ والاِبتِهالُ والشُّكرُ مِن أَجْلِ جَميعِ النَّاس". وشدد الكاردينال سيميرارو على أن الصلاة المسيحية هي دائما وفي المقام الأول شفاعة من أجل جميع البشر، وأراد هنا التذكير بما قال قداسة البابا فرنسيس خلال تعليمه الأسبوعي في ١٦ كانون الثاني ديسمبر ٢٠٢٠ حين شدد على أن المُصلي "يصلّي من أجل الجميع ومن أجل كلّ واحد: وكأنّه "هوائيّة" لله في هذا العالم".

وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي بعد ظهر الأحد ١٦ تشرين الأول أكتوبر في بوفيس في شمال إيطاليا لمناسبة تطويب الكاهنين جوزيبي برناردي وماريو غيباودو اللذين قُتلا في هذه المنطقة على يد النازية الفاشية سنة ١٩٤٣ شدد عميد الدائرة الفاتيكانية لدعاوى القديسين الكاردينال مارشيلو سيميرارو على أن الشفاعة هي المسؤولية المسيحية إزاء العالم، فحين لا يكون لدينا ما يمكن عمله لمساعدة القريب تبقى لدينا دائما إمكانية أن نرفع أذرعنا نحو السماء لنتشفع. وذكَّر عميد الدائرة هنا بقراءة اليوم من الإنجيل حسب القديس لوقا: "أَفما يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونه نهاراً ولَيلاً وهو يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟ أَقولُ لَكم: إِنَّه يُسرِعُ إِلى إِنصافِهم". وأضاف الكاردينال مارشيلو سيميرارو مشيرا إلى أنه لا فقط كل مسيحي بل أن الكنيسة بكاملها لديها رسالة ممارسة الصلاة والتشفع. وذكَّر هنا مجددا بكلمات البابا فرنسيس حين قال في القمابلة العامة المذكورة إن "كلّ من كان في موقع المسؤولية: الوالدون والمعلمون والخدام المرسومون ورؤساء الجماعات، مثل إبراهيم وموسى، عليهم أحيانًا واجب "الدفاع" أمام الله عن الناس الموكولين إليهم. في الواقع، يجب عليهم أن ينظروا دائمًا بعين الله وبقلبه، وبحنانه ورأفته التي لا تقهر. أن يصلّوا بحنان من أجل الآخرين".   

17 أكتوبر 2022, 14:11