بحث

cambiamenti-climatici.jpg

انضمام الفاتيكان إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس للمناخ

تم الإعلان خلال لقاء عُقد في الفاتيكان الثلاثاء ٤ تشرين الأول أكتوبر، عيد القديس فرنسيس، عن انضمام دولة حاضرة الفاتيكان إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وإلى اتفاق باريس للمناخ. وتم التشديد خلال اللقاء على أهمية الارتداد الإيكولوجي.

أعلن الكرسي الرسولي الثلاثاء ٤ تشرين الأول أكتوبر انضمامه إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ من سنة ١٩٩٢ وإلى اتفاق باريس للمناخ الموقَّع سنة ٢٠١٥. وقد جاء الإعلان عن هذه الخطوة خلال لقاء في الفاتيكان بعنوان Care for our Common home (العناية ببيتنا المشترك) نظمته أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان يالتعاون مع أكاديميتَي العلوم والعلوم الاجتماعية، وشارك فيه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين الذي شدد على أنه من الضروري في هذه اللحظة الخاصة من تاريخنا، التي تطبعها نزاعات مثيرة للقلق بشكل متزايد وتهدد تعددية الأطراف، تعزيز جهودنا لصالح الإيكولوجيا المتكاملة، وهو موضوع يهدده وكما يهدد قضية التغيرات المناخية خطر البقاء في الظل. وتابع الكاردينال بارولين معلنا أن الكرسي الرسولي وباسم دولة حاضرة الفاتيكان قد انضم في يوم الاحتفال بعيد القديس فرنسيس ٤ تشرين الأول أكتوبر إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ من سنة ١٩٩٢ وإلى اتفاق باريس للمناخ الموقَّع سنة ٢٠١٥.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء الذي عُقد أمس يأتي تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى للقاء "الإيمان والعلم: نحو COP26" الذي عُقد في ٤ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢١ والذي شهد توقيع عدد كبير من القادة الدينيين والعلماء من تقاليد دينية وتخصصات علمية مختلفة، مع البابا فرنسيس، نداءً من أجل الانتقال بعزم وقناعة من ثقافة استخدام الأشياء والإلقاء بها إلى ثقافة العناية بكوكب الأرض. هذا وقد تمت الإشارة مرات كثيرة في لقاء أمس إلى الرسالة العامة "كن مسبَّحاً"، فقد ذكَّر الكاردينال بييترو بارولين يأن هذه الوثيقة الهامة للبابا فرنسيس توجه نداءً من أجل التعاون على مستويات عدة بين مكونات الجماعة الدولية من دول ومنظمات، سلطات محلية وقطاع خاص، علماء والمجتمع المدني وفي المقام الأول من أجل التعاون بين الأجيال، وذلك لأننا حين نتحدث عن العناية بالبيت المشترك علينا القلق حول مَن سيسكن العالم حسب ما تابع أمين السر. ثم أكد الكاردينال بييترو بارولين التزام دولة حاضرة الفاتيكان بتقليص الانبعاثات إلى الصفر قبل عام ٢٠٥٠ هذا إلى جانب تعزيز تربية على الإيكولوجيا المتكاملة يمكنها أن تحفز على أساليب حياة جديدة تقوم على التنمية المستدامة والأخوّة والتعاون بين الكائن البشري والبيئة. كما وأشار إلى أن ما تُعرف بالأزمة الاجتماعية الإيكولوجية تشكل لحظة مناسبة لارتدادنا ولاتخاذ قرارات غير قابلة للتأجيل. وذكَّر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في هذا السياق بتأكيد العلم على أن الوقت يتضاءل بشكل مستمر أمام تقليص تبعات التغير المناخي والتكيف معها، وشدد على أن تأثير هذا التغير هو عميق ولا يقتصر على الطبيعة بل ويشمل أيضا الاقتصاد والمجتمع.

ومن بين المشاركين في اللقاء عميد الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل تشيرني والذي دق ناقوس خطر مشيرا إلى أن الوضع على الصعيد العالمي قد أصبح أكثر خطورة مقارنة بسبع سنوات مضت، وتابع أنه وبرغم اتفاق باريس فإن تقليص ارتفاع درجة الحرارة إلى درجة مائوية ونصف يظل هدفا لا يمكن بلوغه، خاصة مع استمرار إطلاق مشاريع كثيرة للمحروقات الأحفورية بشكل غير مبالٍ وفي تناقض مع نداء الوكالة الدولية للطاقة. ذكَّر بدوره بالرسالة العامة "كن مسبَّحاً" وبمواصلتها إلهام وقيادة الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة نحو مقاربة إيكولوجية أكثر تكاملا. تحدث الكاردينال تشيرني أيضا عن دعم الدائرة التي يرأسها لكل الجهود الساعية إلى جمع وتقاسم أصوات المجتمع المدني، وذكَّر في هذا السياق بمنصة "كن مسبَّحاً" التي يبلغ عدد المشاركين فيها أكثر من ٦ آلاف ما بين مدارس وعائلات وجماعات دينية وذلك في أمريكا وأوروبا وآسيا وأفريقيا.  

هذا وتجدر الإشارة إلى مشاركة رئيس حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال فرناندو فيرخيس ألزاغا في اللقاء المذكور حيث عرَّف بالمشاريع والبرامج البيئية العديدة الساعية إلى تحقيق أهداف الرسالة العامة "كن مسبَّحاً".   

05 أكتوبر 2022, 14:06