بحث

2022.07.22-INTERVISTA-PAROLIN-VIAGGIO-CANADA.00_00_14_10.Immagine002.jpg

الكاردينال بارولين يتحدث عن تجديد الاتفاق المؤقت مع الصين حول تعيين الأساقفة لعامين آخرَين

المسيرة التي قادت إلى الاتفاق المؤقت مع الصين حول تعيين الأساقفة وثمار هذا الاتفاق حتى الآن. كان هذا محور مقابلة أجراها مدير تحرير الدائرة الفاتيكانية للاتصالات مع الكاردينال بييترو بارولين عقب الإعلان عن تمديد الاتفاق المذكور لعامين جديدين.

بعد تشاورات وتقييم ملائم اتفق الكرسي الرسولي وجمهورية الصين الشعبية على تمديد الاتفاق المؤقت الخاص بتعيين الأساقفة في الصين، وذلك لمدة عامين، وكان الاتفاق المذكور قد تم توقيعه في ٢٢ أيلول سبتمبر ٢٠١٨ ثم جُدد لعامين آخرين سنة ٢٠٢٠. هذا ما جاء في بيان لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي السبت ٢٢ تشرين الأول أكتوبر أكد عزم الكرسي الرسولي على مواصلة الحوار البنّاء والقائم على الاحترام مع الجانب الصيني، وذلك من أجل تطبيق مثمر للاتفاق المذكور وتطوير إضافي للعلاقات الثنائية بهدف مساعدة رسالة الكنيسة الكاثوليكية في الصين ولخير الشعب الصيني.

وحول هذا الاتفاق وتجديده أجرى مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات أندريا تورنييلي مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين والذي أجاب في البداية على سؤال حول المسيرة التي قادت إلى تجديد الاتفاق. وقال أمين السر إن من الضروري في البداية التذكير بهذا الحدث، حيث وقَّع الكرسي الرسولي في ٢٢ أيلول سبتمبر ٢٠١٨ اتفاقا مؤقتا حول تعيين الأساقفة، وهذا الاتفاق هو مؤقت لأننا لا نزال نعيش فترة تجريب، قال الكاردينال بارولين مشيرا إلى أن قضايا بمثل هذه الصعوبة والحساسية تتطلب وقتا مناسبا من التطبيق للتمكن من تقييم فعالية النتيجة وتحديد تحسينات محتملة. وواصل أن جائحة كوفيد ١٩ قد خلقت عوائق مفهومة أمام لقاء الوفود التي تتابع وتقيِّم باهتمام تطبيق الاتفاق. ولهذا قد تمديد الاتفاق مرة أولى سنة ٢٠٢٠ واليوم يجدَّد لعامين آخرين. وواصل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن البابا فرنسيس بعزم وببعد نظر صبور قد قرر مواصلة هذه المسيرة، لا على أساس وهم بالعثور على الكمال في القواعد البشرية، بل من الرجاء الملموس في التمكن من توفير للجماعة الكاثوليكية الصينية قيادة من رعاة جديرين بالواجب الموكل إليهم ومناسبين له.

وفي إجابته على سؤال حول الإجراءات المتفق عليها مع حكومة بكين لتعيين الأساقفة قال الكاردينال بارولين إن التاريخ يعلِّمنا أن الكرسي الرسولي، وفيما يتعلق بموضوع تعيين الأساقفة الهام والحساس، غالبا ما اتفق على إجراءات تأخذ بعين الاعتبار الظروف الخاصة لبلد ما ولكن بدون التنازل أبدا عما هو جوهري وأساسي بالنسبة للكنيسة، أي تعيين أساقفة جيدين وجديرين. وعن الإجراء الذي ينص عليه الاتفاق مع الصين قال إنه قد تمت دراسته بانتباه مع أخذ بعين الاعتبار الصفات الخاصة للتاريخ والمجتمع الصينيَّين، وأيضا تطورات الكنيسة الناتجة عن هذا. وأضاف أنه لا يمكنه في هذا السياق عدم التذكير بالكثير من الأوضاع الصعبة والأليمة في بعض الأحيان التي وجدت نفسها فيها الجماعات المسيحية خلال العقود الأخيرة، ولهذا فقد بدا لنا من الحيطة والحكمة أخذ بعين الاعتبار كلٍّ من الاحتياجات التي أعربت عنها السلطات واحتياجات الجماعات الكاثوليكية.

هذا وتطرقت المقابلة التي أجراها مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات أندريا تورنييلي مع الكاردينال بييترو بارولين إلى ثمار السنوات الأربع لتطبيق الاتفاق بين الكرسي الرسولي وجمهورية الصين الشعبية حول تعيين الأساقفة. وقال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إن هناك برأيه ثلاث ثمار أساسية، وأعرب عن الرجاء في أن تكون هناك ثمار أخرى. وتابع أن الثمرة الأولى المرتبطة بالاتفاق هي أن جميع أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في الصين هم في شركة كاملة مع خليفة القديس بطرس، ولم تعد هناك تعيينات غير شرعية. وأضاف الكاردينال بارولين أن هذا بالنسبة للمؤمنين يُلمس بشكل يومي في أي قداس يترأسه أي كاهن صيني حيث يُذكر البابا بشكل صريح خلال الصلاة الإفخارستية، وكان هذا شيئا لا يمكن التفكير فيه قبل سنوات. الثمرة الثانية، حسب ما تابع أمين السر، تتمثل في أول ٦ سيامات أسقفية انطلاقا من روح الاتفاق وفي تماشٍ مع الإجراء الذي يجعل الكلمة النهائية والحاسمة للبابا. أما الثمرة الثالثة فهي أن أول ٦ أساقفة "غير رسميين" حسب ما كان يُعتبر قبل الاتفاق قد تم تسجيلهم أي أن أوضاعهم قد أصبحت رسمية وتم الاعتراف بهم كأساقفة من قِبل السلطات العامة. وواصل الكاردينال بارولين قائلا إن هذه قد تبدو نتائج صغيرة، ولكنها لمن ينظر إلى التاريخ بأعين الإيمان خطوات هامة نحو مداواة تدريجية للجراح التي أصابت الجماعة الكنسية جراء أحداث الماضي. هذا وأراد أمين السر التشديد مجددا على أن جوهر الاتفاق يرتبط أيضا بتقوية حوار مؤسساتي وثقافي جيد يتطلع في المقام الأول إلى الخيور الأساسية بالنسبة للحياة اليومية للكنيسة في الصين. وأعطى هنا مثلا صلاحية الأسرار ويقين ملايين المؤمنين الصينيين بإمكانية عيش إيمانهم في شركة كاملة كاثوليكية بدون تعرضهم بسبب ذلك إلى التشكيك في ولائهم كمواطنين لبلدهم.

وفي ختام المقابلة أشار مدير تحرير الدائرة الفاتيكانية للاتصالات إلى أنه قد يبدو قليلا سيامة ٦ أساقفة فقط خلال ٤ سنوات من سريان الاتفاق مع الصين. وقال الكاردينال بييترو بارولين مجيبا على هذا التساؤل إن هذه هي التعيينات الأولى بينما هناك إجراءات حالية. وتابع معربا عن الوعي من جهة أخرى بأن هناك الكثير من الأبرشيات الشاغرة ومن أبرشيات أساقفتها متقدمون في السن بشكل كبير، كما وتحدث عن أبرشيات تتوقف فيها مسيرة المصالحة التي يرجوها بقوة البابا فرنسيس، وأيضا عن أبرشيات لا يتم التمكن فيها، ورغم الجهود والإرادة الطيبة، من إقامة حوار مثمر مع السلطات المحلية. وواصل أمين السر معربا عن الرجاء أن يستمر خلال العامين القادمين تحديد مرشحين جيدين ليكونوا أساقفة الكنيسة في الصين. وشدد على أنه لا يمكن إخفاء المصاعب غير القليلة التي تواجه الحياة الملموسة للجماعات الكاثوليكية، وهو ما يهتم به الكرسي الرسولي، وأضاف ان الحل يتطلب خطوات إلى الأمام في علاقة تعاون تجمع أطرافا عديدة. وختم الكاردينال بييترو بارولين مذكرا باختيار بابوات زمننا، يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر والبابا فرنسيس، طريق الحوار البنّاء مع الصين والذي يشكل فيه الاتفاق المؤقت جزءً بسيطا لكنه هام. وأضاف أن الهدف هو أن يتمكن القطيع الصغير من الكاثوليك الصينيين من أن يعيش بسكينة وحرية حياة مسيحية مكونة من إعلان الإنجيل والتنشئة الجيدة، الاحتفال بالإفخارستيا بفرح والشهادة من خلال أعمال محبة، والقرب ممن يواجهون الحياة بمشقة، مثلما حدث خلال زمن الجائحة الصعب.        

23 أكتوبر 2022, 11:35