سينودس الأساقفة ٢٠٢١- ٢٠٢٣ - أسئلة يتكرر طرحها بخصوص المرحلة القاريّة
ما هي المرحلة القاريّة؟
تتضمن المرحلة القاريّة وقت الإصغاء والتمييز لشعب الله بأكمله ولجميع الكنائس المحلية على أساس قاريّ، وستنتهي بعقد عدة اجتماعات قاريّة.
هذا لا يعني إعادة المشاورة والإصغاء والتمييز الذي تم بالفعل، وكان دعوة إلى شعب الله بأكمله. بل إنه تعميق لمسيرة التمييز هذه من جانب الأشخاص المُحددون لتمثيل الكنائس المحليّة في مسيرة تسبق انعقاد المجلس القاري. ومن الواضح أنه ستكون هناك اختلافات في النهج، ستسلط الضوء على الممارسات المُعتمدة، والعناصر الثقافية واللغوية والجغرافيا واللوجستية لكل قارة.
تشهد هذه المرحلة القارية إعلان وثيقة المرحلة القارية (DTC)، التي ستُصاغ بعد التفكير المُتأني في ملخصات جميع المجالس الأسقفية، وكذلك الكنائس الشرقية، والوقائع مثل المؤسسات الدينية والحركات العلمانية وغيرها. ستنشر هذه الوثيقة في نهاية شهر أكتوبر.
لماذا أُضيفت هذه المرحلة؟
أُضيفت المرحلة القاريّة ضمن هذه المسيرة السينودسيّة للتأكيد على مسار الحوار بين الكنيسة الجامعة والكنائس الخاصة (CIC 328; Communionis Notio n.7). تتضمن هذه العملية تمييزا حول موضوع السينودس الرئيسي "كيف نسير معا اليوم" وأولوياته بطريقة شاملة قدر الإمكان. إننا علي يقين بأن الكنيسة السينودسيّة هي كنيسة من الكنائس المحليّة ذات رؤية حوار واتصال متبادلين بين الكنيسة الجامعة والكنيسة الخاصة.
وأيضا، نهدف في هذه المرحلة إلى تشجيع خلق أو تقوية الروابط بين الكنائس المجاورة (راجع Fratelli tutti، ١٥١)، رغم حقيقة أن العلاقة بين الكنيسة الجامعة والكنيسة الخاصة أساسية، فقد أصبح من الواضح بمرور الوقت أن هناك ديناميات ونزاعات وتحديات وسمات تاريخية ثقافية خاصة يمكن تعقبها على مستوى كل قارة ومنطقة.
ولفهم خصائص هذه المرحلة القارية بشكل أفضل، ينبغي الابتعاد عن رؤية زمنيّة ومكانيّة مجردة (أولا المرحلة المحلية، ثم المرحلة القارية، والمرحلة العالمية، وأخيرا المرحلة التنفيذيّة المحلية)، لاعتماد طريقة للحوار الحاليّ بين الكنيسة الجامعة والكنيسة الخاصة (كل الجماعات المسيحية الموجودة في إقليم مُحدد، بقيادة أسقف، تعيش فيها ومن خلالها كنيسة كاثوليكيّة واحدة وفريدة (CIC 328; Communionis Notio n.7) تشمل دائما شعب الله بأكمله، ولكن بطريقة مختلفة.
متى تبدأ المرحلة القارية؟
بالمعنى العام والوظيفي جدا، تبدأ المرحلة القارية بعد المرحلة الوطنية المحلية، التي بدأت بشكل رئيسي في ١٧ أكتوبر ٢٠٢١ حتى ١٥ أغسطس ٢٠٢٢. ومع ذلك، نأمل أن تتسم المسيرة السينودسية العالمية، التي افتتحها البابا فرنسيس في ٩-١٠ أكتوبر ٢٠٢١، بالاستمراريّة بين المراحل وسلاسة التنقل من مرحلة إلى أخرى. لا يوجد تاريخ محدد للبدء، لأن بعض المناطق خطّطت بالفعل أنشطة تتوافق مع المرحلة القارية.
بالإضافة إلى ذلك، اهتمت بعض الإيبارشيات والمجالس الأسقفيّة برأي الأمانة العامة للسينودس فيما يتعلق بالابقاء على الأشخاص والأساسيات المستخدمة للإصغاء والتمييز في الإيبارشيات، وتنفذ بعض ثمار مسيرة الاصغاء هذه، على سبيل المثال، زيادة مشاركة العلمانيين في الإيبارشيات. الآن، هذه هي طريقة تعايش الكنيسة السينودسيّة.
نحث جميع القارات على التأكد من وجود أشخاص وطرق لتخطيط خطوات الدرب نحو مجلسها الكنسيّ الإقليميّ الذي سينعقد قبل ٣١ مارس ٢٠٢٣.
أسيكون هناك خمسة اجتماعات قارية؟
لا. حتى إذا تحدثنا عن "المرحلة القارية"، فإن التقسيم المقترح لا يتفق بالضبط مع القارات الخمس. في الواقع، من الأفضل التحدث عن المناطق الجغرافيّة، عموما، وفقا للاجتماعات الدولية للمجالس الأسقفيّة (المُسماه بأسماء مختلفة: مجلس، اتحاد، ندوة ...)، وهي الهيئات الكنسية التي تجمع المجالس الأسقفيّة الوطنيّة (بشكل عام) لمنطقة جغرافيّة محددة.
بالنسبة لهذا السينودس، فإن التقسيم المُقرر هو:
-التقسيم المعرب عنه من خلال الاجتماعات الدولية الخمسة للمجالس الأسقفيّة (المشار إليها بين قوسين)، وفقا للقارات الخمس تقريبا: أوروبا (CCEE) وأمريكا اللاتينيّة والكاريبي (CELAM) وأفريقيا ومدغشقر (SECAM) وآسيا (FABC) وأوقيانوسيا (FCBCO).
-أمريكا الشماليّة (الولايات المتحدة الأمريكيّة + كندا) والشرق الأوسط (الذي سيشهد بالتحديد مشاركة الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة).
ما هو الهدف من هذه المرحلة القاريّة؟
الهدف من هذه المرحلة هو تعميق التمييز حول ما ظهر في المرحلة السابقة من الإصغاء المحلي والوطني، بهدف صياغة الأسئلة المفتوحة بدقة أكبر، وتفصيل وتعميق الرؤى القادمة من الكنائس المحلية بشكل دقيق، الآن من منظور قاريّ. ستساعد وثيقة المرحلة القاريّة على التفكير حول ما ظهر خلال مشاورة شعب الله في الكنائس المحلية في جميع أنحاء العالم. هذه المرحلة تتطلب أيضا أن تكون فرصة للاصغاء إلى تلك الوقائع الموجودة على هامش الكنيسة غير المتحدة في المرحلة السابقة. هذه المرحلة ليست بعد الوقت المناسب لاقتراح إجابات، أو لاتخاذ قرار يتعلق بدروب العمل.
كيف تندرج هذه المرحلة في المسيرة السينودسية؟
ينبغي فهم أن السينودسيّة كانت طريق الكنيسة الأولى وتشتمل على توتر وديناميكية تنتمي إلى هوية الكنيسة نفسها، أي إلى كيانها وعملها. باعتبارها ديناميكية الحياة الكنسية، فإنها مسيرة تَعلُم من خلال العمل. لهذا السبب، فإن مسيرة إعادة اكتشاف ديناميكيّة الحياة الكنسيّة هذه، التي بدأت في هذا السينودس تحديدا من خلال المرحلة الإيبارشية ليست لها ولا يمكن أن يكون لها نهاية أو حد أو موعد نهائي لجَنيها أو لا. السينودسيّة تشبه الشركة بين الأشخاص، وتتطلب الموافقة اليوميّة للمشاركين. بهذه الطريقة، من المهم ملاحظة أن المسيرة الجارية لا تنتهي بالمرحلة الإيبارشيّة، أو بالمرحلة القاريّة، أو بالاحتفال بجمعية سينودس الأساقفة؛ تدمج هذه الأحداث في الديناميكيّة الفريدة المستمرة للتوبة السينودسيّة في الكنيسة. جميعنا مدعوون لعيش دعوة التوبة السينودسية هذه كل يوم في خبرتنا الإيمانية ولاستكمال العمل الملموس المتمثل في الإصغاء، وفقا لإرشادات الرُعاة.
بالتحديد، كما ذُكر سابقا، هذه المرحلة القارية ليست مرحلة مستقلة بذاتها، بل تهدف إلى التعبير عن الاستمرارية بين عمل الاصغاء والتمييز على المستوى المحلي الوطني (المرحلة الأولى) وعمل الإصغاء والتمييز للمرحلة التالية، المرحلة العالمية، التي سيقيمها سينودس الأساقفة في أكتوبر ٢٠٢٣.
ستتحقق هذه الصلة من خلال العمل بدءا من وثيقة المرحلة القارية، المُسماه سابقا أداة العمل الأولى. ينبغي فهم هذه الوثيقة على أنها مرجع حقيقي، يجب أن ييسر عمل الحوار والإصغاء والتمييز على المستوى القاريّ. هذه الوثيقة هي ثمرة تمييز المرحلة السابقة (المرحلة المحلية) وسيتم تنميتها من خلال الملخصات الواردة على المستوى المحلي.
ينبغي فهم وثيقة المرحلة القارية ليس كوثيقة يجب تعديلها أو تصحيحها أو تكبيرها في ضوء المرحلة العالمية، بل كدليل حقيقي للتمييز المستمر، ثمرة الإصغاء إلى شعب الله.
كيف ومتى ستعقد هذه الاجتماعات القارية؟ وكيف سيتمكن المؤمنون من المشاركة؟
لن يقتصر الاحتفال بالمرحلة القاريّة على الاحتفال بحدث واحد، بل إنه مسيرة حقيقيّة للإصغاء والتمييز على المستوى القاريّ، حول السؤال نفسه الفريد الذي يخص المسيرة السينودسية بأكملها، وهو كيف يتحقّق اليوم ذلك " السير معًا" الذي يسمح للكنيسة بإعلان الإنجيل، وَفقًا للرسالة الموكلة إليها على مختلف المستويات (من المحلّيّ إلى العالميّ)؟ (الوثيقة التحضيريّة، ٢). يكمن الفرق الوحيد في تناول هذا السؤال من منظور قاري في التحديات التي تواجه رسالة الكنيسة في قارة محددة.
تبدأ هذه المسيرة المحددة المتعلقة بالمجالس القاريّة بنشر وثيقة المرحلة القاريّة، من المتوقع أن تكون متوفرة في نهاية شهر أكتوبر ٢٠٢٢. سيتم نشر هذه الوثيقة وارسالها إلى جميع أساقفة العالم. نأمل بحرارة أن تقوم آلاف المجموعات المحلية التي اجتمعت خلال المرحلة المحليّة، بعد نشر وثيقة المرحلة القاريّة، بتوسيع رؤيتها فيما يتعلق بهذه الوثيقة لمواصلة تعميق مسيرتها السينودسيّة المحليّة، وفقا لتوجيهات راعيها. ومع ذلك، ينبغي التأكيد على أن الأشخاص الرئيسيين لعملية ما قبل الانعقاد هذه هم الأشخاص المُحدّدين لتمثيل الكنائس المحليّة في المجلس القاريّ.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء فرق عمل قارية محددة أو تم إنشاؤها بالفعل لتوجيه المسيرة السينودسيّة داخل قارتهم. وسيرافقهم فريق عمل تابع للأمانة العامة للسينودس، ستكون مهمته تنشيط المسيرة القارية بأكملها وتعزيز المجالس القارية.
ستُعقد المجالس القاريّة بين يناير ومارس ٢٠٢٣. يجب تقديم المشاركات (من خلال وثيقة ختاميّة) لهذه المسيرات السبع بحلول ٣١ مارس.
من سيشارك في المجالس القاريّة؟
يجب أن تكون جميع المجالس القاريّة مجالس كنسيّة (مكونة من شعب الله بأكمله) وليس مجالس أسقفيّة فقط (مكونة من أساقفة فقط). وبالتالي، يجب على المشاركين أن يمثلوا بشكل كاف تنوع شعب الله: الأساقفة، والكهنة، والشمامسة، والرهبان والراهبات، والعلمانيين، والعلمانيات. هذه هي الثمرة الأولى للمسيرة السينودسيّة الجارية، لأنها تتوافق مع رغبة أغلب المجالس الأسقفيّة التي استشارتها الأمانة العامة للسينودس في هذا الشأن.
ومع ذلك، إن الأساقفة مدعوون ليكون لديهم وقتهم الخاص ليلتقوا معا، ربما في نهاية المجالس القاريّة، لإعادة قراءة الخبرة السينودسيّة المُعاشة بشكل جماعي على أساس موهبتهم ودورهم المحددين، وخاصة للاعتراف بأصالة وحرية المسيرة المُتممة أمام الرب، بدلا من تصحيح أو إضافة موضوعات.
وأخيرا، نظرا لأن المجالس القاريّة تواصل العمل على الإصغاء والتمييز المتعلق بالمرحلة المحليّة، فإنها فرصة جيدة للاستماع إلى أولئك الأشخاص أو المجموعات التي ربما استُبعدت في المرحلة السابقة، وخاصة أولئك الذين يعيشون في العوز أو التهميش (أو أولئك الذين لديهم تواصل مباشر معهم) الذين لم نتمكن من الاستماع إليهم في المرحلة المحليّة.
ونأمل أيضا في مشاركة مندوبين أخوة من الطوائف المسيحية الأخرى وممثلين من الأديان والتقاليد الدينية الأخرى، وكذلك الأشخاص الذين ليس لديهم انتماء ديني ولكنهم يدركون أهمية "السير معا" أيضا بالنسبة لمجتمعاتنا. قد تجد فرق العمل القاريّة طرقا مختلفة لضمان مشاركة واسعة لشعب الله وفقا لواقعه وإمكانياته الخاصة، ولكن مع مراعاة الرغبة الدائمة في التمثيل الشامل لتنوع الكنيسة في هذه المجالس.
يتم التحدث كثيرا عن المجالس الأسقفيّة ولقاءات المجالس الأسقفيّة الدوليّة، ولكن ما هو دور المجامع والجمعيات والحركات الدينية التي لها مَنزِلة قاريّة أو هيئة قاريّة؟
في هذه المرحلة من المسيرة السينودسيّة، يشارك بعضهم بالفعل في التطبيق الداخلي لثمار وقت الإصغاء والتمييز الخاص بالمرحلة السابقة. وبالنسبة للمجالس القاريّة، طلبنا من الكنائس المحليّة أن تضم بعض أعضائها إلى وفودها.
ماذا سيحدث في نهاية هذه المرحلة القاريّة؟
ستنتهي المرحلة القارية في كل "قارة" بالاحتفال بالمجالس القاريّة وصياغة وثيقة ختام المرحلة القاريّة. يجب أن تكون هذه الوثيقة ثمرة مسيرة سينودسيّة حقيقيّة، تُقدِّر المسيرة السينودسيّة المُتممة بالفعل، وبالتالي تعكس صوت شعب الله في القارة. ستحتوي وثيقة المرحلة القاريّة على تعليمات أكثر دقة بشأن كيفية إعداد هذه الوثيقة.
سيتم إرسال الوثائق القاريّة السبع، بحلول ٣١ مارس، إلى الأمانة العامة للسينودس وستشكل أساس أداة العمل.
إن نهاية المرحلة القاريّة لا يعني نهاية مسيرة شعب الله السينودسيّة التي بدأت بالمشاورة في المرحلة المحليّة. وهكذا يمكن أن تصبح مسيرتنا معا أساسا لمشاركتنا في الكنيسة كشعب الله.