بحث

الكاردينال بارولين: ليتمَّ تجنُّب أي تصعيد في أوكرانيا الكاردينال بارولين: ليتمَّ تجنُّب أي تصعيد في أوكرانيا 

الكاردينال بارولين: ليتمَّ تجنُّب أي تصعيد في أوكرانيا

أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان يتحدث مع الصحافي إينياتسيو إينغارو في الـTg1 عن السلطة التعليمية حول السلام للطوباوي الجديد يوحنا بولس الأول، وعن الحرب المستمرة وخطر وقوع كارثة نووية.

أجرى الصحافي إينياتسيو إينغارو في الـ " Tg1" مقابلة مع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين تمَّ بثّها مساء أمس الخميس خلال نشرات الأخبار وقد تحدّث فيها الكاردينال بارولين عن الطوباوي الجديد البابا يوحنا بولس الأول وتعاليمه حول السلام وعن الحرب التي لا تزال قائمة في أوكرانيا.

في جوابه على سؤال حول كلمات البابا يوحنا بولس الأول "نريد السلام" لعالم لا يزال مطبوعًا بالحروب وحول رفض الكنيسة لجميع أشكال العنف من أينما أتت قال الكاردينال بارولين أريد انا أيضًا أن أذكر في البداية هذه النقطة من رسالة البابا يوحنا بولس الأول إلى مدينة روما والعالم، وهي إحدى النقاط الست التي بدأ بها يوحنا بولس الأول حبريته. وأقرأ: "نريد تعزيز جميع المبادرات التي يمكنها أن تحمي وتزيد السلام في العالم المضطرب". كان هذا الاهتمام بالسلام أحد المحاور المركزية لحبريته القصيرة، ويرتبط بشكل خاص بأحداث كامب ديفيد، وبالتالي بالبحث عن السلام بين اليهود والفلسطينيين، بين إسرائيل وفلسطين. كانت هناك مبادرات مختلفة للبابا لوتشياني، من بينها بشكل خاص صلاة التبشير الملائكي في ١٠ أيلول سبتمبر ١٩٧٨، حيث ذكّر البابا بما حدث في كامب ديفيد ولاسيما بحقيقة أن القادة دعوا للصلاة: وبالتالي ليس فقط للعمل وإنما أيضًا أن يوكل هذا الالتزام من أجل السلام إلى الرب. لقد كانت إحدى النقاط المميّزة لحبريته. وقد تحدث عن ذلك إلى السلك الدبلوماسي قبل أيام قليلة، قائلاً إن الكنيسة ليس لديها حلول ملموسة لكي تقترحها، ولكن لديها روح يمكنها أن تنقله، وفي ضوئه يمكنها أن تحل المشاكل الكبرى التي يواجهها العالم اليوم. وأود أن أختم هذه النقطة بكلمات البابا فرنسيس في المقدمة التي قدمها لوثائق حبرية البابا لوتشياني، إذ قال إن يوحنا بولس الأول قد أظهر كم أنَّ السلام عزيز على الكنيسة.

تابع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على سؤال حول قرب البابا يوحنا بولس الأول من الفقراء والأخيرين ورسالته الآنية بوضع الفقراء في المحور في عالم يطبعه غياب المساواة المتزايد وقال أتذكر ما قاله بطريرك البندقية، عندما سألوه عما إذا كانت لا تزال هناك ذكرى للبطريرك لوتشياني في البندقية، لأن تلك السنوات كانت مطبوعة بالعديد من التوترات: كانت سنوات ما بعد المجمع الفاتيكاني، ووجد البابا لوتشياني نفسه وسط كل هذا الموقف، لكن البطريرك قال: إنَّ معظم الأشخاص الذين يتذكرونه هم الأشخاص البسطاء. لكي يعبِّر بدقة عن إحدى الميزات الرئيسية للبابا لوتشياني: كونه راعيًا قريبًا من الناس وراعيًا منتبهًا للاحتياجات الملموسة للأشخاص، ربما لماضيه، وربما أيضًا لبيئة الحياة التي نما فيها، بيئة مطبوعة بالفقر والضيق والهجرة. لقد كان حقًا حبرًا أعظم كرس اهتمامه للفقراء وكان يريد كنيسة فقيرة في خدمة الفقراء، ليس خدمة محبّة شخصية وحسب وإنما خدمة محبّة عالميّة أيضًا. وفي هذا، استلهم البابا لوتشياني من السلطة التعليمية للبابا مونتيني ولا سيما من الرسالة العامة "تقدُّم الشعوب" Populorum Progressio.

أضاف الكاردينال بارولين مجيبًا على سؤال حول إنّ كان الطوباوي يوحنا بولس الأول نموذجًا للتواضع للرعاة ولجميع المسيحيين نعم، نحن بحاجة كبيرة إلى التواضع في عالمنا. إنها الفضيلة الرئيسية. لقد كان يقول: ما هي فضيلة الراعي الأولى؟ التواضع. والثانية؟ التواضع. والثالثة؟ التواضع. والرابعة تبقى التواضع. من المؤكد أن هذه كانت ميزته الرئيسية. من وجهة نظر شخصية، عاش هذه الفضيلة على أكمل وجه، واختارها شعارًا له، مشيرًا إلى تواضع القديس أوغسطينوس والقديس كارلو بوروميو. أود أن أستشهد بعبارتين في هذا الصدد: واحدة من الكاردينال راتزينغر آنذاك الذي ذكر أن البابا لوتشياني لم يبحث أبدًا عن مناصب بارزة في الكنيسة وعندما حدث ذلك - قالها أيضًا فيما يتعلق بالبابوية: "لم أكن أتوقع ذلك" – عاشها دائمًا كخدمة. ومن ثم بندكتس السادس عشر عندما قال إن التواضع هو الإرث الروحي الذي تركه يوحنا بولس الأول للعالم.

تابع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على سؤال حول ذكرياته الشخصية عن البابا لوتشياني وقال كنت شابًا، كنت في الثالثة والعشرين من عمري، وكنت لا أزال إكليريكيًّا ولم أكن قد قابلت البابا لوتشياني أبدًا. لكنني أتذكر المفاجأة بشكل خاص: كان هذا هو الرقم الذي عشت معه انتخابه، لأنه لم يكن أحد يتوقع أن يتم انتخاب البابا في غضون ٢٦ ساعة عندما قالت التوقعات أن الأمر سيستغرق من يعرف كم من الوقت وكم من المعاناة. وبعد ذلك بالطبع تفاجأت بخبر وفاته. أتذكر أنني قلت: "ألم يمت البابا للتو؟ ولكن كان يوحنا بولس الأول هو الذي تركنا".

أضاف الكاردينال بارولين مجيبًا على سؤال حول موقف الكنيسة الدقيق من الحرب في أوكرانيا وحول رؤيته لما يحدث كأمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان وقال أنظر بقلق بالغ لأن هذه الحرب تتواصل منذ فترة طويلة جدًا، ستة أشهر مرت منذ أن بدأ هذا الصراع مع كل ما تبعه من أهوال هذه الحرب: وفي بيان الكرسي الرسولي الأخير، يتم استخدام صفات قوية جدًا لوصفها، وأعتقد أنها تعكس أيضًا موقفي الشخصي وموقف وشعور الكرسي الرسولي بالكامل، بدءًا من الأب الأقدس. هناك قلق كبير لعدم وجود احتمالات وإمكانيات لحل من خلال المفاوضات. وهذا ما يجعلنا أكثر قلقًا. لكننا نبقى جاهزين ومستعدّين، بمعنى أننا لا نغلق الباب أمام أي شخص، ونسعى لأن نقدم لجميع المعنيين إمكانية إيجاد أرضية محايدة لكي يلتقوا فيها ويبحثوا عن حل يكون، كما قال البابا يوحنا بولس الأول حول اتفاقيات كامب ديفيد، "حل عادل وكامل". أي حلٌّ يكون عادلاً بمعنى أنه يرضي متطلبات الجميع وأن يكون كاملاً، أي أن يحل جميع المشاكل بطريقة لا تؤدي إلى مشاكل جديدة وصراعات جديدة.

وخلص الكاردينال بارولين مجيبًا على سؤال حول وجود مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في زابوريزهيا في الوقت الحالي وبالتالي حول وجود قلق واسع النطاق بشأن كارثة نووية وقال إن النداء هو أن يتمَّ تجنب أي تصعيد، خاصة فيما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية، مع معرفة العواقب التي قد نواجهها إذا كانت هناك خطوة خاطئة في هذا الاتجاه. النداء هو نفسه دائمًا: نداء إلى الحكمة والاعتدال، وللبحث عن حلول سلمية. وأود أن أكرر ما قاله الباباوات، ما قاله البابا بيوس الثاني عشر وكرره جميع الباباوات: "لا شيء يضيع مع السلام، أما كلُّ شيء يضيع مع الحرب ونحن نختبر ذلك".

02 سبتمبر 2022, 10:16