الذكرى السنوية العشرون لغياب الكاردينال الفيتنامي فان توان
"عُينت كاردينالا مع الراحل في كونسيستوار العام ٢٠٠١، وكنا آنذاك جالسَين جنباً إلى جنبا وعندما ذكّرنا البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بعد أداء القسم بأنه يتعين علينا أن نكون مستعدين للدفاع عن الكنيسة وتعزيز الإيمان حتى إذا تطلب ذلك إراقة الدماء، همستُ له قائلاً إنه سبق أن فعل ذلك، مفكراً بالسنوات الثلاث عشرة التي أمضاها في السجن، فأجابني قائلا إن مخططات الله هي لغز لكنها مستلهمة دوماً من المحبة". بهذه العبارات المؤثرة شاء الكاردينال جوفاني باتيستا ريه أن يتذكّر أخاه الكاردينال الراحل فرانسوا كزافييه نغوين فان توان أثناء العظة التي ألقاها خلال القداس الإلهي، مع العلم أن البابا فرنسيس أعلن الراحل مكرماً في الرابع من أيار مايو ٢٠١٧، وسيتم إعلانه طوباوياً بعد الإقرار بأعجوبة تمت بشفاعته.
تم الاحتفال بالقداس في بازيليك القديسة مريم في تراستيفيريه على بعد مسافة قصيرة من مقر المجلس البابوي للعدالة والسلام، حيث وصل الكاردينال فان توان في العام ١٩٩٤ ليقوم بمهامه كنائب للرئيس، ثم كرئيس منذ العام ١٩٩٨ ولغاية وفاته. ومن بين المؤمنين الذين شاركوا في القداس عدد كبير من أبناء الجالية الفيتنامية في روما فضلا عن رهبان وراهبات ينتمون إلى مختلف الجمعيات الرهبانية ومؤمنين علمانيين ترك الكاردينال الراحل في نفوسهم أثراً كبيراً، والذي كان يُعتبر شاهداً للوداعة، كما قال عنه الكاردينال مايكل شيرني عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة.
وكان الكاردينال شيرني قد سلط الضوء على الصفات والميزات التي طبعت حياة الكاردينال فان توان، وذلك خلال افتتاحه مؤتمراً نُظم في الخامس عشر من الجاري لمناسبة الذكرى السنوية العشرين لرحيله. وقد شارك في اللقاء أيضا طالب دعوى التطويب الأب Waldery Hilgeman الذي لفت إلى أن العديد من المؤمنين الفيتناميين وغير الفيتناميين، يتحدثون باستمرار عن النعم التي نالوها بشفاعة الكاردينال الراحل.
بالعودة إلى عظة الكاردينال ريه فقد طلب في بداية الاحتفال بالقداس شفاعة المكرم فان توان خلال هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم اليوم، بسبب الحروب وتأثيرات جائحة كوفيد. وذكّر المؤمنين خلال العظة بأن الكاردينال الراحل أصيب بالمرض بعد الكونسيستوار بأشهر قليلة، ولفت إلى أن زاره أكثر من مرة في المستشفى وكان دوماً يتمتع بالهدوء والطمأنينة. وكان في بادئ الأمر يتحدث عن مشاريعه المستقبلية، كوضع ملخص التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الذي أنجزه خلفه لاحقا. وبعد تطرق إلى مواضيع أخرى، عندما تقبل فكرة الموت مدركاً أنه سيدخل في محبة الله الكبيرة.