بحث

وثيقة للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة حول استغلال المهاجرين في عالم العمل وثيقة للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة حول استغلال المهاجرين في عالم العمل 

وثيقة للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة حول استغلال المهاجرين في عالم العمل

نشر قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة وثيقة سلط فيها الضوء على أوضاع الاستغلال في عالم العمل الذي يذهب ضحيته العديد من المهاجرين، بالإضافة إلى المشاريع الكثيرة التي أطلقتها منظمات كاثوليكية حول العالم من أجل ضمان كرامة هؤلاء الأشخاص.

جاء في الوثيقة أنه على الرغم من التشريعات في العديد من الدول التي تحظر العبودية، ما يزال مهاجرون كثر حول العالم عرضة للاستغلال من قبل أرباب العمل والوسطاء، كوكالات التشغيل وشبكات المهربين، لافتة إلى أن الهشاشة الاقتصادية للمهاجرين، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة العمل المستتر وغير المنتظم تسمح للمنظمات الإجرامية وأرباب العمل بالقيام بممارسات غير مشروعة حيال العمال المهاجرين. كما أن هؤلاء المجرمين يلجؤون إلى ممارسات خادعة، لا تخلو أحيانا من الابتزاز وممارسة العنف والاعتقال والترحيل القسري، بالإضافة إلى مصادرة الرواتب والوثائق الثبوتية وإتلافها. وهذا الأمر يحرم الضحايا من حريتهم ويُخضعهم للعمل القسري، ويتقاضون رواتب مجحفة ويعملون في ظروف غير آمنة.

وقد جاءت جائحة كوفيد ١٩ لتزيد من المخاطر التي يتعرض لها العمال ضحايا الاستغلال، كما أنها فاقمت الفقر والأزمات الاقتصادية والمالية. والعمال المهاجرون واجهوا قيوداً فرضت على حرية التنقل، وخضعوا للعزلة كما تم استثناؤهم من الخدمات الصحية والرعاية الملائمة، وتم تسريح الكثيرين من العمل واقتُطعت رواتبهم. وتمنى قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة أن ينعم العمال المهاجرون بالحقوق نفسها أسوة بباقي العمال وذلك بغض النظر عن أوضاعهم وكونهم مهاجرين. واقترحت الوثيقة سلسلة من الممارسات الحسنة التي يمكن تطبيقها من أجل توفير الحماية لهؤلاء الرجال والنساء فضلا عن تبني قوانين وإجراءات تسمح بمراقبة ظروف العمل والمعايير والحقوق.

ولفتت الوثيقة إلى أن البابا فرنسيس ومنذ بداية حبريته وضع مسألة مكافحة الاتجار بالكائنات البشرية في صلب تعاليمه، ففي الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" طرح السؤال الذي طرحه الله على قايين في سفر التكوين "أين أخوك؟" وكتب أن هذا السؤال موجه اليوم إلينا جميعاً، خصوصا في البيئات حيث تنشط العصابات المافوية التي تقوم بممارسات مقيتة، وذكّر بأن كثيرين لديهم أياد ملطخة بالدماء بسبب تواطؤهم وصمتهم. وفي رسالة الفيديو التي وجهها إلى المشاركين في المنتدى الدولي الثاني حول العبودية المعاصرة، قال الحبر الأعظم إنه لا يحق لنا أن ننظر في الاتجاه الآخر، والادعاء بالجهل والبراءة. وتوجه فرنسيس إلى الدول والمنظمات الدولية حاثا إياها على عدم الاكتفاء بمعاقبة المذنب، إذ لا بد من التعامل مع الجذور العميقة لهذه الآفة الخطيرة. ودعا إلى خلق الفرص من أجل تنمية بشرية متكاملة، بدءا من التربية الجيدة. وخاطب أيضا الكنائس مذكراً بأن كل المسيحيين مدعوون اليوم إلى تخطي كل شكل من أشكال عدم المساواة والتمييز، التي تسمح لإنسان ما باستعباد شخص آخر.

بعدها لفتت الوثيقة إلى أن رئيس الأساقفة غابرييليه كاتشا، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة توجه إلى المشاركين في لقاء دولي عُقد للتباحث في ظاهرة الاتجار بالبشر، وتطرق إلى الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الإطار، وتلك الواجب اتخاذها. وأوضح أن عددا كبيراً من المتاجرين بالبشر يحالون أمام العدالة سنوياً، كما أن دولا كثيرة قامت بتجريم هذه الممارسة تماشياً مع البروتوكول المتعلق بالاتجار بالأشخاص، في إطار المعاهدة الأممية ضد الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية. ودعا في هذا السياق أيضا إلى مزيد من التعاون بين الدول كافة والأطراف المعنية، شأن السلطات المحلية والحكومات الوطنية والمنظمات الدينية، مشيداً بالجهود التي تبذلها الجمعيات الرهبانية على الأصعدة الدولية والوطنية والمحلية.

ولمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للصلاة وإيقاظ الوعي حول الاتجار بالبشر ٢٠٢٢، دعت كاريتاس الدولية جميع الهيئات المحلية التابعة لها إلى الالتزام في التصدي لهذه الجريمة، وحثّت الحكومات على تعزيز إجراءات الحماية والدعم حيال ضحايا الآفة، من خلال وضع خطط وطنية ضد الاتجار بالبشر. وذكّر الأمين العام ألويزوس جون بدعوات البابا فرنسيس للترويج لاقتصاد الرعاية، الذي يعتني بالعمال، ويوفر فرصاً للتوظيف بشكل لا يُستغل فيه هؤلاء.

وذكرت وثيقة قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة بالكلمات التي وجهها البابا فرنسيس إلى المشاركين في المؤتمر الدولي لمجموعة القديسة مارتا في أيار مايو الماضي عندما تحدث عن الضرورة الملحة لدعم ضحايا الآفة ومرافقتهم ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع كي يستعيدوا كرامتهم وينعموا بالشفاء.

13 يوليو 2022, 15:10