بحث

2022.07.24 Santa Messa Giornata Mondiale dei Nonni e degli Anziani

الكاردينال دي دوناتيس يترأس القداس الإلهي لمناسبة اليوم العالمي للأجداد والمسنين

مع تزامن اليوم العالمي للثاني للأجداد والمسنين مع بدء البابا فرنسيس زيارته الرسولية إلى كندا، ترأس نائب البابا العام على أبرشية روما الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس القداس الإلهي لهذه المناسبة صباح اليوم في بازيليك القديس بطرس.

ترأس نائب البابا العام على أبرشية روما الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس صباح اليوم الأحد ٢٤ تموز يوليو في بازيليك القديس بطرس القداس الإلهي لمناسبة اليوم العالمي الثاني للأجداد والمسنين. وفي بداية عظته أعرب عن مشاعر الفرح والشرف لترؤس هذا الاحتفال مؤكدا توجهه بفكره إلى قداسة البابا فرنسيس الذي يبدأ اليوم زيارته الرسولية إلى كندا، والذي أراد الاحتفال بهذا اليوم للمسنين كي يلمسوا مع عائلاتهم ومع الكنيسة مشاعر الجميع ودعمهم واثقين بأنهم ما زالوا في المشيب يثمرون، وذلك في إشارة إلى موضوع هذا اليوم العالمي الثاني والمأخوذ من كلمات صاحب المزامير. وتابع الكاردينال دي دوناتيس متحدثا عن هذه الثمار فأشار إلى الحكمة والإيمان والمحبة.

وانطلاقا من قراءة اليوم من سفر التكوين تحدث نائب البابا العام على أبرشية روما عن جرأة وثقة إبراهيم الذي تحدث إلى الله، وهو في التاسعة والتسعين من العمر بعد أن علم بأنه سيكون له ابن، حيث طلب من الله ألا يدمر سدوم وعمورة. وتابع الكاردينال دي دوناتيس أن إبراهيم يبدو وكأنه صورة للكثير من مسني اليوم الذين، ومع رؤيتهم ما يواجه العالم من مصاعب كبيرة، يواصلون الشفاعة ويطلبون من الله السلام والصحة والوفاق لا لأنفسهم، بل لأبنائهم وأحفادهم. وواصل أن إبراهيم يمنح صوتا لرغبة الله والتي ليست رغبة في التدمير بل في الخلاص، وأضاف أن ابراهيم كان يعلم أن الرب مستعد للمغفرة بل وكان يرغب في ذلك، إلا أن المدينتين كانتا سجينتَي شر كبير بدون حتى القليلين الذين يمكن من خلالهم تحويل الشر إلى خير، إلا أن إبراهيم ستكون لديه علامة، لوط ابن أخيه الذي سينجو مع ابنتيه.

ثم انتقل نائب البابا العام على أبرشية روما إلى الحديث عن مسني اليوم والذين وُلد الكثير منهم خلال الحرب العالمية الثانية أو بعدها مباشرة، وتحدث بالتالي عما رأوا من شر كبير كان كافيا لكثيرين من بينهم للتطلع إلى الخير والسلام، وهم اليوم مثل إبراهيم، قال الكاردينال دي دوناتيس. ثم وجه حديثه إلى المسنين قائلا لهم إنهم يعرفون بحكم الخبرة أن الله لا يريد أبدا تدمير العالم بينما الإنسان هو مع الأسف قادر على ذلك. وواصل أن رغبة المسنين في الخير والسلام تُذكِّرنا بقلب الله الذي هو قلب أب وصديق، وذكَّر بأن المسنين هم مَن يعلِّمون الأبناء والأحفاد الصلاة وقرع باب الله. وأشار هنا إلى إنجيل اليوم الذي يحدثنا عن الإلحاح في الصلاة، وذكَّر بكلمات يسوع "اِسأَلوا تُعطَوا، اُطلُبوا تَجِدوا، اِقرَعوا يُفتَحْ لَكم". ولفهم هذه الكلمات، قال الكاردينال دي دوناتيس، فللنظر إلى الأجداد، فمَن منا لم يخرج من دار أجداده وقد أعطوه شيئا ما حتى دون أن يطلب، إنهم يحبوننا بمجانية حتى حين ننساهم. وهذا ما يفعل الله، فهو يعطينا دائما شيئا ما حتى وإن لم نطلب، إنه يحبنا حتى أنه بذل نفسه. وعاد نائب البابا العام على أبرشية روما إلى إنجيل اليوم وإلى كلمات يسوع "مَن مِنكم يَكونُ لَه صَديقٌ فيَمْضي إِلَيه عِندَ نِصفِ اللَّيل، ويَقولُ له: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة، فقَد قَدِمَ عَلَيَّ صَديقٌ مِن سَفَر، ولَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُ لَه، فيُجيبُ ذاك مِنَ الدَّاخلِ: لا تُزعِجْني، فالبابُ مُقفَلٌ وأَولادي معي في الفِراش، فلا يُمكِنُني أَن أَقومَ فأُعطِيَكَ. أَقولُ لَكم: وإِن لم يَقُمْ ويُعطِه لِكونِه صَديقَه، فإِنَّه يَنهَضُ لِلَجاجَتِه، ويُعطيهِ كُلَّ ما يَحتاجُ إِلَيه". وقال الكاردينال دي دوناتيس إن المسنين كان عليهم السير في ليل الحياة تقودهم بوصلة القلب وأضاف أنهم علمونا الصلاة.

هذا وأراد نائب البابا العام على أبرشية روما توجيه الحديث إلى الشباب أيضا فقال إن الله ينتظر منهم أن يقرعوا بابه مرورا أيضا بباب الأجداد، وتابع أن هذا الباب ليس بعيدا، فهو باب البيت الذي أنجبكم، اذهبوا لزيارة المسنين الأكثر وحدة في بيوتهم أو في الدور التي تستضيفهم، قال الكاردينال دي دوناتيس. وذكَّر بدعوة البابا فرنسيس إلى العمل كي لا يعيش أحد في وحدة، وبوصف الأب الأقدس زيارة المسنين الذين يعيشون بمفردهم بفعل رحمة في زمننا. ودعا نائب البابا العام بالتالي الشباب إلى أن يقرعوا بإصرار أبواب المسنين وإلى أن يتذكروا أن المسن يسير ببطء وربما يتكئ على عصا أو قد يكون عليه أن يرسل أحدا ليفتح الباب، عليهم التحلي بالإصرار، مثل الإصرار والإلحاح في الصلاة، وذلك لا لأن الله لا يعلم ما نحتاج إليه، بل لأن الصلاة، قرع البابا، تغذي الرغبة فتجعلنا ندرك ما هو مهم بالفعل.  

وفي ختام عظته مترئسا اليوم الأحد القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس لمناسبة اليوم العالمي الثاني للأجداد والمسنين توقف نائب البابا العام على أبرشية روما الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس عند صلاة الأبانا، فقال إن أغلبنا قد تعلمناها من أجدادنا، وذكر أننا في هذه الصلاة لا نجد كلمة أنا بل فقط نحن وأنت. وتابع أن هذه الصلاة حسب إنجيل القديس لوقا تعلِّمنا الكلمات الأساسية بالفعل، الخبز والمغفرة ومحاربة الشر. وواصل أن الخبز كفاف اليوم يجعلنا بشكل يومي على وعي بأننا في حاجة إلى السماء وإلى الآخرين. تأتي بعد ذلك المغفرة الضرورية للتمكن من العيش معا والالتزام بأن نكون بالنسبة للآخرين ما نريد أن يكون الله لنا. وأخيرا تأتي محاربة الشر، وذلك من أجل بناء عالم جدير بالإنسان، جدير بالله. وواصل الكاردينال دي دوناتيس أن هذه هي الأشياء ذاتها التي تعلمناها من الأجداد، مشقة وفرح كسب قوت اليوم، الحاجة الضرورية إلى جمال المغفرة، والدعوة إلى عدم الشجار أبدا. إلا أن هناك أمرا آخر، رابع، قال الكاردينال، ألا وهو الثقة في أن لدينا أب، الله، آب يطلب منا أن نسميه الصديق. وأضاف نائب البابا العام على أبرشية روما أنه لم يكن بالإمكان تلقي هبة أكبر من هذه، فنحن أجداد وأبناء وأحفاد، لكننا معا أخوة يتوجهون إلى الله منادين إياه أبانا.    

24 يوليو 2022, 13:48