بحث

مقابلة مع الكاردينال الإيطالي الجديد أريغو ميليو مقابلة مع الكاردينال الإيطالي الجديد أريغو ميليو 

مقابلة مع الكاردينال الإيطالي الجديد أريغو ميليو

رئيس أساقفة كالياري الفخري المطران أريغو ميليو، هو من بين الكرادلة الإيطاليين الخمسة الجدد الذين سيعتمرون القبعة الكاردينالية من يد البابا فرنسيس في كونسيستوار السابع والعشرين من آب أغسطس المقبل، وهو يقوم بخدمته الأسقفية منذ ثلاثين عاماً، أظهر خلالها اهتماماً كبيرا بالبعد الاجتماعي لرسالته.

الكاردينال الإيطالي الجديد سيبلغ الثمانين من العمر في الثامن عشر من تموز يوليو المقبل، ولن يكون بالتالي كاردينالا ناخباً خلال الكونكلاف القادم. وقد كان لفترة طويلة رئيساً للجنة العلمية ومنظماً للأسابيع الاجتماعية للكاثوليك الإيطاليين وعضواً في لجنة مجلس أساقفة إيطاليا المعنية بالقضايا الاجتماعية. وهو حالياً رئيس أساقفة كالياري الفخري، مع العلم أن هذه الأبرشية أوكلت إلى رعايته لعشر سنوات خلت، إلى أن حل مكانه المطران جوزيبيه باتوري في العام ٢٠١٩.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاردينال الجديد، استهلها مشيرا إلى أن خبر تعيينه كاردينالا كان مفاجئاً بالنسبة له، وقد علم به خلال متابعته على التلفاز كلمة البابا بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي. وقال إن هذا الأمر يعني له الاستمرار في خدمته كراع للكنيسة، موضحا أن الكلمة التي ينبغي أن ترافق منصب الكاردينالية هي "الخدمة"، ولذا إنه سيسعى إلى القيام بأفضل شيء ممكن.

تعليقاً على خدمته الأسقفية في جزيرة سردينيا التي وصلها في العام ١٩٩٢، قال سيادته إن خدمته تميزت بالمقاسمة، لافتا إلى أنه وقف إلى جانب عمال المناجم الذين كانوا يتظاهرون للمطالبة بحقوقهم، مع أنه لم يكن قادراً على تقديم الحلول لهم. وأضاف أنه حاول أن يصلي من أجلهم وأن يدعمهم ويشجعهم، ويقدم لهم الأمل على الرغم من كل شيء. وقال إنه خلال خدمته كرئيس أساقفة كالياري، التي هي عاصمة سردينيا، تعامل لسنوات مع موضوع النازحين القادمين بحرا إلى إيطاليا، خصوصا وأن مرفأ المدينة كان يستضيف باستمرار سفناً تحمل على متنها مئات النازحين والمهاجرين.  وأشاد في هذا السياق بالجهود التي قامت بها هيئة كاريتاس المحلية، بالتعاون مع العديد من المتطوعين في الأبرشية. وقال إنه يتذكر مرة أنه احتفل بعيد جسد الرب في المرفأ، من أجل التعبير عن قرب الرب ومحبته حيال المهاجرين واللاجئين والفقراء.

عاد بعدها سيادته إلى الحديث عن اهتمامه بأوضاع عمال المناجم في سردينيا، وقال إنه دعم نضال هؤلاء الأشخاص لكن بطريقة سلمية وبعيداً عن العنف. وأوضح أنه أيّد الكفاح من أجل الحقوق العادلة للعمال، كي تبقى كرامة الكائن البشري في المحور، لافتا إلى أن تلك الحقبة شكلت مناسبة للكرازة بالإنجيل، خصوصا وأننا نتعلم كرامة الإنسان من الإنجيل، نتعلمها من يسوع، من الصليب ومن القيامة. وأضاف رئيس أساقفة كالياري الفخري أنه التزم أيضا في مساعدة العائلات المحتاجة، كما سعى دائما إلى الحفاظ على رباط الوحدة داخل الأبرشية كي لا تقع الانقسامات. وأشار إلى أنه في ليلة عيد الميلاد عام ١٩٩٢ ثم في عام ١٩٩٤ احتفل بالقداس مع عمال المناجم، وشاء بهذه الطريقة أن يعبر عن قربه منهم، ويجعلهم يدركون أن الكنيسة تتضامن معهم، تقف إلى جانبهم وتقاسمهم معاناتهم.

ردا على سؤال بشأن التحديات الرعوية الاجتماعية في زمن العولمة الذي نعيشه اليوم ذكّر الكاردينال الجديد بآخر أسبوع اجتماعي للكاثوليك الإيطاليين في تارانتو، والذي شارك فيه كمنتسب، وقال إنه أدرك ما هو التحدي الأكبر المطروح اليوم أمامنا، ألا وهو إيجاد فرص عمل مع الحفاظ في الوقت نفسه على البيئة. وأضاف أن رسالة البابا فرنسيس العامة "كن مسبحا" تتناول هذين الموضوعين، وتقدم لنا فرصة للتأمل بهما وإيجاد التوازن المطلوب. ولفت أيضا إلى الأسبوع الاجتماعي في تورينو عام ٢٠١٣ الذي تمحور حول العائلة، وقال إن العائلة لا تحصل على الاهتمام المطلوب من قبل وسائل الإعلام إذ يرى فيها كثيرون مسألة "كاثوليكية" بحتة مع أنها في الواقع قضية "علمانية" لأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالخير العام واليوم بات يدرك الناس مدى خطورة الأزمة الديمغرافية، وكل المشاكل التي تعاني منها الأسر بما في ذلك الانقسامات وانعدام الاستقرار.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني قال الكاردينال الإيطالي الجديد إننا مدعوون اليوم إلى البحث عن الخير العام للبشرية، وهذا يتطلب الغوص في عمق هوية الإنسان والمجتمع، كما لا بد من التخلي عن مفهوم الـ"أنا" لصالح الـ"نحن".

13 يونيو 2022, 12:01