بحث

الكاردينال ساندري يزور رومانيا ويحث الجميع على السير في النهج الذي خطه البابا فرنسيس في رسالته العامة Fratelli Tutti الكاردينال ساندري يزور رومانيا ويحث الجميع على السير في النهج الذي خطه البابا فرنسيس في رسالته العامة Fratelli Tutti 

الكاردينال ساندري يزور رومانيا ويحث الجميع على السير في النهج الذي خطه البابا فرنسيس في رسالته العامة Fratelli Tutti

يقوم عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري بزيارة رعوية إلى رومانيا، يلتقي خلالها برعاة كنيسة الروم الكاثوليك ومؤمنيها، وللمناسبة منحت جامعة بابيس بولياي نيافته شهادة فخرية في اللاهوت.

بدأت زيارة نيافته يوم الأربعاء في الأول من حزيران يونيو الجاري عندما وصل إلى مطار كلوج، حيث كان في استقباله أسقف أبرشية كلوج غيرلا المطران كلاوديو لوسيان بوب، وبعض الكهنة. بعدها انتقل الوفد الفاتيكاني إلى دير راهبات أم الله، حيث استقبلت الرئيسة العامة والراهبات الكاردينال ساندري. صباح الخميس الفائت قام الوفد بزيارة ورشة بناء كاتدرائية الروم الكاثوليك الجديدة في كلوج، قبل أن يتم الاحتفال بمنح نيافته شهادة فخرية باللاهوت في جامعة بابيس بولياي.

تخللت الاحتفال كلمة لعميد مجمع الكنائس الشرقية توقف فيها عند سيناريو الحرب الدائرة في أوكرانيا، وقال إن رياح الحرب تهبّ من الشرق، ما يزيد من انعدام الاستقرار ومن وقع الأزمة الاقتصادية، وهذا السيناريو يولد المزيد من الخوف ويحمل العديد من الأشخاص على النزوح، ويترك وراءه الأيتام والأرامل. لهذا السبب – مضى الكاردينال ساندري إلى القول – ثمة حاجة إلى فسحات نفكر فيها بكيفية إحلال السلام والأخوة، وننعم بهما في حياتنا اليومية. وقال إن الممارسة الصائبة للذكاء تحررنا من الأديولوجيات وتجعل منا خداماً أصيلين للخير العام وصانعي العدالة والمصالحة.

في سياق حديثه عن مآسي الحرب والاضطهاد والأيديولوجية العمياء ضد الإنسان، حث الكاردينال ليوناردو ساندري الجميع على السير في النهج الذي خطّه البابا فرنسيس في رسالته العامة Fratelli Tutti. وقال إن الألم والمواجهة بدّلانا، ولم تعد توجد فسحة من أجل نشاط دبلوماسي جديد أو من أجل ازدواجية الكلام والرياء وطمس الحقائق. ولفت إلى أن الحوار ينبغي أن يرتكز إلى الحقائق، مهما كانت قاسية وصعبة، مسطراً ضرورة الارتداد، من أجل تغيير المستقبل وتحريره من مشاعر الاستياء والارتباك. وقال إنه من خلال الحقائق التاريخية وحدها يمكن أن تبصر النورَ الجهود المثابر والمستمر كي نفهم بعضنا البعض، ونبحث سوياً عن حلول مشتركة لصالح الخير العام.

بعدها توقف عميد مجمع الكنائس الشرقية عند مسألة الاستشهاد، وقال إنه مع بداية القرن الحادي والعشرين ما يزال هناك العديد من الأشخاص الذين يُقتلون أو يُضطهدون نتيجة إيمانهم. ولفت إلى التقرير الصادر عن منظمة Open Doors، أو أبواب مفتوحة، المعنية بالدفاع عن الحريات الدينية في العالم، والذي يؤكد أنه خلال العام المنصرم قُتل خمسة آلاف وثمانمائة وثمانية وتسعون مسيحياً، وتعرضت خمسة آلاف ومائة وعشر كنائس للهجمات، فيما سُجن ستة آلاف ومائة وخمسة وسبعون مسيحيا. وأضاف أن التقرير يُظهر أن أكثر من ثلاثمائة مليون مسيحي يعيشون اليوم في أوضاع من الاضطهاد الشديد، الذي ارتفع بوتيرة مقلقة في مختلف أنحاء العالم. وأكد نيافته أن أخطر الأنظمة بالنسبة للمسيحيين هي تلك الملحدة وتلك التي تتبنى نظرة أصولية لدينها الخاص، دون أن ننسى الحرب الثقافية والتهميش التدريجي للحضور المسيحي في الغرب.

في ختام مداخلته أشار عميد مجمع الكنائس الشرقية إلى أنه في السياق الراهن يبرز شكل مختلف من الاستشهاد، المرتبط بالشهادة التي ينبغي أن تقدمها الكنيسة كجسد المسيح، ألا وهو عندما يُرغم المسيحيون على الهجرة أو النزوح عن أرضهم، بسبب الحروب أو الاضطهادات أو لأن حرياتهم مهددة. وقال إن الاستشهاد في زماننا الراهن يكرر ديناميكية الصليب، مضيفا أن المسيحيين ما يزالون عرضة للاضطهاد كما في القرون الأولى عندما كانوا طعام الحيوانات المفترسة، وبهذه الطريقة خلصوا العالم.

04 يونيو 2022, 12:34