بحث

الكاردينال بارولين يؤكد أن الكرسي الرسولي يعمل من أجل ضمان التعايش السلمي بين الشعوب الكاردينال بارولين يؤكد أن الكرسي الرسولي يعمل من أجل ضمان التعايش السلمي بين الشعوب 

الكاردينال بارولين يؤكد أن الكرسي الرسولي يعمل من أجل ضمان التعايش السلمي بين الشعوب

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في احتفال مُنح خلاله الكرسي الرسولي الجائزة الدولية للمعهد الوطني الأزرق وذلك تقديراً للخدمة التي يقوم بها لصالح تعزيز الوفاق والسلام بين الشعوب، وقال نيافته للمناسبة إن الكرسي الرسولي مستعد دائماً للتعاون مع جميع الأشخاص الملتزمين في وضع حد للحروب الدائرة حول العالم.

تخللت الاحتفال – الذي تم في نادي الضباط التابع للقوات المسلحة الإيطالية – مداخلة للكاردينال بارولين أكد فيها أن منح هذه الجائزة الدولية للكرسي الرسولي يشكل بحد ذاته حافزاً من أجل متابعة النشاط الدبلوماسي، الذي هو مستوحى من الواجبات الكنسية والهادف إلى ضمان التعايش السلمي بين الشعوب كافة. ولفت نيافته إلى أن هذا الالتزام يميز منذ زمن طويل نشاط الكرسي الرسولي على الصعيد الدولي.

تمحورت كلمات المسؤول الفاتيكاني حول الأزمة التي تعيشها أوروبا ومناطق أخرى بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من مائة يوم. وشاء أن يسلط الضوء على الجهود الحثيثة التي تبذلها الدبلوماسية الفاتيكانية من أجل حمل الطرفين المتنازعين على السلوك في درب الحوار ووضع حد للقتال. وذكّر في هذا السياق بالنداءات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس من أجل وقف الصراع، وكان آخرها يوم الاحتفال بعيد العنصرة، عندما ناشد قادة العالم أن يجنبوا البشرية خطر الزوال.

قال الكاردينال بارولين إن الدبلوماسية، وعلى الرغم من القيود والمحدوديات ما تزال اليوم الأداة التي يمكن أن تقدم بديلا عن الحرب، من أجل التجاوب مع التطلعات المشروعة لكل شعب إلى الأمن والاستقرار والسلام. وأكد أن الدبلوماسية الفاتيكانية بنوع خاص ستكون مستعدة على الدوام للتعاون مع كل الأشخاص الملتزمين في وضع حد للصراعات المسلحة الدائرة حول العالم، وفي توفير الدعم والأمل للشعوب التي تعاني منها.

مما لا شك فيه أن هذا الالتزام يكتسب أهمية كبرى اليوم، خصوصا إزاء الصراع المسلح الدائر في القارة الأوروبية، وأوضح أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بهذا الصدد أن الكرسي الرسولي يبذل كل الجهود الممكنة من أجل التوصل إلى وقف القتال الذي حصد أرواح العديد من الضحايا الأبرياء، وقضى على العائلات والمنازل والتعايش السلمي والحياة نفسها. وقال نيافته في ختام مداخلته إن النهج الدبلوماسي الذي يقوم به الكرسي الرسولي قادر على الإسهام في بناء السلام، وفي التخلي عن لغة القوة.

من جانبه اعتبر مؤسس ورئيس المعهد الوطني الأزرق لورنزو فستيشيني، الذي شاء أن تبصر النور مؤسسة ملتزمة في مجال التبادل بين الأديان والثقافات وتسهر على النشاط الإنساني والدفاع عن حقوق الإنسان، اعتبر أن العمل الذي يقوم به الكرسي الرسولي يشكل مثالا للإيمان والقوة والتوازن والالتزام لصالح السلام. وقال إن هذا العمل بات ضروريا أكثر من أي وقت مضى، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة حيث أصبح الاحترام والحوار والتعايش السلمي بين الشعوب عرضة للخطر. وتمنى المسؤول الإيطالي، إزاء معاناة شعوب برمتها، أن تُكثف الجهود من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم، يضع حدا لهذه المأساة البشرية التي تحاكي ضمائر جميع الأشخاص العاملين من أجل مستقبل يليق بالإنسان.

09 يونيو 2022, 11:19