بحث

البابا لوتشاني، مؤتمر يفتح صفحة جديدة لتعاليمه البابا لوتشاني، مؤتمر يفتح صفحة جديدة لتعاليمه 

البابا لوتشاني، مؤتمر يفتح صفحة جديدة لتعاليمه

في ضوء تطويب البابا لوتشاني في الرابع من أيلول سبتمبر، تنظِّم المؤسسة الفاتيكانية يوحنا بولس الأول، بالتعاون مع قسم اللاهوت العقائدي في جامعة الغريغوريانا الحبريّة، يومًا دراسيًّا بعنوان: "I sei «vogliamo». تعاليم البابا يوحنا بولس الأول في ضوء وثائق من الأرشيف". ستيفانيا فالاسكا: "في حبريته القصيرة جعل الكنيسة تتقدم على الدروب الرئيسيّة التي أشار إليها المجمع الفاتيكاني الثاني".

في الذكرى الرائعة للبابا يوحنا بولس الأول - ألبينو لوتشياني (١٩١٢-١٩٧٨)، في ضوء تطويبه في الرابع من أيلول سبتمبر في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، تنظّم مؤسسة يوحنا بولس الأول الفاتيكانيّة، بالتعاون مع قسم اللاهوت العقائدي في جامعة الغريغوريانا الحبريّة، يومًا دراسيًّا مخصصًّا بالكامل لتعاليمه تحت عنوان: "I sei «vogliamo». تعاليم البابا يوحنا بولس الأول في ضوء وثائق الأرشيف". هذا هو الموعد الأكاديمي الأول الذي تنظمه مؤسسة يوحنا بولس الأول والذي سيُعقد في ١٣ من أيار مايو في القاعة الكبرى لجامعة الغريغوريانا الحبريّة. وفي هذا السياق تؤكِّد ستيفانيا فالاسكا، نائبة رئيس مؤسسة يوحنا بولس الأول، لموقع فاتيكان نيوز يفتح المؤتمر صفحة جديدة لسرد عمل، وتعليم وحبرية يوحنا بولس الأول، وتوضح أهمية المؤتمر الأول المخصص بالكامل للسلطة التعليمية للبابا لوتشياني بناءً على وثائق من الأرشيف.

تابعت نائبة رئيس مؤسسة يوحنا بولس الأول تقول في ضوء تطويب يوحنا بولس الأول، أعتقد أن قراءة تعاليمه هو أمر أساسي. في هذين العامين، قامت المؤسسة، التي أنشأها البابا فرنسيس في ١٧ شباط فبراير ٢٠٢٠، بخطوات أساسية لوضع الأسس التي تسمح على مستوى دولي بتعزيز البحث والدراسات وتعميق ونشر التراث اللاهوتي والروحي والثقافي للبابا لوتشاني. كانت إحدى الخطوات الأساسية هي الحصول على الوثائق الخاصة من الأرشيف الخاص بالبابا لوتشاني. وأعتقد أن يوم الدراسة هذا يمكنه أن يفتح صفحة جديدة لسرد عمل، وتعليم وحبرية البابا يوحنا بولس الأول. ولماذا؟ لأن التاريخ يصنع بالمصادر، والوثائق. ففي عام ٢٠٠٨، أشار المؤرخ جورجيو كراكو، خلال أحد المؤتمرات، إلى أنه يجد أنه لأمر رائع أن يكرس نفسه لشخصية مثل ألبينو لوتشياني الذي "يبدو أن لا أحد يريد التحدث عنه حقًا"، وبهذه الكلمة "حقًا" كان يقصد بعبارات علمية بحتة، أي فقط على أساس النصوص والوثائق. ثم أفاد بعدها كيف أنه على مستوى الاهتمام التاريخي وجد يوحنا بولس الأوّل حتى تلك اللحظة فقط فُسحةً متواضعة، لكي لا نقول صغيرة. في الواقع، ينبغي القول أن شخص وعمل وشخصية البابا لوتشياني لم ينالوا حقّهم بشكل كافٍ خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، ولكنّهم شكّلوا ثروة جديدة فقط خلال هذه السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، ولا سيما في العقد الماضي. كما أنّه من المهم أيضًا تسليط الضوء على دور دعوى تقديس يوحنا بولس الأول، التي وإذ سمحت بالحصول على المصادر الوثائقية - وهي المصادر الوحيدة التي يمكن أن تسمح بالتنقيب التحليلي والتحدث عن البابا لوتشياني من الناحية العلمية - تساهم أيضًا في هذا الاتجاه. احتمال تم تنفيذه بالكامل الآن من خلال إنشاء مؤسسة مكرسة لرعاية إرث البابا لوتشياني. ومن هذه الإمكانية ينطلق المؤتمر.

أضافت السيّدة ستيفانيا فالاسكا مجيبة على سؤال حول إن كان سيتم تقديم أرشيف البابا ألبينو لوتشياني الخاص، ولماذا يُعقد هذا المؤتمر في جامعة الغريغوريانا الحبريّة وقالت إنَّ التأمل والسفر عبر تعاليم البابا يوحنا بولس الأوّل لا يمكنهما إلا أن ينطلقا من المصادر. ويتألف أرشيف البابا ألبينو لوتشياني الخاص، إرث المؤسسة، من جميع المواد الوثائقية التي تمتد لفترة زمنية طويلة، من عام ١٩٢٩ وحتى ٢٧ أيلول سبتمبر ١٩٧٨، ويجب تقديمها في المجال الأكاديمي. أما المؤتمر فيُعقد في جامعة الغريغوريانا الحبريّة بسبب اهتمام قسم اللاهوت العقائدي الذي يديره الأستاذ. داريو فيتالي، الذي روَّج للمبادرة مع اللجنة العلمية لمؤسسة البابا يوحنا بولس الأول؛ وقد نضج الخيار بالعودة إلى الدراسات التي قام بها البابا لوتشياني. ففي هذه الجامعة بالتحديد، حصل على إجازة في اللاهوت في عام ١٩٤٢، مع دراسة حول الكوارث تهدف إلى إظهار العمل الاعتدالي الذي تقوم به الكنيسة في مواجهة العادة البربرية. بعد الحرب، على الرغم من أنه كان مليء بالالتزامات كمدرس ونائب رئيس للإكليريكية في بيلونو، التحق بالسنة الخامسة في كلية اللاهوت لأجل كتابة أطروحة الدكتوراه. وكان منذ بعض الوقت قد وافق بالفعل مع اليسوعي تشارلز بوير، على دراسة متطلبة حول الأب روزميني تحت عنوان: "أصل الروح بحسب أنطونيو روزميني. عرض ونقد". وفي ٢٧ شباط فبراير ١٩٤٧ دافع علنًا عن الأطروحة، وحصل على موافقة خاصة من أساتذة الغريغوريانا وغيرهم من العلماء البارزين.

تابعت نائبة رئيس مؤسسة يوحنا بولس الأول مجيبة على سؤال حول كلمات "نريدُ" الستة والتي يشير إليها عنوان المؤتمر علمًا أن الكلمة الأولى تشير إلى المجمع الفاتيكاني الثاني وقالت إنَّ أول كلمة نريد الواردة في رسالته إلى مدينة روما والعالم في اليوم التالي لانتخابه، في ٢٧ آب أغسطس ١٩٧٨، تؤكِّد: "نريد أن نستمر في متابعة إرث المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي يجب أن نطبِّق أعرافه الحكيمة، ونسهر لكي لا يشوِّه الدفع، ربما، السخي، وإنما المرتجل محتوياته ومعناه، وألا تُبطئ قوى الكبح والخوف اندفاع التجديد والحياة"، إنها كلمات تُعبّر عن الذهنيّة الكنسية المشتركة ووحدة مجمع الكرادلة الذي انتخبه. وحدة كانت تهدف بالتأكيد إلى الجمع، في إرادة الزخم، "القفزة إلى الأمام" لإرثٍ مشترك: إرث المجمع الفاتيكاني الثاني. لا ينبغي أن ننسى أن يوحنا بولس الأول قد انتخب بإجماع، كان له نكهة التزكية، "ملكية ثلاثة أثلاث"، حسب التعبير المنسوب إلى الكاردينال البلجيكي ليون جوزيف سوينز. في كونكلاف سريع، استمر ستة وعشرين ساعة فقط، ارتقى لوتشاني، في ٢٦ آب أغسطس ١٩٧٨، على عرش بطرس، أو بالأحرى، تنازل هناك، باعتباره خادم خدام الله " Servus servorum Dei"

إلى قمة السلطة التي هي الخدمة التي يريدها المسيح، خادم للحقيقة وليس سيّد لها. أما كلمات الـ "نريد" الأخرى فسأقرؤها: "نريد الحفاظ على النظام العظيم للكنيسة [...] في ممارسة الفضائل الإنجيلية وفي خدمة الفقراء والمتواضعين والعُزل [...]. نريد أن نذكّر الكنيسة بأسرها أن واجبها الأول هو التبشير [...]. نريد أن نواصل الالتزام المسكوني مع الاهتمام بكل ما يمكن أن يعزز الوحدة [...]. نريد أن نواصل بصبر وحزم في ذلك الحوار الهادئ والبناء الذي وضعه بولس السادس أساسًا وبرنامجًا لعمله الرعوي [...]. وأخيراً، نريد أن نشجّع جميع المبادرات التي يمكنها حماية وزيادة السلام في العالم المضطرب".

أضافت السيّدة ستيفانيا فالاسكا مجيبة على سؤال حول كيف جسّد البابا لوتشياني هذه الكلمات في حبريّته وقالت لقد طبعت كل واحدة من هذه الأولويات تصرفات وكلمات أربعة وثلاثين يومًا من الحبريّة. في حبريته القصيرة، أحرزت الكنيسة تقدمًا على الدروب الأساسيّة التي أشار إليها المجمع الفاتيكاني الثاني: العودة إلى مصادر الإنجيل وتجديد الروح الرسولية، والمجمعية الأسقفية، والخدمة في الفقر الكنسي، والبحث عن الوحدة المسيحية، والحوار بين الأديان، الحوار مع العالم المعاصر والحوار الدولي الذي يتم بمثابرة وتصميم لصالح العدالة والسلام. إنها وجهات نظر تعود بوضوح. كذلك سلّط البابا لوتشياني الضوء في استقباله أكثر من مائة ممثل للبعثات الدولية الحاضرين في افتتاح حبريّته، كيف أن "قلوبنا منفتحة على جميع الشعوب، وجميع الثقافات والأعراق"، ليعود بعدها ويؤكِّد أننا: "بالتأكيد لا نملك حلولاً خارقة بالنسبة لمشاكل العالم العظيمة، ولكن يمكننا مع ذلك أن نعطي شيئًا ثمينًا جدًّا: روح تساعد على حل هذه المشاكل وتضعها في البعد الأساسي، بُعد الانفتاح على قيم المحبة العالمية ... لكي تتمكّن الكنيسة، الرسولة المتواضعة للإنجيل لجميع شعوب الأرض، من أن تساهم في خلق مناخ من العدالة والأخوَّة والتضامن والرجاء الذي لا يمكن للعالم أن يعيش بدونه".

وختمت نائبة رئيس مؤسسة يوحنا بولس الأول حديثها لموقع فاتيكان نيوز بالقول هذه هي كلمات الـ "نريد" الستة التي جسّدها البابا لوتشياني في برنامج حبريّة دامت أربعة وثلاثين يومًا، ويمكنها بالتأكيد أن تجعلنا نتأمّل حول آنيّة رسالته. إنَّ البابا يوحنا بولس الأول كان ولا يزال نقطة مرجعية في تاريخ الكنيسة الجامعة. ويهدف المؤتمر، في ضوء وثائق الأرشيف الخاص ونصوص ومداخلات الحبريّة، إلى تعميق الخطوط الرئيسية لتعاليم البابا يوحنا بولس الأول التي ساعدت في تعزيز تصميم كنيسة مجمعية قريبة من الناس ومن عطشهم للمحبّة.

04 مايو 2022, 09:05